هذا هو ذا بورخيس وساباتو.
امتنعُ عن وصف وقائع وصولهما، فلا أولي أيّة أهمية للباس ولا للقضاء الذي يضمهما ولا حتى للأثاث. أتحمل وزر هذه اللامبالاة المقصودة التي تتجاوز عن ذكر التفاصيل والجزئيات.
بدّل المعانية الحثيثة أتفضل الأنقطاع والتنازل لذلك، كان يكفيني لأحقق ذلك أن أتذكر عدد الأحلام وافرؤى التي تركاها حبيسة الأوراق. كل النهم الذي يحركني الآن هو أن ألزمهما بالتحدث عن الأحلام التي خلفها بورخيس وساباتو رهينة الورق.
إنه تقاطع صور نافذ الحدق هذا الذي حققه هذان الرجلان المُدركان جيدًا لما تعنية حرية المونولوج، الذي يبقى خالداً ( لأن من معاني الكتابة محادثة الذات لذاتها ومعايشة العزلة). وها هما يقّبلان تقاسم الحديث اليوم لبضع لحظات. ليس بورخيس وساباتو سوى مجموع المؤلفات التي دبّجتها والريبورتاجات التي خلّفاها، وكذلك النواقص التي عانيا منها وهما أيضاً العين والعمى، وهذه الحوارات أيضاً.
عدد الصفحات: 208
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.