نوره بابعير
– أعرف نفسك
كيف تعرف نفسك وتصل إلى إمكاناتك الكاملة
-جوردان بيترسون -Jordan Peterson
قال : جوردان بيترسون
كان لدى الإغريق قول مأثور ” أعرف نفسك ”
كيف نتعرف على أنفسنا من حيث شخصياتنا والأهم من ذلك إمكاناتنا؟ إحدى أهم الطرق للتعرف على نفسك هو بأن تدرك أنك لا تعرفها .
يمكنك أن تتعلم مراقبة نفسك نوعًا ما كما لو كنت تراقب شخصًا غريبًا . لكن عليك أن تتبنى موقفًا ، أود أن أقول أنه موقف ناتج عن التواضع الشديد . التواضع من ناحيتين ، أحد الناحيتين هو التواضع الناتج عن اعترافك بجهلك .
لذلك عليك أن تدرك أنك لا تعرف من تكون ، وهذا ليس شيئًا يسهل إدراكه ، لأنك تعتقد أنك تعرف ، لكن بعد ذلك ، تتذكر أنك لا تستطيع التحكم في نفسك جيدًا ، أنت لست منضبطًا جدًا ،
ربّما لا تعرف نفسك كما تعتقد . لكن من الصعب أن تخفض نفسك بما يكفي لفهم مدى عمق جهلك بنفسك . الآن هناك جانب إيجابي لذلك أيضًا ، وهو أنك تجهل أيضا من قد تكون . وبالتالي ، فأن اكتشاف ذلك يعد بمثابة مكافأة على رعب تحديد هويتك بالفعل .
ثم سأقول ، حسنًا ، راقب نفسك .
راقب نفسك وكأنك تراقب شخصًا غريبًا . راقب ما تقوله وتستمع إليه .فكر ، إي نوع من الأشخاص سيقول ذلك . وكيف أستجيب عاطفيًا عندما أتواصل بهذه الطريقة ؟
هل هذا يجعلني أشعر بأنني أقوى ، أضعف ؟ هل يملأني هذا بالخجل والعار ؟ هل هذا يساعد ثقتي بنفسي ؟ هل أكذب كذبة ؟ هل أخذع نفسي و الآخرين ؟ هل أتبنى هذه الشخصية في حفلات مصممة لإثارة الإعجاب و التسلية ، ويبدو الأمر على أنه لا شيء سوى نرجسية متمحورة حول الذات ؟ ما هي خيالاتي المظلمة ؟ ماهي خيالاتي العدوانية ؟ ما الذي أرغب في فعله ؟ ما الذي أنا مهتم به ، حتى أتابعه بشكل تلقائي ؟ ما الذي أؤجله ولماذا؟ ما الذي لا أرغب في فعله ؟ ما الذي أعتقد أنه جيد ؟ ما الذي أهنئ نفسي على إنجازه ، وما الذي أوبخ نفسي لفشلي في مواجهته وتنفيذه ؟ هذه كلها أسئلة معقدة بشكل لا يصدق . وانت لا تعرف الإجابات عليها . إذن ،
هذه بداية . ثم فيما يتعلق بالإمكانيات ، ستكتشف المزيد عن إمكاناتك عندما تكتشف ماهيتك ، خاصة الأجزاء المظلمة من نفسك ، لأنك تكتشف بعد ذلك إمكانياتك للقيام بالفوضى و التخريب . توجد بعض الفائدة الحقيقية في ذلك .
اكتشاف أنك خطير ، إنه اكتشاف مفيد . إنه في الواقع شيء يقويك ، لأن أول شيء يمكن أن ينتج عن إدراك كهذا في الواقع ، هو الطموح لدمج هذا الخطر في شخصية أعلى مستوى ، تلك الخطورة في الشخصية عالية المستوى ، ويمكن أن يجعلك ذلك عنيدًا ، يمكن أن يجعلك ذلك شخصًا يستطيع أن يقول ” لا ” عندما يجب أن تقول ” لا” يمكن أن يجعلك ذلك شخصًا لن يتجنب الصراع الضروري ، وهذا مفيد بشكل لا يصدق . وهذه واحدة من الإمكانات التي قد تكتشفها .
الشيء الآخر الذي تفعله لا كتشاف إمكاناتك هو ، هو أن تتحدى نفسك .القاعدة الرابعة في كتابي 12 قاعدة للحياة ” هي قارن نفسك بما كنت عليه بالأمس وليس بما هو عليه شخص آخر اليوم ، وهذه طريقة جيدة لبدء ذلك . ألقِ نظرة على نفسك وفكر في الأشياء غير الجيدة التي يمكنك تحسينها ، التي يجب عليك تحسينها وفقًا لمعاييرك الخاصة ، والأشياء الأخرى التي عليك تحسينها . وحدد لنفسك هدفا صغيرا.
