بوابة أعضاء جدل
لم يعد عقلي نائمًا
نوره بابعير
أملك تِلْك الإيجابية التي إعادة عليْه كل قوايا الضائعة من قبل جعلتني أكثر صوابًا فيما أقدم عليه وكأن النضج أجاد أن يُفعل فكري إلى ميولًا يليق بي ، تِلْك الإمكانيات التي تجتاحني الآن تجعلني شغوفًا بما أسعى إتجاهه ، أن أفكاري القيّمة صنعت من غايتها إبداع القبول فيما أحقق حتى أن الإخفاق فيما وقعت به كان محطة تمكنت من الوصول في مسار عقلي الذي غاب تارةً وعاد بقوة الوضوح الذي يضيء لي كل القناعات التي تشبثت به ، أصبحت أخلق الرغبة في كل أمر أشعر أنه يستحق التنفيذ ، توجهت إلى الخطوات الثابتة و المتغيرة جعلت من التجربة ميزانًا يؤدي غرض البقاء و التخلي فيما أفعل ،ما كنت أدرك وقتها أنني تعمَّقت جيدًا في بناء عقلي و سلوكياتي وتهذيب الكثير من ذاتي كنت أبدا في كل مرة متأملًا بأن هناك استعداد تام أن ما مررتُ به كان معرفة وما تبقى منه كان حكمةً هذا ما جعلني دائما أتقن القفز في متاهات السير و الفكر كنت أمارس حق الفشل الذي يصيبني ثم أنفض غبارهُ عني حتى لا أموت مَن خوفا يُمنع العقل في ممارسة حقهُ في مغايرات التفكير وافعاله.
إنني أملك مساحة الإيجابية الفائضة التي تضعني أمام الهزائم لأخذ منها الدوافع التي تحرك الوعي في زواياها ، كنت أعلم أن الخيبة الأولى لا تقتلني بل تستطيع أن تضعني في مرتبة لا أدري إي منزلةً فيها لكن كنت على رحابة السعة في بناء منازلاً أخريات بلا ملل ، الان أشعر أنني ارتويت وعيا يجعلني أفسر الأشياء بمفاهيم أكثر توازنًا من ناحيتي ، لم أترك عقلي نائمًا ، كنت في الماضي أفعل ذلك أخشى أن أرهقه عكس الآن وجدت أن اليقظة في العقل هي النجاة من الوحل .
تعلَّمت أن رغبة العقل هي المعرفة في الشيء لذلك كلما ازدادت الأشياء عليه كانت تؤهلني في صواب الاختيار و منابت القرار لم أفهم إلا متأخراً رغم إنني أدرك أن التطور في الشيء لا يعترف بالتأخير الذي تلطخ بي بقدر النتائج الذي أثرت وأثارت فيني ، لم أفهم أن الفوضى التي ترافق العقل و تشتت التركيز كانت رسالة من العقل يبحث عن الهدوء ، يبحث عن معرفته التي يتشبع الوعي من وجودها به ،كنت متواجدة في منتصف صخب الحياة لكن لم أنتبه إنني متغيبا وعيًا و حاضرا جسديًا حتّى تبللت كثيرًا وغرقتُ مرارًا ، حينها علمتُ أن الأشياء الثقيلة تقف على أكتافك لتعلمك كيف تزيحها منك بلا وقوف .
