بوابة أعضاء جدل

ماذا قالوا عن الكتابةَ والقراءة ؟

نوره بابعير

ماذا قالوا عن الكتابة و القراءة ؟

تختلف مفاهيم الكتابة و القراءة حسب نظرية
أصحابها . كما إن الكتابة تعتبر من احدى الفنون
التي يقام عليها صنع ابتكارها من قبل الكتّاب والمواقف
و المشاعر و الخيال و الفكر اتجاهها .

لنرى ماذا قالوا الكتّاب عن الكتابة و القراءة بآرائهم
المختلفة عن بعضهم البعض .
أختلاف الكتّاب كان يَضَع لنا أتساع المجال في الكتابة و
لا ينحصر عليهم بل ما زالت الكتابة و القراءة تختلف مع عصور كتابها وقرائها .

لنرى ماذا قال ” جانيت وينترسون
عن الكتابة الإبداعية :
1. لا يهمني ما يدور في رأسك، لأنه إذا لم يُكتب على الصفحة فلن أوليه أي اعتبار. إن الاتصال بين عقلك وعقل القارئ هو اللغة، والقراءة ليست عملية تخاطر .
2. لا يعنيني ما إذا كانت النصوص التي ندرسها تروقك أو العكس، ففكرة الإعجاب أو عدمه هي أمر شخصي بحت وقد يخبرني هذا شيئًا عنك إلا أنه لا يخبرني أي شيء عن النص. وإن كنت تعتقد أن شيئًا أما الكتب التي لم تكتب بصورة جيدة فاطرح علي أفكارك وأقنعني، وإن  كنت تعتقد العكس، فأقنعني أيضًا! تعلّم من كل ما تقرأه، ثم أفهم كيف تتعلم من كل ما تقرأه، فضلًا عن كل هذا اقرأ، إنني أستخدم في حصصي النصوص وأنا على يقين من أن طلابي لم يدركوا ذلك جديًا، فأنا أريد لهم أن ينظروا إلى سعة العالم عبر الكتب والأفكار والخيال. وأنا أبذل جهدي كي أعيد تشكيل علاقتهم باللغة وطرق استجابتهم لها .
3. الكتابة هي علاقة حب وليست متعة فردية. باستطاعتك أن تكتب عن أي شيء تريده، بشرط توفر الإتصال بينك وبين المادة .
4. لا تستمع لأي نصيحة ممن لم يكتب وينشر مقطوعة أدبية بالغة الروعة. “لقد كان عزرا باوند محقًا”
5. كما قال الكاتب ” هاروكي مورالحامي ”
عندما لا أكتب أصبح لاشئ ، بل أشعر أن وجودي الإنساني يتلاشى . أختصر الكتابة بأنها هي كل شيء بالنسبة له ولا يستطيع العيش بدونها .

أما الكاتب “وليم زنسر “يقول على الكتّاب أن يكتبوا
شيئاً طازجاً شيئاً لن يعرف المحررون و القرّاء أنهم يريدونه حتى يقرأوه ، كان يميل للاختلاف وأن التكرر ليس مهم بل الشعور بحتياجهم لهذا النصّ هو الأهم من مضمون الكتابة .

أما الكاتب “فرناند وبيسو ” قال أن الأدب هو الدليل على أن الحياة لا تكفي . وهذا يعني أن الكتابة بالنسبة له هي حياة أخرى لابد من وجودها بحياته .

أما الكاتب ” عزرا باوند ” أعتقد أن على الفنان أن يبقى في حركة مستمرة انت تحاول إن تترجم الحياة بطريقة لإيملها الناس ، وتحاول ايضاً تدوين ماترى . رؤيته للكتابة كان فن لابد من الكتّاب الإبداع فيها أن لم تستطيع إتقانها فلا تجعل الآخرين يشعرون بملل قرائتها.

أما الكاتبة “اليس مونرو ” قالت أحب الكتابة بطريقة تخيف الناس قليلاً .

أما الكاتب ” كريستوفر مورلي ” قال أن الصعوبة هي أن نتعلم كيف نفكر ، أما الكتابة فستتكفل بنفسها . حاول أن يظهر لنا أن أصل الكتابة يعتمد على تفكيرنا اتجاهها .