كما تعلم ، ربما لا تدرس على الإطلاق في جامعتك . أو ربما كنت في العمل ، ولديك هذه الرزمة من الأوراق على المكتب ، ولم تنظر إلى هذه الرزم المكدسة اللعينة منذ شهر ، وأنت تعلم أنه ينبغى عليك أن تقوم بذلك . وأنت تزعج نفسك في الليل لأنك تتجنب ذلك . ربّما تعتقد ، حسنًا ، لقد تجنبت هذه الكومة من الورق تمامًا لمدة شهر واحد .
أنا جبان تماماً عندما يتعلق الأمر بأي ثعابين قد تكون مخبأة في تلك الكومة من الورق . ما رأيك أن أضع مجموعة الأوراق هذه أمامي على مكتبي غدًا ، وألقي نظرة سريعة عليها لمدة 15 ثانية ؟
سأنظر إذا كان بإمكاني فعل ذلك . يبدو الأمر كما لو أنك وضعت لنفسك هدفًا للتحسين ، لكن هذا هدف متواضع لآنك هل أنت حقًا شخص جبان ، لدرجة أن أفضل ما يمكنك القيام به بعد شهر من التجنب ، هو النظر لمدة 15ثانية إلى رزمة الورق ؟
أتعلم ، هذا شيء كان يمكن القيام به بسهولة . ولذا قد يكون هذا الوضع كئيبًا ورهيبًا ، وقد تفكر قائلًا ، حسنًا ، هذا لا يقوى ثقتي بنفسي ، هذا لا يعزز من قوة أناي وذاتي ، أن يتم تعريفي على أنني شخص لا يمكنه تحمل النظر لمدة 15 ثانية إلى الشيء الذي أخاف منه . وبالتالى هذا أيضا شكل من أشكال التواضع .
يبدو الأمر كما لو أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتحسين نفسك ، وأنت تعرف ما هي . وهناك خطوات صغيرة يمكنك اتخاذها ، التي قد تتخذها، ومن شأنها أن تضعك في هذا الاتجاه . وهكذا السؤال هو ، هل انت ناضج بما يكفي لاتخاذ تلك الخطوات الصغيرة ، كما تعلم ؟ هل أنت قادر على التعامل مع حقيقة أنك ملىء بالعيوب من الأساس ؟
لدرجة أنه يتعين عليك تقسيم الأشياء إلى خطوات صغيرة للغاية من أجل التعامل معها ؟ الجواب على ذلك هو ، نعم أنت كذلك . معظم الناس لديهم أشياء يتجنبونها ، ويخافون منها . لذلك أود أن أقول إلى حد ما ، يشترك الجميع في هذا .
يختلف الناس في الدرجة التي يقهروا بها مخاوفهم ، وتقابل من وقت لآخر أشخاصًا منضبطين بشكل غير عادي . لكن في معظم الأوقات يصبحون منضبطين بهذه الطريقة بالضبط ، من خلال التحسين التدريجي البطيء . وبعدها تتحدى نفسك .
تسأل نفسك : هل يمكنني القيام بهذا ؟ هذا سيكون أفضل . وتكتشف الإجابة ، ثم تفكر، حسنًا ، هل هناك شيء أكبر قليلًا وأكثر تحديًا ، يمكنني القيام به ويجعلني أصبح أفضل ؟
وتجري هذا الشيء وتكتشف الإجابة . وأثناء تجربته واكتشافه ، تتحسن بشكل عام في ذلك ، وبعد ذلك يمكنك مواجهة تحديات أكبر و أكبر . لهذا السبب أقترح عليك أن تتحمل المسؤولية عن نفسك ، هذا جزء من الوقوف بشكل مستقيم مع كتفيك للوراء ، الأمر يشبه مواجهة العالم يا رجل فقط على المستوى الذي تستطيع التعامل معه .
أتعلم ، عندما تكون جاهلًا ومنحازًا ، ولديك عيوب شديدة وغير ناضج ، هكذا يبدأ الجميع . أنت لا تريد أن تقضم أكثر مما تستطيع مضغه ، لكن هذا لا يعني أنك لا تستطيع أن تصارع جزء من الواقع ، جزء صغير بما يكفي بحيث يكون لديك فرصة جيدة للنصر .
وبعد ذلك تحقق النصر على جزء صغير من الفوضى ، ثم تصبح الشخص المنتصر على الفوضى . أنت مجرد مبتدئ ، لكن هذا ما أنت عليه . وبعد ذلك ربما يمكنك أن تصبح بارعًا بشكل لا يصدق ، وربما يمكنك الانسجام مع ذلك ، القدرة على إعادة صياغة النظام الاستبدادي إلى حالة من الفوضى ، وإعادة هيكلته إلى شيء أعمق ، أكثر عمقًا وأكثر ملاءمة لسكن الإنسان . هذا هو النصف الآخر من أسطورة البطل ، أليس كذلك ؟
نصفها هو التغلب على الفوضى نفسها ، والنصف الآخر هو مواجهة الاستبداد حيث يجب مواجهته . أنت تفعل ذلك بتحدي نفسك بتواضع ، على المستوى الذي تكون قادرًا على التعامل معه . من الأسهل أن تفهم الأمر إذا فكرت في طفل تحاول تربيته بشكل صحيح وتريد أن تساعد هذا الطفل في الكشف عن أقصى إمكاناته ، أيًا كان ذلك ، أيا كان ما يعنيه . و ما تفعله هو .