الإحتواء الإلهي
سارة ناصر العتيبي
الإنسان لديهِ احتياجات كثيرة في الحياة؛ أكل وشرب ونوم ومسكن، ولكن هناك احتياج إن فُقد ستشعرُ بنقصان بقية الاحتياجات، فما هو ذلك الاحتياج الأعظم؟
الاحتواءُ والاحتضانُ الرباني هو احتياج انساني عظيم، فإن فقدته سيقل الشعور بباقي الاحتياجات، لو نرجع لاسم أمنا حواء نلاحظ أنَّها سميت حواء لقدرتها الكبيرة على احتواء كل من حولها، وأجمل مثال يُضرب على فكرة الاحتواء الرباني هو تعامل السيدة خديجة رضي الله عنها مع نبينا محمد صلى الله عليهِ وسلم، والفرق بين السيدة خديجة والسيدة عائشة رضي الله عنهما هو أن النبي صلى الله عليهِ وسلم هو من احتوى عائشة أما خديجة هي من احتوت النبي، ولذلك لم تبدأ السيدة عائشة مع الرسول رسالة النبوة فهي جاءت في المدينة، لكن في مكة وبعزِ الأزمة كان يحتاج النبي صلى الله عليهِ وسلم الى الاحتواء؛ فتزوج السيدة خديجة رضي الله عنها. وأجمل نموذج عن الاحتواء الرباني؛ قصة السيدة مريم عليها السلام، لقد أرهقت في حياتها وعاشت بالوحدة والوحشة، والـدة مريم عليها السلام كانت كبيرة في العمر ولم تنجب، لذلك قالت (رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى) وبالنهايةِ أنجبت أنثى على كبر وبنهاية عمرها! وبعدها توفى والـد مريم عليها السلام فصارت يتيمة، وعندما وصلت والدتها لأرذل العمر صارت عاجزة عن تربية مريم عليها السلام فكفلها زوج أختها سيدنا زكريا، وبعد ذلك توفت والدتها فصارت وحيدة، ومن ثم بني إسرائيل قتلوا سيدنا زكريـا، ففقدت الذي كان يكفلها أيضاً، ولم تتزوج السيدة مريم عليها السلام، وخلفت عيسى بأمرٍ من الله، فاتهموها بعرضها! قالوا: (يَٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) كلمات توجَّع قلبها من الناس، وسيدنا عيسى تآمروا على قتلهِ فرفعهُ الله الى السماء، ورجعت مريم وحيدة مرةً أخرى!! كانت تلك الاحداث تحدث وهيَ ما بين العشرينات والثلاثينات من عمرها، فكان الحل الجذري هو العبادة، اسم مريم في اللغة العبرية يعني العبادة! وأيضاً يقال عنها “مريم البتول” وسبب التسمية هو أنَّ هناك آية في سورة المُزمل (وتّبتَّل إليّهِ تَبتِيلا) تعني المُنقطع في العبادة؛ الذي يجلس ساعات طويلةٍ في العبادة، فمريمُ عليها السلام البتول العابدة المتفرغة للعبادة، مريم كانت كثيرة السُجود لذلك ذكر اسمها في القرآن 33 مرة، وعدد سجداتنا في الصلوات الخمس 33 مرة. (يا مَريَمُ اقنُطِي لِرَبِّكِ واسْجُدِي وارْكَعِي مَعَ الْرَاكِعِينْ)، فقاعدة اليوم “اعبدهُ ليحتويك برحمتهِ وحنانه فأنت بغير احتواء الله لك وحيداً ضعيفاً في هذهِ الدنيا، فهو إما يحتويك منهُ مباشرةً أو يرسل من عبادهِ من يحتويك”. فكن بتولاً وكوني مَريَميَّة.
الرسام وقطع اللحم
سارة ناصر العتيبي
عاشَ رسامٌ عجوز في قريةٍ صغيرة، وكان يرسمُ لوحاتٍ في غاية الجمال ويبيعُها بسعرٍ مرتفع، وفي يومٍ من الأيام أتاهُ فقير وقال له: أنتَ تكسبُ مالاً كثيراً من بيعِ لوحاتك لماذا لا تُساعد فقراء القرية؟!، انظُر الى الجزار في قريتنا رغم أنهُ لا يملك مالاً كثيراً إلا أنهُ يوزعُ على الفقراء لحماً مجانياً كل يوم، لم يرد عليهِ الرسام بحرف واحِد، وإنما اكتفى بالابتِسام، خرجَ الفقيرُ منزعجاً من عند الرسام وأشاعَ في القريةِ أن الرسام ثري وبخيل، فنقم عليهِ أهل القرية، بعد مدة مرض الرسام العجوز، ولم يعرهُ أحد من القرية اهتِماماً، ومات وحيداً، مرت الأيام ولاحظ أهل القرية أنَ الجزار لم يعُد يوزع اللحم على الفُقراء وعندما سألوه عن السبب قال: كان الرسام يعطيني المال لأوزع اللحم على الفُقراء فلمَّا مات انقطع المال فانقطع اللحم!،
القصة مُقتبسة من كتاب حديثُ المساء الذي يطولُ المدحُ فيه للكاتِب القدير أدهم الشرقاوي، أوضح مدىٰ شِقاق سوء الظن على أفئدة البشرية، وكيفَ يمكن لسوءِ الظن ان يُحدِثَ جُلبةً في أرواح الناس، وكيف يُمكن لسوء الظن أن يُعرِبَ عن سَرِيَّة بني آدم بشفافيَّة، فالبدارُ البدارُ في حُسن الظن مع العبادِ وخالقِ العباد!، فأنتَ لا تعلم الغيبَ وبواطن الأمور وسرائر العالم، لا تفهمُ خفايا الأفعال وحكمةُ المواقف مهما حاولت، فلا تتعجل بالحُكمِ على جميع رداتِ الفعل المجهولة، ولا تحكم على أحدٍ قبل ان تعرفَ القصةَ بأكملها، بعضُ الأحيان يكون حُكمنا على الأمور مُتسرع وبهِ نظلمُ عزيزاً أو نرفعُ رخيصاً، وكما يقولون “لا تحكُم على الكِتاب من عنوانه”، ومن هُنا أختِمُ بالقول أن حُسنَ الظنِ بالناس مُقدَّم على سوءِ الظن بهم كما حدثَ مع الرسام العجوز!.
( ممتنة لجهلي )
ولاء الشمري
في ذاكرتي الكثير من التفاصيل..
حصيلة ٣٥ عام حتى الان، ولا أعلم هل أنا في عمر مناسب للتباهي بما أملك من خبرة..
أم للخجل بما لا املك من خبرة..!
لا شيء علمني في هذه الحياة سوى الجهل، نعم الجهل علمني اكثر مما تعلمته من المعرفة..
عند كل مشكلة في حياتي أو حتى معضلة، كان جهلي بالمرصاد وكان اول من يظهر ويتحداني.
فـوجوده اكبر مستفز لي، واكبر دافع، واكبر تحدي..
لكنه خصم ثقيل، ان تتغلب على جهلك، يعني ان تتعب، ان تبحث، ان تتعلم، ان تتحرك، ان تصارع، ان تتخلى، ان تتنازل، واحياناً ان يموت جزءاً منك..
علمني الجهل، أن العلم مُكلف والسبيل إليه صعب ومحفوف بالصدمات والخيبات والمخاطر والشك، وطيلة الرحلة تدفع الثمن، لكن الغاية ستعوضك بلا شك، وما مات منك، سيولد مكانه شيئاً جديداً..
لذلك انا ممتنة لجهلي..
#بقلمي
صعود الصواب في سُقُوط الأخطار
نوره بابعير
صعود الصواب في سُقُوط الأخطاء
من يعرف الطريق يُختَصر العديد مَن الوجهات و من يفهمُ الغاية يستطيع أختيار الرغبة بعناية ومن يسقط إمام خطواته كأن عليه أن يُدرس معنى الفشل ومن يُعرف الاستقامة لاَ يخشى الاهتزاز من تعرج المواقف ، ومن يبحث عن هدف لا يكترث للأشياء بقدر ما تخصه .
من يعرف الإنسانية يفهم الإنسان الذي يسكنه ومن وضع النقاء نصاب عينه مالت الذّات إلى نقاء خيرها ، ومن يسعى في الشر مات غريقًا قبل أن يُغرق غيرهُ ، تِلْك الأشياء تحدث ومع أحداثها تعلن معناها ، وتترك الفهم لمن يجيد الفَهْم ولمن لا يحسن صوابهُ .
من يُصنَع التميز فهو في حاجة التغيّر ومن يسلك التقليد فهو في مأزق الكسل ، ومن يُترك الفوضى تبنّي لَهُ الطرقات فكل الطرقات فارغة منه لا وصول إليه سوى التأخر فيَ متاهة الإنتباه ، ومن يُترك التوازن ينبي لَهُ الطرقات نال مرادهُ .
