سارة العتيبي
يُقال بأنَّ الإناء المُراقب لا يغلي أبداً؛ والمقصودُ فيه هو أنَّ الشيء الذي تنتظرُ الحصول عليهِ غالباً ما يأخذُ وقتاً في ذهنك أطول من وقتهِ الحقيقي، وربما قد لا يحصلُ طيلة انتظارك ومراقبتك له، فمن الأفضل ان تشغل نفسك عنه وتتركهُ ليأخذ وقته الطبيعي، ولذلك يقال “إنَّ الصبر هو فن العثور على شيءٍ آخر تقومُ بهِ” وليس مجرد التحمل والانتظار ومراقبة الوقت. فالصبرُ هو الفناء في البلوى، بلا ظهور ولا شكوى، وقيل: تجرع الصبر، فإن قتلك قتلك شهيداً. وإن أحياك أحياك عزيزاً، وكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “الصبر مطيةٌ لا تكبو”.
لن تكسرك الحياة اذا أتقنت فن الصبر، ومن المؤكد ان يُنافي الصبر شكوى الله، لا الشكوى إلى الله. كما رأى بعضهم رجلا يشكو إلى آخر فاقة وضرورة.
فقال : يا هذا، تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟ ثم أنشد:
وإذا عرتك بلية فاصبر لها
صبر الكريم فإنه بك أعلم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما
تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم