نوره بابعير
طريقا للمعرفة – تشارلز تايلور
.
أخال أن أوسع انقسام في فهم المعرفة من حيث هي كذلك يمكننا أن نقيمة بوضع العقلانية والتجريبي ، بل وحتى كَانط في جانب واحد و الرؤي التي تحاول تفكيك تلك الرؤية في فهم الأشياء ( والعالم ) في جانب الآخر .
ثمة حافز
-والذي يمكن أن نقول بأنه قد بدأ مع ديكارت، لديكارت شخّص من المفيد أن تبدأ معه . يحفز على بلوغ شكل من أشكال اليقين والسيطرة على حقل المعرفة برمته وذلك عن طريق فهم المعرفة بكيفية تمثيلية .
فما هي المعرفة ؟
ما قاله ديكارت يوما ، هي : ” تمثيل داخلي لواقع خارجي ” فنميز بين الداخل و الخارج تمييزًا واضحاً ومن ثم نفحص تمثيلاتنا ونرى ما يجعلها قابلة لأن يوثق بها ونبني على ذلك معرفة موثوقة هذه رؤية تعتبر أن المعرفة تكون بالوساطة إذ نعرّف العالم بواسطة شيء آخر بالنسبة لديكارت و لوك ، هذه الوساطة هي التمثيلات الداخلية ، أي ، ما يسميانها ” أفكارًا ”
والاختلاف بينهما اختلاق بالدرجة فإما أن يكون البناء بمساعدة عمليات فطرية أو عقلية أو بمساعدة التجربة فحسب لكنهما ما زالا ضمن الإطار العام لهذه الرؤية .
بالنسبة لكانط ،
الوساطة هي القالب المفهومي الذي نفرضه على العالم ، المقولات التي نفرضها على العالم لكن نرى مجدداً ، صورة الشيء القادم من الخارج والمقولة التي نفرضها عليه من الداخل أعتقد بأن الفكرة التي بدأت تبدا من جملة انتقادات مختلفة مثلا ، عند هايدغر ، أو ميرلو بونتي وأعتقد أنا شخصيًا عند فتغنشتاين الثاني ، بل وحتى عند هيجل قِبل ذلك نرى رؤية مختلفة للعالم اختلافا كلياً فبدلا من أن نرى العالم أو نعرفه بواسطة شيء ما سواء كان هذا ” الشيء ” أفكارًا أو قوالباً نفرضها عليه نرى الإنسان على أنه دائماً ، ومنذ البداية ، منخرط في العالم يطحنه ، ويتحسسه ويمسكه ، ويعمل به ، إلخ ومن هذه العلاقة المبدئية مع العالم ، تتطور تمثيلات معينة ، تعلمنا للغة يعني أن نعرف كيفية ترميز الأشياء المحيطة بنا على نحو معين لكن فهمنا لهذا العالم لا يتطابق مع هذه التمثيلات أبداً فنحن أساساً متواصلون مع العالم على الدوام ندفعه ، ونسحبه وأن نكون مدفوعين به و نتلاعب به ، ونمشي عليه ، و ” نتكيف ” معه و ” التكيف ” مصطلح عام ( يشمل ذلك كله )
فنحن ، في مستوى أعمق ، متصلون به دائماً ، إذن ، فأي نظرية تحاول أن تحصر فهم المعرفة في كيفية عمل تمثيلاتنا أو كيفية عمل بنية مفاهيمنا تفقد السياق الذي يمنح هذه الأشياء معناها تفقدكم قد نكون مبدعين وكيف يمكننا أحيانًا أن نتجاوز تمثيلاتنا عن العالم و نتعداها فلدينا هذا الحس العميق بأننا مرتبطون بالأشياء و يمكننا أن نتحدى هذه التمثيلات بناء على ذلك فرؤية الجانب الأول مبنية على فهم خاطئ على نحو عميق .
ثمة ما يحفزها
فحالما تتبنى هذه الرؤية التمثيلية للعالم فإن أمل الاستحواذ التام على العالم و الوصول إلى وضوح تام يصبح أملاً ممكناً بينما لو رأيت إنك متألف مع العالم أصلاً ، ستعرف أن تحقيق ذلك يتجاوز قدرتك إلى حد بعيد فالعالم خلفية يمكنك أن تلفظ جزءاً منه، لكن يستحيل أن تلفظه كله .
فينبغي عليك أن تتخلى عن أمل التحكم بعملياتنا المعرفية قِبل أن تنفتح على هذا الاستبصار الذي مفاده أن المعرفة لا تكون على هذا النحو .
أن المشروع المعرفي الذي استهله ديكارت قد سلك طريقًا خاطئاً منذ البداية قد تتحرك في نطاقه هنا وهناك من العقلانية إلى التجريبية ، و أن تحول العنصر الوساطي من تمثيلات إلى مقولات لكنك ما زلت تحوم حول أصل خاطئ و ما زلت تجري في الطريق الخاطئ .
ترجمة : رزم