الكل نصفان بينهما قائدًا و أحدهما تائهاً وتلك اللقطات التي تحدث بينهما هو أختيار من قبل احتياجاتهم أو مَن مخيلاتهم التي صورت لهم الأفضلية في هذا المسارات .
لا شيء يبقى كما هو سوى إنسان تخلى عن فكرهُ وظل في ظلال غيرهُ ولا تقدمًا بلا أقدام تسيّرُ في مسار أهدافها ، ولا قوة بلا ضمير يقود الإنسان إتجاه إحسانه ولا قيمة بلا إنسانية تحفظ للذات مستوى تقديرها .
الحديث بين الداخل والخارج يصنعان الحاجة في ذاكرة العقل ثم يضعها العقل إمامه وكأنه يبحث عن شيء يهضمها ليخبرهُ عن ثمن أختلاطه بالذّات و بغيره ، يبدأ العقل يشرح اشيائهُ بتفاصيل مرتبطة بالوعي و باللاوعي ،
من يعرف يفكر لن يخرج عن دائرتهُ ومن يعرف الفرط سوف يظل مباليًا لا شيء يفيده ، وما يخبرهُ الفكر هو نظرة العقل عن الحلول أو عن الوقوع ، و أحدهما تأخذ الإنسان في صراعاتها الاقناعية من جهة مفهومها .
ومن يعرف الزاوية يعرف كيف يسير معها ومن يفقد الفهم فيها تبقيه في تفرعاتها التي لا نهاية له تحاصره بلا سد فجواتها بل تفقدهُ الكثير من الأشياء وهو لا يعلم أين صوابها .
التّفكير يضع الإنسان أمام نفسه بلا حدود أو تدخلات و يقدم له الإنتصار و الانهزام في آن واحد يجعله هو المشكلة الأولى منذ بداية خطواته ؛ لإن التّفكير يتسِع بنضج العقل و يضيق بجهله وهذا لا أحد يستطيع أن يحدده أو يراه من البداية فهو يتشكل على حسب الإنسان نفسه .
في مدائن العقل كلنا مغتربين
نوره بابعير
” في مدائن العقل كلنا مغتربين”
تضيّع الأفكار حينما نضعها في كفاً واحد لا نجعلها تتشكل بما يتلاءم مع وقتها ، نرفض الاتساع الذي يضع المستجدات الفكرية وَ القدارات الفعلية ، تفقد بريقها كلما قلّة قيمة حضورها و تعمدت بالفتور بدلًا من الوجود . كل الأشياء تُصنع نفسها منذ إعلانها بالبقاء .
تقتل الذّات أفكارها حينما تخلق الحاجز و تحجب عَن ستارها إضافات غيرها ، ينمو العقل في مكانًا ما لا يتشبَّثَ بشيئاً سواها . تظن النفس أنها تنمو ولكن ذلك النمو هزيلًا في جدواها.
تِلْك الأفكار هي العمران للعقل أن ثبتت أعمدتها زانت شرفاتها و إن تمايلت فقدمت التدهور على مهلًا تسمم الأشياء ببطء حتى لا يبقى منها سوى استذكارًا لا يهم من ذكرها سوى ذَات اخطئت في حق نفسها .
القوّة التي تنمو عليها العقول و الأشياء و الحياة و المفاهيم كلها تبدأ من صواب أفكارها ومن لا يجيد الأفكار فلن تجيده الإنجازات ، سوف يسعى جاهدًا بلا معنى .
للأفكار معنى …
على الإنسان إن يفهم المعنى من المغزى ليبقى ذو قيمة ذاتية إتجاه نفسه ، و القفزات التي يبحث عنها الإنسان بفطرته هي الحصول على الحاجة المرتبطة بأولوياته و احتياجاته .
الإشباع الفكري و الذاتي علامة فارقة في التقدّم التوعوي للعقل و للنضج الجسدي ، المعنى دائمآ تسعى في تحريك العقل مع انضباط الجسد حتى يخلق الانسجام في بناء وعي متكامل في صناعة الأفكار ذات تأثير معنوي .
