حانة الست ، تأليف : محمد بركة
9.71$
يجلس الكاتب كمراقب بينما تروى أم كلثوم مأساتها بدءا من ولادتها فى فقر شديد بمجتمع ذكورى لأب إمام ومؤذن وحافظ للقرآن لكنه لا يريد سوى أبناء ذكور. تستطرد أم كلثوم فى رواية تفاصيل العوز الشديد التى عاشته بطفولتها وصباها بقريتها طماى الزهايرة، وصعودها المتدرج بدءا من الغناء وإحياء الأفراح والموالد بالقرية وصولا إلى المدينة كمطربة محترفة، وكيف تبدلت حياتها وحققت الشهرة بالقاهرة حتى وصلت للغناء للملك فؤاد وولى عهده، وبالطبع فإن طريق الصعود لم يكن ممهدا، فالجزء الأكبر من الرواية يروى قصصا متدفقة من رحلة المعارك والآلام، وصولا إلى النهاية والمرض والموت بجسد مسجى ولسان يغنى «حانة الأقدار».لم تخل الرواية من لقطات الغيرة والغيظ وكيد النساء، فمن المنطقى أن تغار أم كلثوم من أقرانها، لكن يجعلها بركة تغار للدرجة التى تصف بها سيد درويش بأنه «الرجل الذى لم يخلص فى حياته لشيء قدر إخلاصه للكوكايين والويسكى والفشل، فشل بنجاح منقطع النظير فى كل شيء»، وتتنمر على عبد الوهاب بوصفه بـ «الأصلع»، وتستخف بحب رامى لها وتخاطب نفسها بانتهازية «لم أتعاطف مع حلمه بقدر ما رأيت فيه بابا كبيرا أعبر منه إلى حلمي»فى أكثر من موضع يقتحم الكاتب خلجات نفس أم كلثوم بجرأة شديدة فى أكثر الجوانب خصوصية وحساسية لشخصيتها، فبصوت داخلى لـالست نجح بركة فى تقمص شخصيتها كما لو أنها حقيقة، فخاطبت نفسها بالعانس وفقا لتعبير السفهاء، على حد قولها، عند عقد قرانها الأول لبلوغها سن الرابعة والثلاثين، والذى كان بغرض الحصول على إذن الزوج للسفر إلى بغداد، وفى موضع آخر دافعت عن نفسها بصوت داخلى ينفى بشكل قاطع حبها الشرير للنساء وشبهة المثلية: «أنا راهبة الإسلام وخاتمة المطربين وآخر النساء، يأتى اليوم الذى تختصرون فيه تاريخى فى شائعات رخيصة». وفى لقطة أخرى حادثت نفسها برغباتها المكنونة كأنثى، فهل حقا كانت تلك مجرد سيرة متخيلة لأم كلثوم أم أن الرواية فى مجملها حكم للراوى عليها ضمن تأويله لتفاصيل استحضر أم كلثوم لترويها بنفسها، متحديا القداسة التى مازالت مفروضة عليها عندما تحولت إلى رمز واستثناء غير قابل للنقد؟.
عدد الصفحات: 284
Weight | 0.5 kg |
---|---|
Dimensions | 21.5 × 14.5 × 1.5 cm |
دار النشر |
In stock
Reviews
There are no reviews yet.