نوره بابعير
لذائذ العقل و مفارق الفهم
أن العقول تأخذ مجاريها من المواقف التي تحدث أمامها حينها يظل الإنسان رهين الفكر في زواياها .
أحيانًا تجد أن الأفكار تحدد مفارقات العقول بين البشر و أخرى هي من تحدد مستوى أفكارهم .
لأن هناك نقطة لابد أن يفهمها كل إنسان أن السلوكيات و المؤشرات التي تصدر من داخله هي نتيجة دمج الفكر مع محاولة الفهم لقدرات عقلية ألقت وضوحها عليه حتى أدرك الإنسان عن مدى حضوره من حضور عقلهُ .
لو تحدثنا مع طفل سوف نجد أن مستوى الأشياء التي تحيط به تحدد بناء عقله حينها لا إراديًا انت تظل بمستوى عقليته وكأنك تتنازل عن بعض أجزاء عقلك لتستطيع أن تفهم وهذا يجعلك تنتبه أكثر في مسائلات العقلية و القدرة في مفهوم الحاجات المحاطة بك .
لماذا لم يتحدث الشخص مع الطفل بمستوى العقل المستقيم به ؟ هذا يعني أن لكل عمر عقلية خاصة به تنتج من نتاج دوافعها المدركه في تكوينه .
لو تحدثنا مع شخص ناضج تلقائيًا تجذب العقلية نضوج الآخر ، لأن العقول تستمر بالمستويات اللفظية ، تبقى المساحة بينهما محاولة استرسال لذلك لكل منهما استرسال يرغب في تجاوب الآخر معه وهذا أيضا يعود على بيئتهما .
“كلما كانت مختلفة إختلفت العقول في حد نضوجها و ضعفها ”
دائمًا مفهوم العقول لدى الآخرين معقد جداً ليس لأنها لا تتوافق مع بعضها البعض في آن ولا يمكن لها أن تكبر إذا لم يوجد الإختلاف لأنها أعمق وتحتاج إلى ذهن واعي .
لكن هناك أسباب و دوافع يتشكل عليها الإنسان مجرد ما يكتمل بها تبدأ بوادر العقلانية عليه .
في النهاية هناك تأمّلات و محاولات و إصغاء و تفاسير وتحاليل وأجماع كل ما يخرج من تلك الأفعال فهي تبين مدى فكرية الإنسان لها .
خلينا نقول أن الصورة مجهود فكري يشير للعقل
وأن الكلام مجهود لفظي يربط علاقة الصوت بالعقل حتى يتمكن من تشغيل مفهومه.
وأن السكوت مجموعة أفكار تنتج عن بحث معرفتها فيبقى العقل أولًا ثم المعرفة ثانية وإذ اهتز شيئًا منهما فلا فائدة من ذلك السكوت .
وأن التحليل ترتيب الأشياء حتى تصبح لها ملامح واضحة تهدي للعقل حقه منها .
وأن التشريح فصل الأشياء من بعضها ثم أعادة هيئتها بالطريقة التي تلائمة مع العقل نفسه .
مالا يعرفه الإنسان أن التركيز وحده هو من يشغل حيز العقل فيما يواجهه في الحياة أو في يومياته ، في حال تركيزه يصبح الإدراك عاليًا عنده متنبهًا لما يحدث معه .