للفهم معنى …
يقيم العقل افكاراً بناءً على ما يتكون به من الداخل وربّما يرتبط بالخارج ، ليكون العقل في منطقة فعالة في إيجاد محاولة الفهم من حقيقة المعنى ، و التقريب المعنوي يحدث مع تخاطب النفس مع ذاتها لتبقى ذات مؤهلات و مؤشرات واقعية تشير إلى معنى واضحة ، لإن الفهم أساسًا يعتمد على الوضوح في المقصد ، وتلك المقاصد قد تكون من أجتهادات بشرية مختلفة لكنها تستطيع أن تبين المعنى في ذاكرة شخصها .
بين الأفكار و الفهم صِلة عميقة قد ينتج عليها الإنسان معناها الحقيقي من خلال حواراته المعرفية أو بالأحرى الناتج عن بحث المعرفة في مجهولها .
قد نجهل القوة التي نتلقاها من خلال عقلانيتنا لكن من المفترض أن نسعى دائمًا في أتساع دائرة أفكارنا فهي المحرك الأساسي في تغيير مجرى حياتنا .
“هنآك انفعالات و أساليب وقيم ومبادئ تضع للنفس هويتها المتمكنة من الذّات وما يجعلنا نغرق في التقاليد قد نفسد على بعضنا بالإتباع التقليدي دون أن نبرز المستجدات الفكرية في خطوات طريقنا وهذا ما يجعل البعض يتأخر في تحريك وأتساع دائرة الوعي بصورة متوازنه مع حياته
صنيع الحب
ولاء الشمري
اثناء ممارستي لرياضة المشي، كان مقبل من بعيد رجل مسن، مطأطئ الرأس، يخطو بثقل وعلى مهل، فقد بدا لي انه حزين وهذه ابسط ملاحظه..
حتى فجأه رأيت على طرف الطريق سياره بها ثلاثة اطفال مع سائق، نزلوا واقبلوا عليه، واخذوا يتراكضون نحوه بكل لهفه وهمّوا بتقبيله، تارةً على جبينه، وتارةً على يديه، لقد احاطوه من كل جانب، ثم لوحوا له بتلويحة الى اللقاء، وركبوا مع السائق وذهبوا..
كان المنظر كالنسمة البارده في شهر آب..!
ما ادهشني ان هذا المسن، قد تغيّر تغيّراً كاملاً، وجدته يسرع في مشيته، فارداً اكتافه، رافعاً رأسه، مبتسم، مقبل، مسرور، نشط، خفيف..
تُرى من هم وماذا فعلوا به حتى ازداد قوه، حتى تعافى، حتى عادا الى شبابه، وتبدلت ملامحه الخريفيه الى ربيعيه!؟
اهكذا يفعل الاحتواء، اهذا صنيع الحب، اهذه نتائج الحنيه!؟
بهذه البساطه يتغير حال المرء، بحضور من يحب، بلمسة من يحب، بمشاعر من يحب، بكلمة من يحب، بتواصل من يحب، بصدق من يحب!
يقول غابرييل ماركيز في وصيته:
“حافظ بقربك على من تحب، أهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتن بهم، وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك..”
#بقلمي
مخاض العزله
ولاء الشمري
يبدأ تكوينك وانت في الرحم، وحيد مطمئن
تأخذ وقتك الكافي ف تتهيئ للخروج للحياة، للانطلاق، للتجارب..
يمشي بك العمر، وتتكاثر عليك الخيبات والصدمات
والانكسارات والمسؤوليات، ف تتعب وتنهار وتقرر ان تلجأ للوحده والعزله والاختباء والسكون، هذه المنطقه الآمنه، التي تشبه الرحم!
تأخذ وقتك الكافي فيها، ف تتهيئ مرةً اخرى للحياة، للانطلاق، للتجارب..
لكن لا احد يعلم ان من يختار الوحده دائماً، هو في الحقيقه مات شيئاً فيه، ف يبتعد وينطوي حتى يولده من جديد..
ف لا تستعجلون احداً وهو في رحمه الخاص، دعوه يتكون من جديد، دعوه يخلق من جديد، دعوه يستعيد ما مات فيه من جديد..
