تتناول الرواية يوميات امرأة تعيش مرحلة اكتئاب بعد إنجاب طفلتها الأولى. ولأنها تعيش وسط جهل تام حول هذا الوجه المعتم للأمومة تتجرع مرارات الوحدة والخوف والشعور بفقدان القيمة وفقدان الأمل لتصل بها إلى مراحل متقدمة من الانفصال عن الواقع.
الرواية، المكتوبة بضمير المتكلم “الأنا”، تتخذ شكل المذكرات حيث تسرد فيها الرَّاوِيَة كيفية دخولها نفق الاكتئاب وكيفية تعاملها معه وصولاً إلى الطريق المسدود وخيارها إنهاء الصراع مرة واحدة وإلى الأبد. تدور أحداث الرواية بمجملها داخل منزل بطلة الرواية، لتكون رمزية الحبس داخل المنزل رديفاً لحبسها في عالمها الداخلي.
يقود الألم بطلة الرواية إلى أسئلة وجودية كثيرة حول صورة النساء والرجال، حول أهمية التواصل والتفاعل مع الآخرين وأخيراً حول ضرورة تفهّم النواح النفسية والتعامل بجدية مع عِلل النفس لتجاوزها بدل الهروب منها، وقد جاء في كلمة الغلاف: ” أفترضُ أن عالم الداخل هو استعاضة عن فقداننا للعالم الخارجيّ. القاعدة تنصّ على أن نعيش في الخارج وللخارج، أن نفكّر ونحن نسير، أن نتأمل ونحن نتحرك، أن نبني حياتنا ونحن نتفاعل مع أشيائها ببساطة، مع الحجر والشّجر والعشب والخشب والحديد، مع الأرصفة والأبنية والناس المختلفين. أمّا الاستثناء فهو أن نضطرّ لاستعاضة ما نُحرم منه في الخارج بالعالم الداخلي؛ عالم الجدران المغلقة والأفكار والخيالات والهُلام الممتد. ولذا يُسجن المذنبون. لو لم يكن الداخل حرمانًا لما عُوقب المذنبون والمجانين والمعتوهون والمشوهون به. كلّ ما نود دفعه إلى الخلف نحتجزه ونغلق عليه، وهكذا دُفعت النساء إلى الخلف على الدّوام. احتُجزن بدوافع كثيرة في الداخل، ثم وُصمن بالضيق والمحدودية.
ترتيبات العالم أسهل مما نعتقد: نحتجزك ونوسمك من ثمّ بالضّعف والهشاشة، بل نجعلك تهمة إن حلا لنا ذلك.”
المصدر: الرواية نت
https://alriwaya.net/post/news/thob-azrk-bmkas-oahd-taaalg-aktab-ma-baad-alolad