فلسطين.. يحرِرها الأدب العربي!

فلسطين.. يحرِرها الأدب العربي!

طالما سألني الكثيرون عن فائدة الأدب العربي، وعن وقع أثره في حياتنا -عامها وخاصها- وإن كانت أهميته بالغة لهذا الحد الذي يجعلني أهتم به كل الاهتمام، فما الذي يضيفه الأدب إن لم يكُن هو إضافة زائدة علينا؟ أليس كل مكتوب في النهاية هو تعبير عن نفس صاحبه فقط؟ وتجسيدٌ لتجربة خاضها، أو شعورٍ استشعره حتى فاض؟

 

وما الداعي لأن يكون الحبر على الورق فنّا، له ضوابطه، وأهدافه؟ أولسنا جميعًا نجيد الكتابة؟ وما جدوى الصفحات التي تُكتب في قضية كفلسطين الهوى والهُوية؟ أيحرر الكتاب وطنًا، وهو الذي لا يقوى على الصمود في وجه الرياح! وهل تنصت آذان التاريخ لما يكتب حقًا، أم أننا نحفر الكلمات على جداول المياه؟
في معنى الأدب

ارتبط وجود الأدب بوجود الإنسان؛ فمذ بدأ الإنسان يكتشف الكون، ويعرف خباياه، نشأت لديه رغبة في نقل هذه المعرفة إلى غيره، وكان الأمر يسيرُ بدايةً بالإشارات، ثم المُشافهة، إلى أن ظهرت الكتابة، ورأينا المصري القديم، ينحت قصصه على الأحجار، أو يرسمها على الحائط، أو يدونها في مخطوطات البردي؛ ليحفظ مكانه في التاريخ، ويسطر حياته كما كانت، بما لا يترك مجالًا للشك، من هنا يمكننا أن نلمس خيط بدايتنا، كان الأدب ولازال صورة حقيقية لحياة البشر في زمن معين، بعيدًا عن مجلدات التاريخ، وسقطات المؤرخين الكبرى، فمفتاحك الأول لتعرف عن الماضي أكثر، هو الأدب، فيه تجد واقع الحياة، ثقافية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، حتى الواقع الفني تلتمسه في الأدب.

منارة الأدب العربي

مع تكتل المُجتمعات الحديثة، تباين الأدب أشكالًا، فهذا أدبٌ روسي تقرأ فيه لميخائيل ليرمنتوف، وليو تولستوي، ودوستويفسكي، وهذا أدب إنجليزي فريد، وهذا أدب عربي، يتوج بلغة القرآن، ذات المرادفات الكثيرة، والبلاغة العالية، والانتشار الواسع، منه الأدب الأندلسي، والعباسي، والحديث، وأسماء واسعة كثيرة، تؤرخ كل فترة عاشها المسلمون، في صورة فنية مقبولة. أن تقرأ كتابًا مضى على كتابته نحو خمسين سنة، فهذا يعني أنك اجتزأت قطعة من الزمن واحتفظت بها لنفسك.

 

رواية “زمن الخيول البيضاء” صور فيها “إبراهيم نصر الله” النكبة، والمأساة الفلسطينية بداية من الدولة العثمانية وحتى تسلم اليهود فلسطين من الإنجليز (مواقع التواصل )

 

فلسطين في عيون الأمة

مذ وقعت نكبة العام ١٩٤٨م، تحركت أقلام للدافع عن فلسطين قضيتنا، تاريخيًا وفكريًا، فخُطّت الأشعار، وغُلّفت الكتب، وغدت الكتابة عن فلسطين واجبا تتحمله الأمة، وأثار الكتاب في هذا الصدد، معانٍ كثيرة، فترددت على آذان الناس ألفاظ الأمة والهُوية والحضارة والمُقاومة، والاحتلال، نعم! كانت ولاتزال فلسطين صحوة تجمعنا من جديد حول معنى الأمة التي تقف وتبني ذاتها، وتمكن لأفرادها ثقافيًا وعلميًا، فلسطين الحرة وحدها من أصّلت للهُوية مكانتها في عقول الشباب حديثًا، وهي أيضًا التي وقفت أمام العبرية المتفحشة في أرضها، بسلاح اللُّغة العربية، وفنونها، وآدابها.

