نوره بابعير
تهمة الفهم
بين التخلي و الأخذ مساحة فارغة وأخرى الامتلاء طغى عليها تصبح عالقة بين ترتيب الأشياء مَن البدايات حتّى النهايات تجرّد المفاهيم من أثر المعاني ثم تقطف الأخرى لتكمل بها أجزائها المستجدة من أصل الوصول الذّي قادها إليه ، ثم تحترق الأفكار كلها ليبقى سؤالًا ذو صحوة دائمة أيهما أقوى تأثيراً في التغيّر على الإنسان ،حينَما يتخلى عن أشيائه التي كانت من اعتيادهُ أو حينَما يكتسب الأخذ من المستجدات التي لم تكن موجودة فِيه ؟ولماذا يحدث ذلك حينما يقع الإنسان في المنتصف بينهما لتصنع فروقها عليه بين مغايرات حادة وأخرى ندبه لا شيءٍ يؤثر بها سوى الأثر ،و ثباتً متأكد يثيرُ في العقل قيمة بقائهُ به ،دائماً هناك مساحة أحتاج إن تملىء مسماها من مراحل الإنسان العابر فيها ،ومن الوقوف أمامها ومن الرحالة في أتساع العالم كلهُ ، كيف تتلون الأحداث كما تنقسم الأسباب و الأفكار و المتاهات التي تخلق الطرقات من خلفها وتبقى متزاحمة في العقل حتى ينبي لها منازلاً تجعل الإستقرار مبادئ لها . ماذا عن تلك الشرود في فكراً ملطخ بينهما لا ينصف النضج وقوعهُ عليهما ، يجعلهُ ثرثارًا يخيط الأفكار على أطراف لباسهُ ،بعض التخلي يعيدك إلى الخلف قليلًا وكأنك تصنع الحلوى من جديد من بداية صنعها حتى تلذذ بطعمها ، فيتحول العقل من متنبأ إلى متناقضًا يرفض الأجزاء الساقطة منه و المتبقية التي تزن عليه بأكمل بقاياها المخبأة في بداياته الأخرى ، وبعض الأخذ يجعلهُ مزدحماً فيما أقبل عليه من الإضافات التي تفرض عليه التفاصيل الغائبة عن فكرهُ فيها ، فهو مجبرًا على تفعيل حواسهُ كلها ليكون شيئًا عادلًا فيما أخذ ، تلك التّيه في الإنسان و العقل بين وفوق افكارهُ و حقائب أزمنته تجعلهُ سائرًا في الحياة كلما يعتقد أنه وضع قاعدة ما ترتب لهُ الأولويات يرى أنه متأخرًا في معرفة المزيد من المفاهيم المرتبطة بالحياة الناضجة لم يكن ذلك النضج قاسيًا بل كان لين العقل في الوعي مهزومًا و كان النضج يصرخ كل مرة ليعيد صواب العقل في مكانه .