__
الجازي مطر الشمري
*العنصـرية الفتاكة*
لا أدري من أين أبدأ وكيف لي أن أنتهي؟
أعصر الجاهلية نعيش؟! ألم تولي تلك السنين الغابرات التي كان الإنسان فيها يُعير بشكله ونسبه وعرقه وجده الذي لم يره؟!
بل وبذنبٍ لم يقترفه؟!
إلى متى ونزعة الجاهلية بين ضلعي كفوفنا تحمل، وعلى ألسنتنا تلهج؟!
فهذا الابن يُحرم من بنتٍ يريدها بسبب لونها،
وهذا الأب لا يزوج بنته من غير قبيلته، والأم لها شأنٌ آخر أعم وأطم!
ألم يأت الإسلام ليطهرنا من خبث الجاهلية ودواعيها؟!
ألم نعتق من ذاك الزمن الغابر؟!
بماذا نأبه؟!
إلا أن نعود لها وتتوارث الأجيال تلك العنصرية القاتلة المميتة؟
كلنا من آدم وآدم من تراب ..
فلماذا تورثون أبناءكم ضغينة الجاهلية وعنصريتها الفتاكة؟
لماذا تُعيّر الأخت بأختها التي تزوجت من قبيلة لا تليق؟
لماذا يُعيّر الشخص بأمه التي تحمل جنسية نراها مستحقرة؟
لماذا نُعيّر شخصا لم يختر أن يكون بهذه القبيلة ولا بهذا اللون ولا بهذا النسب؟
إلى متى الفتاة والشاب يمنعان ممن يردان بحجة الجنسية، وهذا ليس من مقامنا،
ألم يحد الإسلام لذلك حدًا؟
(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)
متى يفقه العالم أن الشخص و ُلِد ولم يختر أبويه، فضلا عن جنسيته ولونه وشكله وعرقه؟
متى يفقه العالم أن الأخلاق الفاضلة لاتعادلها كنوز الدنيا ولا أنسابها؟
متى يفقه العالم أن الرجل الصالح والمرأة الصالحة لاتُعوض بملء الأرض ذهبا، ولو كانوا أقل الناس نسبا؟
فاتقوا الله، وارتقوا بأنفسكم، ولا تركنوا للجاهلية، وقد جاء الإسلام ليطهركم من رجسها ودنسها.