لوثر ومحمد « بروتستانتية أوروبا الغربية في مواجهة الإسلام من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر » ، تأليف : بيير أوليفيه ليشو
16.18$
كان لمارتن لوثر من الإسلام موقف يتسم بالأصولية والخصوصية في الوقت نفسه، ففي جوهره كان لوثر مستندأ إلى إرث العصور الوسطى في المسيحية، والذي يرى في الإسلام علامة على قرب نهاية الزمان وعقاب إلهي للمسيحية؛ إذ كان لوثر مقتنعاً بأن ساعة النهاية أصبحت أقرب للعالم من حبل الوريد، وأن توغل الجيوش العثمانية في الأراضي الأوروبية ليست سوى آية من آياتها الكبرى. حيث إن المسلمين بالنسبة له هم وجه من وجهين للمسيح الدجال، أما الوجه الآخر فهو البابا في روما، وهو ما يعني أن المسلمين والبابا وجهين لعلمة واحدة. ولكن موقف لوثر هذا يمكن ربطه باتجاه آخر كان سائداً في العصور الوسطى أيضاً، وهو الفضول العلمي تجاه الإسلام، حيث كان هناك علماء مسيحيون يريدون معرفة الدين الإسلامي بشكل أفضل لتفنيد أسانيده على نحو أكثر واقعية من خلال حجج تستند إلى العقل في المقام الأول، ومن هنا تمت ترجمة نصوص القرآن إلى اللاتينية في شكل مخطوطات، فيما أمضى لوثر جزءاً كبيراً من أنشطته الإصلاحية في البحث عن القرآن مترجماً، إذ إن نظرته السلبية والمعادية للإسلام لم توقف شغفه العلمي تجاهه، فبالنسبة له: الإسلام هو نص وهذا النص هو القرآن ومن هنا وُلد الاهتمام البروتستانتي الخاص تجاه الإسلام. فكان أن تمت طُباعة القرآن للمرة الأولى من خلال المستشرق وعالم اللغة واللاهوت الإصلاحي السويسري تيودور بيبلياندر.
عدد الصفحات: 584
Weight | 0.61 kg |
---|---|
Dimensions | 21.5 × 14.5 × 2 cm |
دار النشر |
In stock
Reviews
There are no reviews yet.