نوره بابعير
لِماذا تطرق الأسئلة أبواب عقلها فتحل على شخصها كرياح تحرك الساكن من مكانها ، لا يستطيع أن يجهل شيئًا منها ، وكأنها الأجراس التي لا يمكن أن يسمع شيئًا من علو صوتها ، تبقيه في غمرة سؤالها منشغلًا لا يدري كيف يهدى إلا بالحصول على إجوبتها .
هل يعقل بأن التساؤلات هي من تحرك العقول الهادئة ؟ وما يغفل العقل عنه هو شيئاً متناقضًا بين أفراغ العقل و فكرهُ وبين استيعاب الانسان لذاته ؟
دائما تجد في التميز اختلافه ، وحينما تبحث خلف ذلك الجدار تجد أن بنيان ذلك الشخص كان مبنيًا على فضول المعرفة و الاستطلاع فيما يفيض فكره منها.
أعتقد أن التساؤلات هي الضوء الذي لا يُرى لكنها تحجب عنه العتمة التي تُرى بوقوع خطايانا في الخارج .
هناك من يلطخ الأشياء بتساؤلاته الباهته وهناك من يرمم بهتانها فيصنع منها جوهرها ، الخطيئة لست في السؤال نفسه بل في مفهوم الإنسان اتجاه تفعيلها في حياته .
تعجبني تلك التساؤلات التي تحدث مع حديث النفس وكأنها اختبار لا يليق بأحد سوى ذاتها ، تجد النفس لحظتها منغمسة فيما تفكر و تبحث و تفتش عن ما يفسر فهمها لكنّها متوازنة فيما يفيد عقلها ، تدرك أن غايتها التطوير ، لتخوض حيوات جديدة تنتظر ثمار عقلها من جذور نضجها .
حينما يبقى الإنسان في معزل عن الخارج لابد من أن يطرأ عليه تساؤلات تبحث عن أجوبتها ، وكأن تلك اللحظة تحاول أن تخبره بأن إنتباهه للأشياء الصغيرة هي من تعلمه الحكمة فيَ كبرها .
يتغير العقل حينما يجدد فكرهُ ويتقن فهمه ، ويتأنى على رأيه ، ليس من المهم أن تكون الاكثر قولًا أو الأكثر معرفةً أو رأياً ، الحياة دائمًا تعلمنا على عجلة احتياج الإنسان في أولوية حياته لذلك نحن بحور من تلك التساؤلات وكلما وجدنا فهمنا فيها تأتينا على هيئات مختلفة لتنور عقولنا بما لا نمر به لكننا أنصتنا له .