سجون نختار أن نحيا فيها ، تأليف: دوريس ليسنج

أقضي بعض الوقت أتساءل، كيف يا ترى سنبدو للقادمين من بعدنا؟ وهذا ليس اهتماما فارغًا، بل محاولة متعمدة لدعم قدرة تلك “اللعين الأخرى” التي يمكننا اللجوء إليها للحكم على أنفسنا. كل من يقرأ التاريخ يدرك أن القناعات القوية المعقدة في قرن من الزمان عادة ما تبدو سخيفة وعجيبة للقرن التالي.

إنها الجدة التي ولدت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، لتكبر و تعيش أحداث الحرب العالمية الثانية و الحرب الباردة و حرب الكوريتين وحرب فيتنام، لتنقل لنا وهي في السادسة و الستين من العمر، تأملاتها لما مرت به من أحداث في شبابها، انخرطت روحها بروح الجمهور ذي الكيان المتهور المدفوع بالمشاعر والمغيب العقل، و اندماج وعيها الفردي بالوعي الجمعي، لتصحو بعد تلك الأحداث من هذه الغيبوبة مذهولة و مستغربة. ليس من نفسها فقط و انما من الأفراد في جميع الأحداث التاريخية الذين امتزج وعيهم بالوعي الجمعي. لتختم الكتاب برسالة -كأديبة- تميل إلى التفاؤل، إلى أحفادها (الأجيال القادمة) تبين فيها دور الأدب و التاريخ المهمين لمعرفة كيفية تكون الأفكار و السلوك البشري فذلك يساهم في تجنب أخطاء الماضي،التحرر من العادات الموروثة، اكتساب التريث والرزانة الفكرية لبناء فكر حر مستقل يكون لبنة مستقبل زاهي.

عدد الصفحات: 104