نوره بابعير
قصة قصيرة – أفرطت المعنى في أنعكاس الجمالَ.
أقلع الأشياء مِنْهُ بحجة الثقل على الأكتاف فظل ينحت الجبال و الصخور باحثًا عن شيئًا ما قد خفي منه ، سائرًا على الآثار متعجبًا متسائلًا عنها متبسما ببقائها متوجهًا فيها ، ساكنًا لها معرجًا في ملامحها ، كان باحثًا ولا يدرك ما الذي وقع به ليصبح كل هذا الآمر على راسهُ ، كانت الحجة مثل سلسلة الخيوط الذي لا منتهى لها تتكاثر عليه ، كان يصقل ترتيب التساؤلات يدرك البناء الذي سوف يقف عليه و العلو الذي يصل إليه ، كان يرسم الأشياء في مخيلته يتصورها وكأنها حقيقية ، كان مارًا في أحد الطرق فوجد ظلهُ يلاحقهُ كلما تقدم تلاصق به ، ثم انغمس في تساولاتهُ أيهما يبني صورة الآخر ظلهُ المنعكس في الأرض أو هو من يهيء الصورة كما أرادها كانت الآفاق تفتح نوافذها له لتاخذهُ نحو الأعماق ، فتشبث الأفكار بين ظلاً و ظلالهُ أيهما جزء الآخر ؟ فأصبح يتحدث حديث النفس مع ذاتها عن تِلْك الانعكاسات التي تحدث بين الإنسان وداخله ، حتى توقف عند مرآة كاد أن يسرح شعرهُ ولكن خطر في بالهُ ماذا تعكس المرآة عنه ، ما يريد أن يفعلهُ هو أو ما تريد فعلها هي ؟ بدأت تتناثر عليه الأقوال بلا جدوى فتحت الطرقات لكن لم تجعلهُ ساطعًا كالضوء الذي يشعل بعد ظلامهُ و كالشمس التي تشرق بعد غروبها ، كان يقلعُ الأشياء منه كمسمارا عالقاً في الجدار و الأبواب و الألواح ، لم يتقبل هذا الفكر الذي أصيب بالازدحام ، كان يركض بلا تحريك جسدهُ كان يشعر أن يفعل دون أن ينفذ اشيائهُ كان عالقًا في الأفكار التي لا تهديه أجوبتها ، حينها توقف أمام أريكة ما تخلو من الأشياء متسائلًا عن ماذا يريد من كل هذه الأثقال التي تثاقلت عليه بالفهم ، حينها وجد أنهُ باحثًا عن المعنى الحقيقية في محرك الجمال داخل الإنسان ، تلك الانعكاسات التي تفرض التفعيل وتجسيد أشخاصها كانت متعلقة بالعقل الذي يفكر ! كان معتزلًا ومتصلًا بالفهم الذي يعيد أماكن الأشياء في زوايا الجمال كان يرى الأشياء مثل المسارح يصفق الجمهور بعد سرد حكائها . قائلًا أن فاصلة الآنسان قدرتهُ في مراحل آفاق الجمال ، كلما اقتربت الذات من المعنى كلما ألقت حركها الساكن يرقق لها الذات من أثر داخلها.