من الرعوية إلى المواطنة ، تأليف : جاد الكريم حباعي

الرعوية والمواطنة مفهومان مفتاحيَّان، ورمزان، يحيل كل منهما على بنية إجتماعية إقتصادية وثقافية وسياسية وأخلاقية، والفاصل الزماني – المكاني بين (من) و(إلى) هو لحظة الحاضر، وما تحمله من ممكنات.

الكتاب نقاش مفتوح لإستشفاف الخلفيات الإجتماعية والثقافية للواقع المعيش، أو لحظة الحاضر، ومغامرة فكرية لإستشفاف إمكانية أو عدم إمكانية الإنتقال من مجتمع تقليدي ودولة سلطانية محدثة إلى مجتمع مدني حديث ودولة ديمقراطية.

رهان هذه المغامرة ينعقد على الفرد أنثى وذكراً، أي على الفاعلة الإجتماعية والفاعل الإجتماعي، ومن ثم، على رأس المال الإجتماعي، وإمكانات تنميته وإستثماره.

فالمغزى العميق لهذه المغامرة هو التحول الممكن، أو الإنتقال، من موقع الرعية، التابع، الذي يسمع ويطيع، إلى موقع المواطِنة الحرة والمواطن الحر، الفرد الكلي، المشارك، الذي يرى ويسمع ويحس ويتذوق ويدرك ويرغب ويريد ويبادر ويحدد خياراته بنفسه، ويؤمن بنفسه ومقدرته، ويقارن ما يسمعه، أو يقرؤه، بما يراه، ببصره هو وبصيرته هو، وما من شك في أن هذا التحول ممكن وجارٍ، على صعيد القلة من الأفراد، هنا وهناك، ولكن العلاقات الإجتماعية والسياسية والحياة الأخلاقية لا تزال رعوية.

المواطنة، في هذه المناقشة، عنوان مغامرة فكرية وعلمية لإستعادة حقوق الرؤية وحرية الرأي، حرية الفكر والعمل، بما هي حقوق العقل وحقوق الروح الإنساني، الحر، مغامرة لإقتحام العالم المرئي، عالم السلطة، العياني أو العيني، والإنشغال به، الإشتغال فيه، بدلاً من الإنسحار بعالم الغيب، المنقول إلينا شفاهة أو كتاب، والمُتَخَيَّل في الحالين

عدد الصفحات: 246