أ.سارة العتيبي
هناك العديد من الاستراتيجيات والفنيَّات الخاصة في تعديل السلوك، منها تستخدم للتعزيز والتحفيز ومنها يستخدم للعقاب والتغيير. مقال اليوم سوف يسلط الضوء على احدى طرق عقاب الأطفال الشائعة في إنجلترا منذ 200 عام، ألا وهوَ ركن العقاب أو نوتي كورنر (Naughty corner) وهي وسيلة عقاب قديمة جداً بدأت في العصر الفيكتوري في إنجلترا. وفي عصرنا الحالي هذه وسيلة عقاب قد تكون جيدة في بعض الجوانب لكن استخدامها بصورة خاطئة يؤثر سلباً على دوافع الطفل. فما هي القصة؟ دعونا نبدأها من 200 عام.
بدأت فكرة ركن العقاب للأطفال في إنجلترا في العصر الفيكتوري. وكان الوقوف في الزاوية هي الطريقة التي يتم بها عقاب الأطفال. وقد انتقلت في نفس الوقت تقريباً هذه الطرق إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
والأصل في فكرة الوقوف في زاوية العقاب هي منح الطفل الشعور بالعار والعقاب وبالتالي يبتعد عن السلوك الخاطئ. الفكرة في البداية تعتمد على شعور الطفل بالخزي أمام زملائه وبالتالي لا يكرر من سلوكه مرة أخرى! لكن هل هذه الفكرة قادرة على النجاح في وقتنا الحالي؟
كيف لنا أن نحول ركن العقاب إلى وسيلة تربوية فعالة؟
العقاب بطريقة العزل (time-out) او النوتي كورنر (naughty corner) فى بعض الأحيان يأتى بطريقة عكسية بسبب استخدامه الخاطئ. وحتى لا يتحول الأمر إلى عقاب سلبي سوف نحتاج إلى وضع بعض القواعد المهمة، أوضح د/ أحمد أمين استشاري طب الأطفال شروط يجب الالتزام بها للحصول على نتيجة جيدة من العقاب وهى :
١- يجب أن يكون ركن العقاب ليس مكاناً بعيداً ومنعزلاً، ولا نترك الطفل في عزلة.
٢- أثناء جلوسه في النوتي كورنر وضحي له نوعية الخطأ الذي قام بارتكابه.
٣- سيطري على انفعالك حتى تكوني قادرة على توصيل المقصد من العقاب للطفل.
٤- لا يزيد العقاب عن 5-6دقائق حتى لا ينشغل فى اللعب مع نفسه ويفقد التركيز فى العقاب.
٥- لا تجعلي الاعتذار هو الوسيلة التي تساعد الطفل على الهروب من ركن العقاب.
٦- لا نستخدمه قبل سن السنتين حتى يفهم معنى العزل .
٧- الوقت المناسب لعزل للطفل يكون مناسب لعمره، دقيقة لكل سنة، الطفل الذى يبلغ 4أعوام يعزل لمدة 4دقائق .
٨-وقت التفاهم و التصالح يأتي بعد انتهاء مدة ركن العقاب وليس قبله
٩- شروط اختيار مكان العزل الهدوء وبدون وسائل التسلية
الطفل والنفس البشرية بعمومها عظيمة في غرابتها وفي عجبها وفي تقلباتها، فالطفل عالم من المجهول لا يكاد يعرف مسالكه ودروبه الخفية إلا التربويين، الذين يتبنون عقلية الحل ويتسمون بسمات القائد ويحملون المسؤولية ويتحلون بالسواء النفسي.