المدونة

الرسائل المفقودة للمدعو آدم حلزون – طقوس العزلة ، محمد المطرفي

طقوس العزلة

ليست العزلة أن تبقى وحدك، فلا أحد باستطاعته أن يظلَّ بمفرده، طالما هناك ذاكرةٌ تتربص به لا يمكن إيقافها، وخيالٌ جامحٌ لا يمكن السيطرة عليه والتحكُّم بنزواته؛ هذا الخيال الذي أجبرني، في هذه اللحظة، على أن أتحدث إليك دون تخطيطٍ مسبق، ودون أن أعرف من أنت.

 تعرف من أنا، فاسمي مكتوب على غلاف هذا الكتاب الذي بين يديك، أما أنا فلا أدري في أيّ بقعةٍ من الأرض تقطن.

 

ستسأل نفسك الآن! ما فائدة حديثٍ فردي ذي اتجاهٍ واحدٍ دون رد؟

الأمر ليس كما تتصوره، فهذا الحديث وإن بدا فرديّاً دون تفاعل، هو عكس ذلك تماماً، فأنت في هذه اللحظة تبادلني الحوار.

نعم. ألم أقل لك؟! إنّ الخيال لا يترك للعزلة أيّ فرصةٍ لتستفرد بِصَمتِها المطلق.

بعد أن تبادلت معك هذا الحوار القصير الذي تجهله بالتأكيد، اكتشفت أنك تشبهني كثيراً، وتقبع في عزلةٍ مشابهة.

الفرق الوحيد أنني أواجه عزلتي في هذه اللحظة بكتابة هذه القصة، وتواجهها أنت بقراءتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *