حياة محكومة برمي النرد ، تأليف : حسين علي

فكرت في عدد الأيام التي سوف أقضيها هنا هذه المرة التي ربما تصل إلى شهر، فلمدة شهر سوف أكون معزولا عن العالم الخارجي بل قد ألغيه من عقلي، أنا لا أعرف كيف سوف يمر الوقت خلال هذا الشهر برأسي الفارغ.أجلس على الأريكة وأمامي تلفاز منطفئ طالما فكرت بالتخلص منه لعدم استخدامي له، وعلى الحائط ثلاث صور معلقة لي ولعائلتي حين كنا سعداء، صور تراقبني وتنظر إلي باستمرار، مزهرية تحمل ورودا ذابلة رغم جهدي على أن تبقى حية وجميلة لكن لا أعرف ما الشيء الذي يجعلها تذبل وتشي على أنها ستموت، هنالك أريكة أخرى لا أجلس عليها تنتظر إلى الأبد شخص آخر يجلس عليها، ونافذة وحيدة تطل على حديقة المنطقة وتظهرها بشكل ممتاز، فكل ما يحدث عليها أستطيع أن أراه وإني لمحظوظ الوجود مثل هذه النافذة لأنها الشيء الوحيد الذي يربطني بالعالم الخارجي في أوقات العزلة. تمر الساعات ورأسي لا يزال فارغا من الأفكار لا أجد به غير السكون، أشعرأنه متعب جدا وإذا ما دخلت أي فكرة إليه سوف تؤذيه، لكن ذلك لغريب جدا أن اظل بلا أفكار كأبله، ككائن بدائي، فأين هربت كل تلك الأفكار التي فكرت بها طوال حياتي ؟ ولماذا عقلي متعب إلى ذلك الحد يتحاشى أية فكرة؟ إنه لا يريد شيئا سوى أن يبقى حيا لأسباب مجهولة.

عدد الصفحات: 164