لقاءات مع الأعلام ، تأليف : بيتر ساندرز

هذا كتاب يتجاوب مع هوى شخصي قديم كما علمتَ . وإلى جانب هذه الرغبة الذاتية، يلبي هذا الكتاب احتياجات أخرى مهمة كثيرة. منها : خلو المكتبة العربية المعاصرة من مثال له، أعني ندرة الكتاب الصوفي الذي يتناول سير وتراجم لرجال ونساء أحياء بيننا. فإن الكتب التي كتب الله تعالى لها الشهرة وتناولتها الأيدي كتب تراثية، ككتاب طبقات الأولياء لابن الملقن، وحلية الأولياء لأبي نعيم، أو طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي، وأخبار عن الأولياء والصالحين وعن أحوالهم منثورة ومتفرقة هنا وهناك – في بطون الكتب، وهذه كلها كتب عظيمة النفع جليلة القدر، ولكن لا نظير لها في عصرنا الحاضر فيما أعلم. كما أن هذا الكتاب – وهذا أمر غير مسبوق في بابه أيضا- جاء مليئا بصور هؤلاء الأعلام، فترى كيف يعيشون وأين يعيشون، وماذا يفعلون ومتى يفعلون، مما سهل لنا العيش معهم والشعور بهم. فيمكن اعتبار هذا الكتاب، من هذه الجهة، وصل للحاضر بالماضي، وامتداد لهذا التقليد الراسخ في تراثنا.