أما الكاتب “رولان بارت “قال الكتابة تحول المعرفة إلى احتفالٍ دائم . فهذا يعني أن الكتابة تستطيع أن تحفظ لنا المعرفة في كل زمان و مكان .

فهي كصندوق الأمانات لا تتلاشى إلا بإذن كُتابها أكتفي بهذا القدر من آراء الكتّاب عن الكتابة رغم أن هناك العديد من الاّراء تكمن في جوف الكتّاب وما أودّ قولهُ بالمختصر عن الكتابة ، هي تشكل على حسب أفكارنا و مواقفنا و مشاعرنا

الإتقان يأتي من الشغف و الشعور في ممارستها ، كما أنها
تستطيع أن تسيطر على حياتنا فتصبح جزءً مهم لدينا ،نحن الكتّاب لا نمل من صنع الكتابة بل كل ما ننتهي من نصاً ، نجد أنفسنا تفكر في كتابة النص الأخر.

التساؤلات التي دائماً يتعرض إليها الكاتب من خلال الآخرين عن الكتابة ، دائماً نشعر بالعجز في ترتيب الإجابة وربما السبب الأساسي في هذا الشتات لأننا نحب هذه المهنة نراها تجزء من حياتنا اليومية فكيف لإحدى ما يسألك عن عادة تفعلها يومياً ؟

لذلك إلى الآن تتنوع الاّراء اتجاه هذا السؤال و إلى الآن لا أعتقد أن الذين يتسألون عن الكتابة لم يشعرو بما نمر به من ملامحنا و نبراة أصواتنا .

لهذا الكتّاب مدركين جيداً بما يفعلوا وبما لا يشعرون به الآخرين عن حب الكتابة والاهتمام بها والهوس فيها .

أما الآن سوف أقتبس من الاّراء للكتّاب بما يختص عن
القراءة .. وماذا قالوا عنها ؟

قال الكاتب “عباس محمود العقاد ” ليس هناك كتاب اقرأه ولا أستفيد منه شيئاً جديدًا، فحتى الكتب التافة أستفيد من قراءتها ، أني تعلمت شيئاً جديدًا هو ماهي التفاهة ؟ وكيف كتب التافهون وفيما يفكرون .

كان يحاول يثبت لنا أن لا شي يمر من عقلك دون أن يضع في داخلك معرفة تبقى في ذهنك حتى وأن كانت تافة سوف تستفيد منها بكل الأحوال .

أما الجاحظ ” كان يصف الكتاب بكلماته الراقية دليل على أهمية القراءة بالنسبة له فقال الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك والصديق الذي لا يقليك والرفيق الذي لا يملك و المستميح الذي لايوذيك والجار الذي لايستبطك والصاحب الذي لا يريد أستخراج ماعندك بالملق ولا يعاملك بمكر ولا يخدعك بالنفاق .

أما الكاتب “جون لوك ” قال التفكير هو الذي يجعل ما تقرأه ملكا لنا . ولو نلاحظ أن التفكير هو الرابط المشترك بين الكتابة و القراءة ، كلاهما يعتمدان على مفهومنا اتجاهم .

أما الكاتب “مالكوم أكس ” قال لقد غيرت القراءة مجرى حياتي تغييراً جذرياً ولَم أكن أهدف من ورائها إلى كسب اَي شهادات لتحسين مركزي وإنما كنت أريد أن احيا فكرياً.
سُلط الكاتب الضوء على أهمية القراءة في حياته وهي نقطة مهمه لتحولها للأفضل.

أما الكاتب ” هاروكي موراكامي” قال لا أندفع في القراءة كأنني في سباق بل أعيد قرأه الأجزاء التي أعتقد أنها الأهم حتى أفهم مغزاها .

أما الكاتب ” أحمد توفيق ” قال القراءة كتاب رسم ممتع في الفراش على ضوء الاباجوره الدافئ ، كوب من الشيكولاتة الساخنة كذلك ، كأنها نخاع مذاب يتسرب إلى عظامي ، أن الحياة جميلة ، متعة بسيطة كهذه تجعلها جميلة . كأن الجميع يرسم لنا القراءة بأيطار مختلف وكأنهم كانوا يتسابقون لتُزين القراءة في اذهاننا حتى ننجذب إليها رغم أنهم إتفقوا في أهميتها و تغييرها لحياتهم و لحياتنا .

