(ولا تنسـوا الفضـلَ بينكـم)

الجازي مطر الشمري

(ولا تنسـوا الفضـلَ بينكـم)

إن الذي خلق هذا الكون وأبدعه، وقسم الأرزاق، وكتب الآجال، وكتب على هذا الحياة أنها ليست باقية، وخلق الإنسان وهداه النجدين، وأقام الحجة والبراهين، وكتب على جبين كل إنسان قبل أن يخرج لهذه الحياة رزقه وأجله وعمله وسعـادته وشقـاه،
وكتـب وقدر أيضا من ضمن رزقه (الزواج) وجعله آيةً للعالمين، وجعل المودة والرحمة تسكن تلك العلاقة وشرع أيضا برحمته (الطـلاق) ..

فما هذه الحملة الشنيعة على المطلق على صعيد الرجل أو المرأة، ماهذا الانكسار الذي تخلفونه بالأخص على قلـب المرأة، ما هذا التشنيع والتشويه لصورة المطلقين، ما هذه القسوة أيها المطلقون على بعضكم هل نسيتم قول الله عز وجل (ولا تنسوا الفضل بينكم..) الآية
هل نسيتم؟
(فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان….)

يؤسفني أن أقول فالأزواج حاليا إلا -من رحم الله- لا أمساكٌ بمعروف ولا تسريحٌ بإحسان وليس هناك مودة ولا رحمة، تجد الدعاء على الزوج يلاحقه ليل نهار، والتشنيع والتشهير لا يكـف عن لسان الزوج على الزوجة!

متناسين العشرة، ناهيك على أنه ربما يكون هناك أبناء،

فأي حيـاةٍ هذه وأين أنتم سائرون؟

ولـن أخبركم عن المأساة التي تتعرض لها المطلقة وكمية الحزن في صوتها، والتوجع في حروفها كل هذا بسبب مجتمعهـا ونظرتهم لهـا، حاملين على أكتافها فشل تلك العـلاقة!

ظننت أن هذه النظرات والنعرات في المجتمع الجاهلي فقط!
فإذا هو يحل في مجتمعاتنا العربية الإسلامية!
حقا شيء يحزن القلب ويندى له الجبين.

ولا أدري هل العالم تناسوا
العلاقات التي تظهر في المجتمعات؟
(والسنقل مام) وجعلوا دأبهم الدؤوب في الزواج والطلاق الذي شـرعه الله؟

يـا سادة كما أن الموت مقدر ومكتوب، فالزواج والطلاق كذلك فمالكم (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)

فاتقوا الله وأحسنوا لبعضكم وارضوا بما قسم الله لكم وكونوا أصحاب أخلاق في البقاء والرحيل، ولا تجعلوا للشيطان عليكم سبيلا، وكفوا اللسان فالأيام دول والبـلاء موكل بالمنطق.