رسائل عن سيزان « رسائل الشاعر الذي قتلته وردة » ، تاليف : راينر ماريا
9.71$
تتميز هذه السلسة من الرسائل، التي كتبها ريلكه لزوجته كلارا في خريف عام 1907 ، من بصيرة قوية، وكثافة وانسجام، ليس أمرا خارقا؛ فوراء ذلك الكثير أسباب كثيرة متظافرة. كل من قرأ كتاب “يوميات الشباب” سيكون قد لاحظ أن ريلكه، وهو بعد في ريعان شبابه وقبل أن ينعتق من الضباب الجرماني السلافي الذي ربما كان سيتيه فيه، قد أصبح مولعا بالصور، المرسومة منها والمنحوتة (أكثر من ولعه بالموسيقى، مثلا، التي لم يتحدث عنها إلا لماماً). في فلورنسا كانت الصور، قبل أي شيء آخر، هي ما شد أنظار هذا الشاب البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما. (وما يبهرنا لدى ريلكه، عندما نعرفه بشكل أفضل، هو اكتشافنا أن أغلب المواضيع التي اشتغل عليها لاحقا كانت من صميم اهتماماته في شبابه، وأنه قد تغير أقل مما كنا نتصور.) وبعد مغادرته فلورنسا أقام في فورﭘسويد: لم تكن تضم عددا من الشعراء أو الموسيقيين فقط، بل مجموعة من رسامي المناظر الطبيعية الشماليين؛ وهناك احتار هذا الشاب العاشق بين شابتين رأى أنهما تتمتعان بنفس القدر من الأناقة، إحداهما شقراء والأخرى سمراء، إحداهما رسامة، وهي ﭘاولا بيكر Paula Becker، والأخرى نحاتة، وهي كلارا ويسطوف Westhoff Clara. (“وقد أصبحت نظرته هنا أكثر اتساعا! يريد امتلاك السماء على شساعتها، وبلدا مقابل سنوات من التعلم …” يوميات الشباب، ص. 158.) وسرعان ما جعلت الظروف تعلُّمَ الرؤيةِ والعملِ أمرا مستعجلا: فبما أن ريلكه قد تزوج كلارا ويسطوف، بشيء من الاندفاع، سنة 1901، ورزقا بمولودة في شهر دجنبر سمياها روث Ruth، فقد صار لزاما عليه أن يعثر على مورد رزق يدر عليه دخلا أكثر مما يدره قرض الشعر. وهكذا ألف ذلك الكتاب عن رسامي فورﭘسويد، الذي صدر سنة 1903 بعد إصداره دراسة جميلة عن المناظر الطبيعية (نثر، ص. 357 وما بعدها)؛ وهو ما جعله يقبل كتابة مونوغرافيا عن رودان Rodin سنة 1902، صدرت سنة 1903، (وقد عززها بجزء ثان سنة 1907 – نثر، ص. 375 وما بعدها)؛ تطلب منه إنجازها الإقامة بباريز في غشت 1902: وقد شكل ذلك تحولا حاسما في حياته.
Weight | 0.15 kg |
---|---|
Dimensions | 21.5 × 14.5 × 1.5 cm |
دار النشر |
Out of stock
Reviews
There are no reviews yet.