Blog
كأنها الضوء… حين يصمت الظل

نوره بابعير
كأنها الشمس،
وأفكارها ظل.
تقودها الأشياء، ثم تختارها.
تفلت بعضها، وتلملم أخرياتها.
تصون نضجها كلما احتاجت الخديعةُ قولها
تبقى شاهقة كأنها لا تُرى،
تسكن في الضوء، وتختبئ في المعنى.
تعرف أن بعض الحضور عبء،
وأن الغياب أحيانًا، طوق نجاة.
تسير وحدها، لا تُخيفها العتمة،
فالنور يسكن أعماقها،
وخطواتها، وإن ترددت، تعرف الطريق.
كأنها خُلِقت لتكون الفاصل بين الهاوية والنهوض،
بين الكلمة الصادقة، والندم المتأخر.
كأنها الحياة… إذا اختارت أن تُكتب بشاعرية.
تمشي على الحافة، لا خوفًا، بل احترامًا للتوازن،
تعرف أن الخط الفاصل بين القوة والهشاشة
هو صوت داخلها يقول: “ما زلتِ قادرة.”
لا ترفع صوتها إلا حين يصمت الإنصاف،
ولا تتشت إلا لتعيد ترتيب ذاتها
كما يُعاد ترتيب القصائد قبل أن تُلقى.
تحمل بداخلها فصولًا لا يقرؤها أحد،
شتاءات باردة، وصيفًا مشتعلًا،
وربيعًا يأتي فقط حين تبتسم.
هي لا تبحث عن النجاة،
بل عن المعنى في التيه،
عن الضوء لا في نهايات النفق،
بل في الجدران التي ظنّها الجميع صمّاء.
كأنها أُنشئت من صمتٍ حكيم،
ومن صبرٍ طويل،
ومن شتاتٍ جمع نفسه،
ثم قرر أن يكون ذاتً لا تنكسر.