نوره بابعير
لماذا يعيش الفشل حينما يموت !
يستطيع الإنسان أن ينجح و يفشل في إحدى المرات فهو يعلم أنه قابل لذلك الأمرين ولديه الأقرار بهما لكن الوقوع بينهما يصنع للإنسان طريقين أما وقاية و أما خراب .
دائمًا يفعل الإنسان حسب ما يدرك حتى وأن كان لا يدرك طغيان الظن الملم بالمعرفة يجعلهُ متوازنا في سيرهُ لكن الوقوع الذي يسلب منه كل هذا العرفان أنهُ يجرده ، يفقد الإيضاح حتى من الإفراغ الذي يسد حاجتهُ من تصديق أمرهُ
هنا تتغير المعرفة إطلاقًا التراجع الذي يصيبهُ في تلك اللحظة تحديدًا تجعلهُ غير قادرًا على استجماع ذاتهُ مجدًدا ليهيء لنفسه النجاح الملاءم به .
تبدأ بوادر الصراعات الداخلية تظهر عليه من خلال تخبطه الفكري و الفعلي في آن واحد وكأنها أحدثت له شبه صدمة نثرت فتاتها عليه لا يعرف ماذا حل به .
المشكلة التي تحدث في هذه الحالة أن الإنسان حينما يسقط كليًا يفقد جزءً من فكرهُ فيما أوقعه يصبح ميولهُ أكثر بما يشعرهُ وكل ما يتعرض للشعور هو أنقطاع بين الشعور و الأخر فالانقطاع الذي يفقد للإنسان وجوده لم يكن عن قصد لكن عدم استيعاب العقل هو من يرد كل مرفوض .
غالبًا الإنسان يرفض الفشل حتى وأن كأن الاعتراف خفيًا بينه وبين ذاته إلا كبريائه يجعله متماسكًا في تلك النقطة رغم أنها ضعيفة جداً لا تحتمل الحجج ليصدقها إلا أنه يعود لها إرضاء لذاته ، الغرابة أن الكذابة إذا كانت تستطيع أن تلغي وجود الفشل العالق بالإنسان فهو يستطيع أن يراها مصدر صدق يستمد منه قواه .
أما البعض الأخر يعلم جيدًا أن الفشل قد وقع لا مهرب منه وأن الخطيئة إذا لم تعرف سوف تلازمه مرارًا و لن ينجؤ من عواقبها ، هؤلاء الأشخاص يقدرون الفشل بمقدار النجاح يعلموا أن الفشل حينما يقع يُجلب بعدهُ النجاح المرغوب .
” الفشل ميزان النجاح ”
أصبح للفشل طريقين يُفسر لوقوعه القصد من خيار شخصه ، أحيانًا يبين إثر الخطيئة للإنسان في مفهومه لدى الشيء فالتراجع الذي يتوجب عليه فعله هو إعادة تهيئة النفس في خيار أخر ينقذها من وقوعها في مالا يتناسب معها .
هنا يصبح الفشل إيجابيات تمنع السلبيات من إستمرارها معه ، ترسم له تنبؤاتها الناتجة عن تجربتها .
دائمًا يحدث حراك قيم بعد كل فشل وكأنها محاولة إحياء الأشياء وترميم الرغبات في إكمالها بعدة طرق أخرى تصنع الفرص من سلكها . هذا ما يجعل للإنسان دوافع إيجابية قبل أن يستشعر بها ظن أنها دفنت مع سقوطها الأول تجاه الفشل .
لماذا يعيش الفشل حينما يموت ؟
كنت أتساءل دائمًا في اللحظة التي تجتاح الإنسان قد تعطيه حق الموت ببطئها حتى يصدق ذلك البرود الذي يحيط شعورهُ وذاكرتهُ ، التوقف الذي يأتي من بعدها يمثل الشتات الفكري و القابلية في ذلك الشتات تضعف لن تجد لها مأوى يحثها على جدوها من قدرة الفشل عليه .
ثم وجدت تغير الأفعال من بعدها! يأتيك اليقين في إيجابيات خلقت من ضلع الفشل وتراكماته المقيدة به
تكتشف هنا أنك مت حينما ظننت ذلك وأن نهاية الأمور لا رجوع لها وأن التجربة الأولى كافية فأن لا تعطِ فرص أخرى .
لن تفهم ذلك السؤال ؛ أن لم تفهم الترابط الذي يصيبك بين أن تفشل لتنجح و بين موت الفشل في لحظته حينما يخرس كل ما فيك لتفكر كيف تكمل من بعده وبين النجاح الذي يكشف لك السر في الأجابة ” يخبرك أن فشلك السابق هو عايش معك لذلك قد نجحت دون أن تجدوا بذلك السر “
كالعادة مقالة متميزه من حيث اختياراً للموضوع ، وأسلوباً ، وإثراءً للفكرة.
شكرًا لكلامك الجميل