أنت لا تضع لهم سلسلة من المهام المستحيلة على أمل تفويض ثقتهم بأنفسهم . أنت تكوّن علاقة معهم مبنية على اهتمامك بأعلى أنماط كينونتهم . وبعد ذلك تقدم لهم التحديات التي تم تحسينها بدقة وفقًا لقدراتهم ، أليس كذلك ؟ حتى يتمكنوا من القيام بها ، لكن عليهم أن يوسعوا نطاقهم . العنصران اللذان تتكون قدرتهم منهما هما . ما يمكنهم القيام به .
وإلى أي مدى هم قادرين على تغيير ما بإمكانهم تغييره . ويقوم التحدى الأمثل بتوسعة نطاقك إلى أقصى ما يمكنك القيام به . ثم لنطاق إلى أي مدى يمكنك التحول .
وهكذا ، إذا كنت تحب طفلًا ، فإنك تحدد له مهامًا من هذا النوع ، وربما يكون لديهم فرصة معقولة للنجاح ،
٪ 70 فرصة للنجاح .
أو فرصة نجاح بنسبة 80٪ .
قد يعتمد الأمر على مدى حساسية طفلك ،أنت تفعل نفس الشيء لنفسك ، لكن عليك أن تكون متواضعا وحكيما بما فيه الكفاية ، لفهم أنه قد يتعين عليك تحجيم المستوى الذي تهدف للوصول إليه . خاصة في تلك الأماكن التي لا تقوم فيها بعملك بشكل جيد . وقد يكون الأمر محرجًا للغاية . لدرجة أنه لا يمكنك إرغام نفسك على استيعاب أن هذا هو ما أنت عليه بالفعل .
عليك أن تعرف بذلك ، وسيكون هناك فقدان للأنا أو تدمير للأنا . الأنا المتغطرسة التي تصاحب ذلك بالضرورة ، لكنك تحتاج إلى فقدان تلك الأنا المتغطرسة . لأنها بالضبط التي تتداخل مع حركتك نحو الأمام ، إنها جزء من عملية الخصومة .
من الناحية الميثيولوجية ، التي توقف التقدم الأخلاقي ، انت فخور للغاية بمن تعتقد أنك تكون لدرجة أنك لا تلاحظ ما أنت عليه بالفعل ، حتى تتمكن من التغيير بشكل صحيح . انت لا تريد التضحية بهذا الجزء من نفسك . من المحتمل أن يكون الأمر مرتبطًا ببعض الوهم الذي يساعدك على البقاء إيجابيًا ، على الرغم من هشاشة الصورة الذاتية ، في غياب جهد حقيقي .
أنت تعرف نفسك من خلال المراقبة والانتباه، يقوم الثعبان بالمراقبة بدم بارد دون أي رد فعل عاطفي . فقط لرؤية ما يحدث بالفعل . لا يسمح ، من الناحية الرمزية ، لا يسمح لما هو منشود أو مرغوب بالتدخل فيما يتم ملاحظته .
لذا راقب نفسك بهذه الطريقة ، حسنًا ، هذه بداية . ثم تحدى نفسك باستمرار ، لمعرفة إلى أي مدى يمكنك أن تحرز تقدمًا اليوم وغدًا متجاوزًا الأمس .
وللتجربة باستمرار بتوسيع المجالات وليس فقط كفاءتك ، ولكن بقدراتك على زيادة تلك الكفاءة ، وهذا ليس واضحًا بالنسبة لي . الحد الأعلى لذلك يتناسب مع الجهد الأخلاقي الذي تبدله . كلما استرشدنا بأعلى الرؤى الممكنة ، صحيح . التحالف مع أعلى ما يمكن تصوره من الخير . وكلما كان مدفوعاً بذلك .
كلما كان مصحوبًا بالحقيقة في القول والعمل ، كلما طورت إمكانياتك ، وأعتقد أن هذه الإمكانية غير محدودة في الاتجاه التصاعدي ، أكثر مما هي غير محدودة في الاتجاه الذي يجذب الناس إلى الجحيم السياسي والاجتماعي الذي كثيرًا ما يميز العالم الذي نعيش فيه . وهكذا ، أفترض أنك ايضاً ، يجب أن تكون على استعداد للقيام بذلك كمغامرة .
لأنه شيء فظيع أن تتحمل هذا النوع من المسؤولية ، كما تعلم ، فأن هذا يأخذ الشخص خارج المألوف ، ينزعهم عن أنفسهم . هناك اغتراب وعزلة مصاحبة لذلك ، وحزن عظيم ، كل ذلك معًا ، لكن هناك معنى عميق في ذلك . وليس هناك ما هو أفضل يمكنك القيام به ،
ترجمة : winners Team