نوره بابعير
هل حرية الإرادة وهم ؟
حوار مع سوزان بلاكمور
.
وما تبعات التخلي عن مفهوم الأنا ، على حرية الإرادة ؟ هائلة ! لا وجود في هذه الرؤية لحرية الإرادة بمعناها التقليدي إذ أن حرية الإرادة مرتبطة أشد الارتباط بالأنا .
يرى أغلب الناس أن حرية الإرادة هي قدرتي على فعل أي شيء دون مُسبب من دماغي أو غيره .
أن أفعل ما أريد وأنا مسؤول عن فعل ذلك لا يمكن أن يكون ذلك ، كذلك أن رأيت كيفية عمل الدماغ و كيفية تدفق المعلومات في الدماغ ، ألخ
فلنتخلى عن حرية الإرادة ! مرنّت نفسي على ذلك أغلب فترات حياتي ، لأنني كففتُ عن الاعتقاد فكريًا بحرية الإرادة منذ سنوات مراهقتي .
لكنني عانيتُ من سؤال : كيف تعيشين حياتك من دونها ؟ لكن ذلك ممكن في واقع الأمر كأنك تقص على نفسك قصة مختلفة ، قصة أن هذا الشخص هنا يفعل ما يفعله لأسباب موجودة ” هناك ”
وأن تثق بأن الطبيعة البشرية ليست شريرة ، خصوصًا الطبيعة البشرية آلتي نشأت في محيط مُتحضر و مُتعلم و التي اتعلم الطيبة وتأدية دورها في المجتمع من الغير .
فلا بأس! يُمكنك التخلي عن حرية الإرادة ! ولكن ، من ناحية تفكيري تفكيرًا ظاهريًا ، أعتقد بأنني حرّ الإرادة ، لكنني لم أعد أرى ذلك .
يتلاشى هذا الاعتقاد المُلح مع الوقت إذا قاومته . فقد تتلاشى ولم أعد أشعر به !
ولكن مع ذلك ما زلت أشعر بشعور مُلح بوجود الأنا ، ما زلت أشعر بأن أحدًا ما ” هنا “أعتقد فكرياً بأن ذلك وهم .
لكن نفسيًا وشعورياً ما زلت أعتقد بأن ” الأنا” موجودة لكن لا ينطبق ذلك على حرية الإرادة .
-مــا التحليل الفيزيولوجي الذي يُمكننا من التخلص من حرية الإرادة ؟ أن ثمة عمليات وتفاعلات تحدث طوال الوقت أغلبها لا تندرج ضمن ما نُسميه عادةً ” عمليات واعية ” وأكثرها يُحدث بسرعة فائقة وغيرها تحدث ببطء دون وعي منا .
كل ذلك يشكل الجزء الأكبر منا ، كما الفتات الذي نتشبث به ونسميه ” أفكاري و قراراتي ” الخ ..
وأن كل هذه العمليات تحدث بطرق رهيبة وبشكل متوازٍ في نفس الوقت و تولّد الفعل أو الفكرة أو السلوك .
نعم !
هذا ما نراه إذا ألقينا نظرة على الدماغ وفهمنا ما يجري أفضّل أن أعيش وأن تكون هذه الحقيقة أساس حياتي .
ترجمة : رزم