التنوير ، الثورة والحداثة ، تأليف : عمانوئيل كانت ، ميشيل فوكو

وجد ميشيل فوكو نص ( كانط ) عبارة عن حدث غيّر من طريقة تفكيرنا بالموضوعات التي تعصف بالواقع المعاصر للعالم، واستئناف لعصر جديد ينشغل بتشخيص الحاضر ميدانياً. حاضرنا ( نحن ) الذين نعيش العالم بكثافته الأنطولوجية وليس التنظير المجرّد من خلف الزجاج.إنه أنطولوجيا الحاضر الذي يجعل من مشكلات العصر غير المفكر فيها موضوعات للتأمل الفلسفي، فالتأمل الفلسفي لم يعد يهتم بما هو خالد وأبدي خارج حدود التجربة الممكنة. بل يهتم بما هو طارئ وغير متوقع وفي سياق وتخوم التجربة الممكنة. فالفلسفة كما يراها فوكو وإنطلاقاً من الأفق الكامطي، ما زالت وستبقى تستفهم طبيعة العقل الذي نتداوله وتأثيره التاريخي، وتخومه، ومخاطره، والكيفية التي نوجد بها بوصفنا كائنات عاقلة.وهكذا سنجد أن مواجهة فوكو لكانط ليست مواجهة صراعية، وسجالية تسعى لإلغاء فكر الآخر بقدر ما هي مواجهة أركيولوجية – جينالوجية وعبر فعل تواصلي ينتقل من المعنى إلى المغزى، بمعنى ما جدوى التنوير بالنسبة لواقعنا المعاصر؟ ما الذي يمكن الإفادة منه راهناًً. إن جواب فوكو سيكون إن ما بقي من كانط هو ( أنطولوجيا النقد ) تلك الأنطولوجيا التيتجعلنا عند حدود ما نُفكر، وما نفعل، وما نعتقد. تلك الحدود التي تجعلنا لا نتخطى شروط وضعنا التاريخي بوصفنا كائنات بشرية في عالم معين.