ولاء الشمري
في يوم عادي جداً من شهر آب اللّهاب، بالمناسبة انه شهر ميلادي، لا اعلم هل استمر في حبه، ام اتوقف كلما تذكرت انه شهر الغزو العراقي على كويتنا الحبيبة في اغسطس ١٩٩٠..
عودة الى اغسطس ٢٠٢٤ كان يوم شديد الحرارة، وكان تكييف سيارتي معطل، لا يهم كثيراً، ف انا ابنة الصحراء والبادية، جلودنا تتأقلم على كل انواع الطقس، كما قلوبنا تتحمل تقلبات احبائها، ولم انزعج من هذا الحر الشديد، بل كنت طربانة وانا استمع في المحطة الاذاعية اغنية الراحل عبدالكريم عبدالقادر وأدندن معه وهو يقول:
” ياللي كلمه وحده منك، ترسم الدنيا في عيوني “، وتساءلت بسخرية لماذا يبخل الحبيب بكلمه!؟
كان برفقتي كتابي، اخذته معي على المقهى المفضل لدي، لن اخبركم عن اسمه، ف طلبت الحلى المفضل لدي، وكذلك لن اخبركم ماهو، لكن سوف اخبركم ماذا اخترت ان اشرب معه، اخترت الماء، ف منذ سنة وشهرين، منعني الدكتور من شرب القهوة، يعز علي اننا افترقنا قسراً، تباً لنوبات الهلع، كانت السبب، لا يهم حيث ان النوبات هي نتيجة، تباً لكل الاسباب الرئيسية..
استمتعت بمأكلي ومشربي، وغذيت عقلي بالقراءة، ولكن رغم انني دائماً اختار زاوية بعيدة عن الانظار، حتى اخلوا بنفسي، ولكن هذا لم يمنع من انني استشعرت نظرات الموجودين وكل من يمر، وصلني مع هذا الاستشعار، ان تلك النظرات فضولية، لمعرفة بماذا انا منغمسة، ما الكتاب الذي بين يدي، ولماذا انا مندمجة به، واخرى نظرات اعجاب، حيث ان القارئ اصبح وكأنه هارب من متحف يضم نوادر البشر! نعم القارئ ذو قيمة ومكانة، ومن المؤسف ان حتى هذه الهواية، لها دخلاء، ومزيفين، مدعين ولعهم بالقراءة، لا اعرف كيف يشعرون عندما يتقمصون شخصية لا تشبه حقيقتهم! احياناً استنكر، واحياناً اقول في نفسي، دعيهم، ف ربما يعجبون حقاً بهذا العالم ويكونون قرّاء صادقين..
الصدق اساس كل شيء، ولا عزاء لمن ادعى، ف عند اول اختبار سيسقط معنوياً سقطة مدوية..
لكن الكذب يراه البعض كا تجربة فخرية مغرية، هو كذلك لكن اياً كان الشعور الجميل المصطحب معه، فهو مؤقت وهش مهما بدا صلب، ومهما استمر، سيُكسر وينتهي ذات يوم، كالغرور سيتحطم ذات يوم ، كالكذب سينكشف ذات يوم، وكالحقيقة ستتضح ذات يوم ..
بقلمي..