إعصار الحياة [ رحلة طبيب بين القيود والإبداع في غرفة الطوارئ ] ، تأليف : جي باروخ

أن تكون طبيبًا في غرفة الطوارئ يعني أن تكون منصتاً محترفاً للقصص، فكل مريـض يسرد قصته، وأهم مهمة للطبيب هي العثور على قلب تلك القصة؛ إذ لا جدوى من التكنولوجيا مهما تطورت ولا التحاليل مهما كثرت ولا البيانات مهما جمعت إن أخطأ الأطباء فهم القصة، حيث تكمن أركان الرعاية الطبية في التعاطف والإبداع والخيال. يُقدم طبيب الطوارئ جي باروخ في كتاب إعصار الحياة سلسلة من المواضيع القصيرة والبليغة والمؤثرة التي تصور قصص مرضى الطوارئ بكل ما فيها من تعقيدات وفوضى.

يأتي المرضى إلى غرفة الطوارئ حاملين حيوات متكدرة بكم من المعاناة التي لا علاقة لها بالمرض أو الإصابة إلا شيء يسير؛ لذا ينبغي لأطباء الطوارئ أن يُنقبوا عن المشاكل قبل أن يتمكنوا من حلها. شيرل، على سبيل المثال، التي حكايتها عبارة عن قصة فوضوية وحدث هذا، ثم حدث ذلك، ثم، ثم، ثم ثم تقول لباروخ أنها عالقة في إعصار الحياة»، فما الذي عساه ينتشلها مما هي فيه ؟ وما الذي قد يساعد السيد ك، الذي يبدو كحالة نموذجية لداء اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن يتبين أن الأمر ليس كذلك. ويصف باروخ – من بين أمور أخرى – حالة الطوارئ الناجمة عن الوحدة بالاستناد إلى تشيخوف، وهو طبيب أديب)، وتجربته (المخيفة) كمريض، وطب الطوارئ أثناء جائحة كوفيد 19. غالبًا ما تنتهي هذه القصص بلا نهاية أو حلول، ويغادر المرضى لينضموا إلى العالم الخارجي، لكن إن كانوا محظوظين فقد استمع الطبيب لقصصهم وعالج جراحهم.