نوره بابعير
التّيه في مفهوم الثقافة ” هضم المثقف حق الثقافة ”
تنوعت الثقافة بحسب توسع آفاقها الفكرية أوالاجتماعية ، جعلت من الإنسان إنسان أخر . لكن في حال تأثيرها ، لم نعد نعرف بذلك لأنها تختلف على حسب أحتياج الانسان والاطباع التي يمتلكها .
قد تكون الثقافة في عصرنا هذا هي تحارب الأشخاص بالأذهان ، لا أحد يتقبل تفكّر الآخرعلى أنهُ نتج على محمل الجد ، و البعض الآخر يتظاهر بالعلم الظاهري لا يملك حقيقة المعرفة عنه .
لا أدري أن كان فعلاً هناك أشخاص يستحقون الهجوم على ذلك أم كبرياء المثقفين يجعلهم لا يملكون التواضع و تقبل الآخرين في نفس المكان معهم . أن المثقفين يتفرعوا على حسب الإحتياج و حسب الرغبات و المزاجية المطلقة على ما يقدمون عليه .
لماذا لا نأخذ الحديث عنهم بمعنى الاجتهاد ؟ ربما هذا الاجتهاد كان خاطئ و تراكمت الأخطاء على أنهُ هو الأنسب و الصواب .
إذا منذ سنوات والمثقفين ينادوا بالإصلاح الثقافي في المجتمع ، هل ثقافتنا تكبر على ذلك الأخلاف ؟ لو لم يكن هناك إختلاف و خلاف بينهم ستكون الاّراء راكدة وجداً قليلة .
ما زال هناك جزء ناقص لنستطيع أن نقول أن الثقافة قد تمر في أزمات فكرية أو اهتمامات أخرى ، لا نستطيع أن نجمع الكم الهائل من الإعداد في إثبات هذه المشكلة إلا في حال إبراز الأخطاء بشكل ملحوظة أو عدم تقبل العقل لها مباشرةً .
بمعنى ممكن للإنسان أن يشك في المعلومة من عدم تقبل العقل لها . وقد يكون العكس ذلك الرفض يدل على انعدام صحتها . أن يستعيد العقل في كل مرة وعيه ، هناك تَكُون أخر لتفاصيل تعود على تنبؤات العقل لها ، ولكن هذا لا يمنع أن نكون حريصين في أستخراج الفائدة من زيارة المعلومة أمام عقولنا .
تعتبر الثقافة أعجوبة التفكّر و التفهم ، أنها تملئ للإنسان حياة أخرى، و لن يحصل عليها إلا إذا آت إليها بنفسه ، أما بالنسبة لها فهي تُكرم كل من يقف عند بابها لكنها لست مسؤولةً عن ما ينتج من تأثيرها في الصرعات التي تحدث بين الكتّاب و بين مفهوم الثقافة. وهل هو صراع طبيعي أم مرض أصيب به الجميع و لماذا لا نتحدث عن جماليات الثقافة بدلاً ما ننبش في جوانبها الملوثة ؟ربما لاستطعنا التخلص من ذلك الأمر الذي كلما ظننا أن نعيش مراحل التطوّر الفكري نكتشف إننا نحتاج إلى
سنوات أخرى حتى نتمكن مما نقول .
كل ما يكتب الآن لا يختلف عن الآخرين في حديثهم عن الثقافة ولكن أحاول أن أتجرد من تلك التساؤلات حتى أستطيع أن أكتب عن كتابة الثقافة للثقافة لا عن مشاكلها ، أن أكتب عن المثقف لا الجاهل ، المتمكن لا المتردد .
أريد أن أتخلص من عداوة الكتّاب للكتّاب وعن تكرار الثقافة في حديث الافواه ، ربّما نستطيع أن أصل إلى المفهوم . أريد أن نصل إلى يوم نسمى فيه الثقافة هي نظافة العقل ونظرته إلى جميع ما يمر عليه من سعة تحليلية مخيلة .
لو كان التركيز الحقيقي الرجوع إلى سلامة العقل لما تكلف الجميع في تبرير الأخطاءالشائعة و الواقعة بين المثقفين ، لكن دائماً الإنسان لا يريد أن يحل المشكلات من بداية حدوثها لا بد أن يأخذ وقته في حق الشتائم ثم يبدأ بالتفكرمن جديد ، وهنا يختلف التفكير على حسب التحديد المرغوب من قبل الإنسان ، أن تفكر في
إختلاق المشاكل تستطيع فعل ذلك ، ثم تفكر في إختلاق الحلول ايضاً تستطيع فعل ذلك، رغبة الإنسان في الشتائم ترضي غروره و ربما تخبئ الفقد الذي ينقصه .
ماهي الوسيلة التي تربطنا بهذا المظهر المخيف حينما لا نستطيع أن نجتمع على ثقافة بل نجتمع على خلافها . لم أرى أحد ما كان يخبرنا عن أمتياز المثقفين وإن
وجد أحدهم قلة . نَحْنُ لست بحاجة إلى كل هذا الصّراع ،بقدر ما نحتاج إنتاجيات المهن و الاجتهاد بالشكل السليم الذي يساهم في منفعتنا كبشر ، كإنسانية ، كاذكاء
كتطور إجتماعي ، يفرض على الآخرين أثر تطوره .
لم يخلق الإنسان ممتلئ ، الاستمرار في الحياة يقوم بدور الامتلاء حتى يستطيع الانسان أن يعيش بطريقة واعية .
” الابتكار في الثقافة : الثقافة لترسم ملامحها تحتاج إلى تعامل الابتكار في كل وسائلها ، بمعنى أن تختار ما يلفت الإنتباه أو يشغل حيّز من العقل إلى فترات حتى ينتج شيئاً ما يشير إلى قيمته ، هنا تدرك أن الابتكارتكون من حيث بحثي أو فكري ، نعم البحث هو أساس الفكرة الغائبة ، حينما يمتلك الانسان خيار البحث الدائم والناتج عن دقة التحليل الفكري فيها ”