نوره بابعير
شراسة كائن
دائما يحدث الصراع بين الخير و الشر كما تنبت بذرته في الإنسان وتكبر ثمار العقل عليه . حتى تحدث تلك الشراسة بين استيعاب العقل فيما يفعل و عقل يرفض ذلك ، ثم يبقى الإنسان في متاهات عميقة لا يدري كيفية التخلّص منها وقد لا يشعر بها ، قد يكون رفيق الشر لا يدري إنه يفتعل الشر بين الآخرين يجد أنه عالقًا في قوة عظيمة تجعله دائمًا منتصرًا على غيره .
لذلك يقع في توسع دائم يقنع العقل أنه في معرفة واعية مطلقة في إختلاق الحلول لذاته .
أما الضحية التي تقع أمامه فهي تتآكل دون إي ذنب لها سوى أنها كانت مجردة من شراسة الشر في نفسها ، تراها دائما في جهد عميق لتثبت وقوفها في الخير هو الأحق من ذلك العراك مع غيرها في الشر .
لكنها تفشل لإن طغيان الشر على شخصه يجعله في مسافات بعيدة عنه ، لن تبين له ما يخرج منه سيئًا للغاية البشرية .
هل يدرك الإنسان أن للشر ملامح تجسد على شخصها؟ أو إنه يغفل عن تلك الملامح البائسة عليه ؟
أعتقد أن الشر أعمى لذلك من يغرق به لا يرى أين مكانه وكيف تلطخ بكل تلك الإساءات المؤذية لغيره . يبقى طائراً في سماء ظلماته يُظن قد أرتفع باسباب أحقية جعلته يتميز بتلك القوة رغم أنها تمثل التمرد الأخلاقي في سلوكياته ، لا يعلم أن الشر قد يجمد ضميره في الحياة ، يصبح سعيدًا بقواه وأنه يملك القدرة في تحقيق كل ما يريد .
لكن أحيانا أتساءل لِماذا يفقد الإنسان خيره ويرحب بشرهُ ومع ذلك لن تجد معترفًا يُرى ما يصدر منه شراً كما يراه دفعًا عن ذاته .
ربّما الشر يخلق من أنانية النفس في الحياة ، تجد نفسها جبروته فيما تريد متهاونه في معطيات الآخرين ، مفرطة في حقوق ذاتها ، متمردة في حقوق غيرها ، لا يعجبها سوى فكرها وفعلها ، وكان الأشياء تحدث لهاَ أولاً ثم يحدث ما يحدث للآخرين فليس مهمًا بالنسبة لها .
فيظل الخير لينًا فيما يحيط بالنفس و بالفعل وَ بالضمائر ، قد يملك الإنسان نفسًا ولكن ليس النفوس كلها صافية نقية من شوائب الشر .