ندى سمير
مرحبًا، أنا ضحية البشر! أنا الطفلة الساذجة التي كانت تقابل البشر بوجهها الحقيقي، التي تصدق أكاذيبهم، حين يبتسم الآخرون أمامي أبتسم لهم و لا أدري أن يدهم التي صافحوني بها هي ذاتها التي طعنوني بها، كان ذلك خطئي وحدي، أنا من شققت لهم طريق الوصول إلي، أنا من سمحت لهم بالتلاعب بي، طيبتي و عدم قدرتي على التعامل معهم بحذر و دهاء تسببا في سقوطي و استدراجي إلى الفخ.
لا بأس أن تكون إنساناً خيّيراً، لكن عليك أيضاً أن تكون داهية و ذا فراسة كي لا تُلدغ من سمومهم و لا تقع في الجحر الذي خططوه لك، لا تقلق لم أمت لكن فقدت روحي و ثقتي بذاتي و إيماني بنفسي أصبحت أضحوكة بالنسبة إليهم، أعدكم بأني سأكون أقوى و أنجح كي أثبت أني لستُ فريسةً سهلة المنال، أنا صقر تهابه الجموع، أنا أذكى مما تتصورون، لم أعد تلك الطفلة الصغيرة التي تتعثر بحجرة في طريقها فتتكسر، التي اغتربت عن العالم و انعزلت في كوخ صغير رُبما، لست أنا هي الغريبة رُبما هم.
لم تكن الحياة هكذا منذ ١٤ عام، لم يكن البشر سيئين إلى هذا المدى ما الذي أختلف؟!
أشعر فكأنني كنت مغيبة عن الواقع أو أنني كنت حبيسة احتلال لزمن بعيد أو كنت نائمة نومة أهل الكهف فخرجت من كهفي لأرى كل شيء من حولي قد اختلف، الجميع تبدل وانا كما أنا حسنة النية و بسيطة و عميقة في ذات الوقت، لا أمتلك خبرات كافية للتعامل مع البشر و أيضا لا أجد من يفهمني و يحترم حدودي و لا يلزمني بشيء، يتقبل فكرة أني لا أهتم بلغو و ثرثرة الناس كغيري، يوقن أني مميزة حتى و إن لم أكن الأفضل، لكن يكفيني اختلافي وتفردي، يكفي أني مستقلة لدي أفكار قارئة مطلعة لا أشبه أحداً و لا أقارن نفسي بأحد مهما كان.
لا امتلك قدوة لأني أنا قدوتي أنظر لنفسي في المرآة و أقول أنا أقوى أقوى بكثير، أنا فارسة محاربة أما أنتم تحاربون الضعفاء أشباهي في الماضي، لأنكم غير قادرين على مواجهة الأقوياء، أراهن أني سأصبح منهم قريبًا قريبًا يا هؤلاء!
اختتم بمقولة قرأتها و أعجبتني:
“السُّموم أنواع، أحيانًا تكون حتّى الطِّيبة الزائدة سامَّة على صاحبها”