مي الخلاق
عندما تنضج…✅
عندما خلقَ الله هذا الكون جعلَ له مركزاً واحداً، لكنّه بطبيعةِ الحال ليسَ أنت، ولا أنا…
مركزُ الكون بعيدٌ تماماً عن شخصِ أيّ إنسان، لأنّ حياتك لن تتوقف هنا أو هناك…
ستدركُ ذلك عندما يبدأ قطار ُ حياتك بالمضي سريعاً بين المحطات المختلفة…
ستكبر… وستنضج…
ستدركُ حينها أنّ تفاهاتِ الحياةِ وسطحيِاتِها باتت بعيدةً جدّاً عن إهتماماتك..
لن يجذبك ذلك الشخصُ الذي كنتَ تعتبرهُ مركز حياتك وكل آمالك…
ستتوقف عن ملاحقةِ الأشخاص الذين يديرون ظهورهم لك..
لنْ تزعجك الوحدة…
لن تؤثّر فيك الكلماتُ الجارحة التي يتلفّظُ بها اللاهون…
لن تكثرت لقولٍ أو عملٍ أو تصرفٍ لا يروق لك..
ستتعلّمُ كيف تجمعُ كل زوائد وترّهاتِ هذه الحياة وترميها وراء ظهرك… تدوسها بقدميك وتعبرُ من فوقها، وتسخر من ذلك اليوم الذي كانت الكلمة وحدها كفيلةً بتغيير مِزاجك…
ستتنازلُ عن كبريائك وغرورك حين تدرك أنّ هناك الكثيرون ممن هم أفضل منك، ولكنّكَ ستدرك أيضاً أهميّة ذاتِك…
ستبحثُ عن الشيء الوحيد الذي كنتَ تفتقده ولا تعيره أي اهتمام: راحة بالك وسعادتك الداخليّة…
ستصغي لما تُحب وليس لما أُجبرتَ عليه..
ستُجالسُ الأشخاص الذين ستستمعُ معهم، وليس من فُرِضوا عليك…
ستقول الكلمةَ التي ستشعرُ بها، وليس تلك التي ترضي الآخرين…
ستبحثُ عن سعادتكَ في داخلك، بعيداً عن قلوبِ وعقولِ الآخرين حيثُ ظننتها هناك …
ستفخرُ بالإنجازاتِ التي حقّقتها لذاتك دون مساعدةٍ من أحد…
ستُعيدُ ترتيب أولويّاتك واهتماماتك وهواياتك وأفكارك التي بعثرها الزمن…
ستدرك كم فاتكَ من أمورٍ جميلةٍ كان يمكنُ أن تفعلها بينما كنت أنت تبحثُ عن أشياء أخرى لا تشبهك …
ستُمتّعكَ تلك التفاصيل الصغيرة التي كُنتَ تظنّها سخيفة..
لن تخجل من قولِ كلمةٍ تريدها أو فعل عمل يريحك..
ستدرك أن مفتاح حياتك بيدك.. لا بيد غيرك..
وحين تصلُ إلى تلك النقطة من حياتك لن تلتفتَ بعدها إلى الوراء…
ستدركُ حينها أن حياتك أصبحت مكتملة، وأن أيّ شيءٍ جديدٍ يحدثُ فيها هو إضافةً لها، إضافةً فقط..
ستمضي في حياتك وستهملُ ما فاتك..
وستبحثُ فقط عن سعادتك!
جمييل، لافض فوك، استمتعت بكل حرف قرأته()