وكلما طالت فترة العزله، وتعسرت الولاده، كلما دل هذا على ان ما مات، كان شيئاً عظيماً..
جميعنا سنبقى هكذا طيلة العمر، في حالة ولاده ذاتيه مستمره، وخلق مستمر لأشياء تموت فينا بعد كل خيبه وخذلان وانكسار وفشل..
المنعزل ليس فارغ، المنعزل مشغول..
يقول ماركيز: ” لا يولد البشر مرةً واحده، يوم تلدهم امهاتهم وحسب! فالحياة ترغمهم ان ينجبوا انفسهم ”
#بقلمي
(الاستعجال ام التأني)
ولاء الشمري
تستعجل الشاي لكي يبرد وتشربه، فتحرك الملعقة فيه اجباري..
تستعجل الطبخه لكي تنضج وتأكلها، فترفع النار عليها اجباري..
تستعجل القميص لكي ينشف وتلبسه، فتعرضه للحراره اجباري..
تستعجل سماع “احبك” لتنتشي بها، ف تضغط حبيبك للنطق بها اجباري..
فتشكوا من قلة جودة حياتك!
وتشكك في مصداقية النتائج ولن ترضيك..
نعم قد تتحقق لك الاشياء ولكن لا بطعمها الحقيقي ولا برائحتها الحقيقه ولا بلونها الحقيقي..
انظر من حولك، هل جميع ما تملك استمتعت بالحصول عليه، ام حتى هذه المتعه اجباريه؟
هل اخذت الوقت الكافي للاحتفال بنجاحك؟
هل اعطيت نفسك استراحه بعد انجازك؟
لا تلم احداً ان كانت حياتك سطحيه، لا شيء فيها عميق
لا مشاعر ولا اشخاص ولا ماديات ولا ذكريات..
انت الذي لم تحترم طبيعة الاشياء، وحاجتها للوقت المناسب والكافي..
وهناك من خالفني مخالفه جميله فقال لي:
“إن مايجعل القصةَ قصه هو الاستعجال! ففي الاستعجال قصة نرويها نتعلم منها لكننا نعيشها..”
#بقلمي
البوهيمي
ولاء الشمري
( La Boheme )
مصطلح فرنسي، كان يستخدم للتحقير والازدراء لمجموعة الغجر “مجموعة اشخاص ذوي ميول مشتركه، غالباً فنيه” ، وعلى الاشخاص المهمشين الفقراء، وتعني ممارسة نمط حياة غير تقليدي..
لكن سرعان ما ازدهر هذا المصطلح واصبحت له دلاله رومانسيه في خمسينيات القرن التاسع عشر، بعد نجاح مسرحية (مشاهد من الحياة البوهيمه)، وقيام الموسيقار الإيطالي (بوتشيني) بتحويل هذه الأفكار إلى اوبرا..
ف اصبح رمز للبساطه وايقونه، ومحط اعجاب وانتماء، وتجد الستايل البوهيمي، في اللباس، الاثاث، نمط الحياة..
ومن وجهة نظري الشخصيه ان من تابع مسلسل
“عيلة سبع نجوم” سيفهم كيف البوهيميون يعيشون ويفكرون ولكن بطريقه كوميديه “دراويش”..
وغالباً البوهيمي الحقيقي يظهر بملابس فضفاضه من النساء والرجال على حد سواء..
ولكن في ظل التطور وزمننا هذا، اصبح البعض يستخدم الاسلوب البوهيمي ويعبر عن ذاته بطريقه تثير السخريه فعلاً، كأن يتكلف ويبالغ في لبس الالوان المتناقضه..
البوهيميه في رأيي تعني البساطه والعفويه والحريه وعدم الاهتمام لنظرة الآخرين، وهو فكر يراه البعض لغريبين الاطوار، وفي نفس الوقت هو مسبه واستهزاء، وايضاً هو مديح واعجاب!
كما توصّل الفيلسوف المعاصر آلان دو بوتون الى ان البوهيميه هي الحل لمن يعاني من “قلق السعي الى المكانه” كما هو عنوان كتابه..
#بقلمي