نعم للكتابة و القراءة طقوس تختلف على حسب
شخصياتنا و افكارنا ، كما إن للخيال نصيب من الكتابة ، والإبداع يخلق من التجارب وهذا المجال الكل يستطيع فعلهُ ، ولكن يعتمد على الإتقان في إختيار الكلمات و طريقة سردها ، لإن القارئ الجيد يحب الأشياء التي تلامس داخله ، ولا يحب بهتان الكتابة التي تشعرهُ بالملل .

فلذلك على الكاتب إن يشعر بما يكتبه ويعلم جيداً الطرق المناسبة لإيصال ما يكتبه للقارئ ، لإن الكتابة والقراءة لهم علاقة في طريقة الكاتب وتقبل القارئ ، نصيحة للمبتدئين ، انت ككاتب لا تكتب الكلام الذي يعجز القارئ فهمهُ ، لأنك انت لا تحارب القارئ بقدر ما تحاول إيصال المعلومة لديه ، وقد تساهم بالفائدة له مستقبلاً ، وأما نصيحة القارئ ، لا تقرا لتنتهي من قراءة الكتاب فقط دون إن تفهم المعنى حاول قراءة الشيء حتى تستطيع أن تفهمه ، لإن القراءة تعني المتعة و الفهم و الفائدة وليس العدد في الكتاب التي قمت بقرائتها .

النصيحة الاخيرة :
لا خير في كاتب لم يفهم ، ولا خير في قارئ لايعرف يقرأ ، تذكرها دائماً .

“عالم الكتابة والكتٌاب ”

للكتابة طقوس مختلفة تحمل الكتّاب على أكتافها ,هُم
يعيشوا ، في مراحل تساهم في نمو الكتابة
الإبداعية .

المرحلة الأولى :
هي أول تجربة في الكتابة لم تكن راضيًا  عنها كل  الرضى ، و هذه التجربة لم توصف بالفشل بقدر ما تسمى
بالقوة ، لأنها تضع في نفس الكاتب المقاوِمة و إختلاق
المحاولات في التجربة بشكل أوسع ، ولكن هذه المرحلة
جداً رائعة لأنك انتقلت إلى مرحلة مختلفة تحملك إلى
عالم مختلف اتجاه الحياة ، و ايضاً اتجاه شعورك و فكرك .

أما المرحلة الثانية :
فهي تصبح الكتابة أكثر اتزانً في اللغة و إختيار مواضيعها ، هنا يظهر فن الكتابة لدى الكاتب لأن فنون الكتابة تدل على ارتياح الكاتب كما أن الكلمة الأولى تحمل في طياتها نهاية
النص.

أما المرحلة الثالثة :
متعة الكتابة ، هنا قد يخلو الكاتب من عوائق الكتابة و
ضعف نصها ، بل يتمتع بشعور الشغف و الانغماس في لذة الكتابة كلما أنتهى  من النص يشعر بأن لدية مهمه أخرى في كتابة أمراً آخر .

دائماً يشعر أن هناك أناس يحتاجوا لقراءة ذلك النص
المجهول الذي لم يكتب بعد .

النهاية :

الكتابة كالماء حينما تجري في النهر ، فالكاتب المفكر دائماً كلماتهُ تجري بين قلمهُ و اوراقهُ . أن للكتابة متعة و للقراءة ايضاً متعة ، لا يدرك هذا العالم المختلف و الممتلئ من
الفنون و الفائدة العظيمة سوى المحب بشغف في هذا
المجال .

لا يمكن لكاتب يكتب بلا شعور ولا يمكن لقارئ يتلذذ بمتعةما يفعل إذا لم يشعر بقيمة ما يفعل .

إذا كنت تمتلك القدرة الكتابية و الفكر العميق والشعور  بأدق التفاصيل ، هنا تستطيع أن تدخل هذا العالم من
أوسع أبوابه  دون أن تمل منه ، بل سوف تغرق به كلما أعطيت و كلما شعرت بحجم ما تقدمه من زاوية الكتابة و القراءة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *