نوره بابعير
صعود الصواب في سُقُوط الأخطاء
من يعرف الطريق يُختَصر العديد مَن الوجهات و من يفهمُ الغاية يستطيع أختيار الرغبة بعناية ومن يسقط إمام خطواته كأن عليه أن يُدرس معنى الفشل ومن يُعرف الاستقامة لاَ يخشى الاهتزاز من تعرج المواقف ، ومن يبحث عن هدف لا يكترث للأشياء بقدر ما تخصه .
من يعرف الإنسانية يفهم الإنسان الذي يسكنه ومن وضع النقاء نصاب عينه مالت الذّات إلى نقاء خيرها ، ومن يسعى في الشر مات غريقًا قبل أن يُغرق غيرهُ ، تِلْك الأشياء تحدث ومع أحداثها تعلن معناها ، وتترك الفهم لمن يجيد الفَهْم ولمن لا يحسن صوابهُ .
من يُصنَع التميز فهو في حاجة التغيّر ومن يسلك التقليد فهو في مأزق الكسل ، ومن يُترك الفوضى تبنّي لَهُ الطرقات فكل الطرقات فارغة منه لا وصول إليه سوى التأخر فيَ متاهة الإنتباه ، ومن يُترك التوازن ينبي لَهُ الطرقات نال مرادهُ .
الكل نصفان بينهما قائدًا و أحدهما تائهاً وتلك اللقطات التي تحدث بينهما هو أختيار من قبل احتياجاتهم أو مَن مخيلاتهم التي صورت لهم الأفضلية في هذا المسارات .
لا شيء يبقى كما هو سوى إنسان تخلى عن فكرهُ وظل في ظلال غيرهُ ولا تقدمًا بلا أقدام تسيّرُ في مسار أهدافها ، ولا قوة بلا ضمير يقود الإنسان إتجاه إحسانه ولا قيمة بلا إنسانية تحفظ للذات مستوى تقديرها .
الحديث بين الداخل والخارج يصنعان الحاجة في ذاكرة العقل ثم يضعها العقل إمامه وكأنه يبحث عن شيء يهضمها ليخبرهُ عن ثمن أختلاطه بالذّات و بغيره ، يبدأ العقل يشرح اشيائهُ بتفاصيل مرتبطة بالوعي و باللاوعي ،
من يعرف يفكر لن يخرج عن دائرتهُ ومن يعرف الفرط سوف يظل مباليًا لا شيء يفيده ، وما يخبرهُ الفكر هو نظرة العقل عن الحلول أو عن الوقوع ، و أحدهما تأخذ الإنسان في صراعاتها الاقناعية من جهة مفهومها .
ومن يعرف الزاوية يعرف كيف يسير معها ومن يفقد الفهم فيها تبقيه في تفرعاتها التي لا نهاية له تحاصره بلا سد فجواتها بل تفقدهُ الكثير من الأشياء وهو لا يعلم أين صوابها .
التّفكير يضع الإنسان أمام نفسه بلا حدود أو تدخلات و يقدم له الإنتصار و الانهزام في آن واحد يجعله هو المشكلة الأولى منذ بداية خطواته ؛ لإن التّفكير يتسِع بنضج العقل و يضيق بجهله وهذا لا أحد يستطيع أن يحدده أو يراه من البداية فهو يتشكل على حسب الإنسان نفسه .