فلسطين القصيدة

الشعر محطة أدبية قريبة من الناس، وسلاح المُقاوم العربي في وجه تزييف التاريخ، وطمس الحقائق، وتغييب العقول؛ انطلاقًا من هذا المعنى جرى سيل الشعر العربي في تحرير فلسطين، تحريرها في العقول من قيود العجز والتأخر التي نصبها لنا المُحتل وصغاره. فرأينا محمود درويش الذي استل قلمه في وجه الاحتلال، فجالت قصائده الآذان كلها، وترددت أبياته التي تنصر الحق، وتجسد معاناة الفلسطيني في كل صباح منها:

 

آهٍ يا جُرحيَّ المُكابِر
وَطني ليسَ حقيبة
وأنا لست مُسافر
إنّني العاشقُ، والأرضُ حبيبة
ويقول أيضًا:

أسمِع يا صَديقي ما يُزلزل الأعداء
أسمعهُم من فجوةٍ في خيمةِ السماء :
“يا ويلَ مَنْ تنفست رِئتاه الهواء
مِن رئةٍ مَسروقة!
يا ويلَ مَن شرابه دِماء!
ومَن بَنى حديقةً ترابّها أشلاء
يا ويلَه من وردها المَسموم!”

وكان لنزار قباني إضافة يقول فيها:
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائِع
يا طفلةً جميلةً مَحروقةَ الأصابِع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حِجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامِع

 

هكذا كتب الشُعراء وغيرهم كُثر لنصرة فلسطين، من كل أنحاء العالم الإسلامي، تربطهم الهُوية، وتجمعهم الأمة صفًا واحدًا على هوى فلسطين التي تسكننا لا نسكن فيها، كتبوا ليحفروا الحقائق بأقلامهم في ذاكرة التاريخ، ليحفظوا عهدهم بفلسطين، وينصروها ما كانت أقدامهم على الأرض، سلامٌ عليهم، وقلبٌ لهم.
كتبت رضوى عاشور روايتها “الطنطورية” التي تسرد فيها معاناة قرية الطنطورة، الرواية تمزج في سطورها بين الوقائع التاريخية من ناحية والإبداع الأدبي من ناحية أخرى، في صورة فريدة.

 

فلسطين الرواية

كُتبت روايات كثيرة، جسدت واقع يوميات الفلسطيني وما يعانيه في وطنه، تصور كيف امتزج الضدان، الموت بحب الوطن، ورُسمت صورة الصمود في عكا رُغم الحصار، والمُقاومة في غزة، وشجر الزيتون، وبرتقال يافا، وقسمات الشيوخ التي تحوي بداخلها الحق، وورود الجدات، وخبزهن، ولعبة الشهيد التي يلعبها أطفال غزة وحدهم، ومعاناة لا تنقطع، فرأينا رواية “عائد إلى حيفا” لغسان كنفاني والتي تطرح فلسفات عميقة حول معنى الوطن والهُوية وتعبّر بواقعية عن معاناة يومية، لا يلقي لها العالم بالًا، عن بكاء الطفل في أرضه، وموت الشاب في وطنه، عن سلب الحق من أهله.

منها ما يقول: “أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله”. “فلسطين ليست ذكريات، بل هي صناعة المُستقبل”.

وجاء مريد البرغوثي بروايته “رأيت رام الله” ليضخم في عيوننا المأساة التي تتجدد مع كل شروق للشمس؛ إذ نقاط التفتيش والوجوه الإسرائيلية البغيضة، وفوهات البنادق التي لا تُنكس، وحال الأسرى والمُرابطين، وشجاعة الشهداء في لحظاتهم الأخيرة. منها ما يقول فيها: “الاحتلال الطويل الذي خلق أجيالًا إسرائيلية ولدت في إسرائيل ولا تعرف لها وطنًا سواها، خلق في الوقت نفسه أجيالًا من الفلسطينين الغرباء عن فلسطين، أجيالًا وُلِدت في المنفى ولا تعرف من وطنها إلا قصته وأخباره.”

وكتبت رضوى عاشور روايتها “الطنطورية” تسرد فيها معاناة قرية الطنطورة الواقعة على الساحل الفلسطيني جنوب حيفا؛ تعرضت هذه القرية عام ١٩٤٨ لمذبحة على يد العصابات الصهيونية، تتناول الرواية هذه المذبحة كمنطلق رئيس لتتابع حياة عائلة اقتلعت من القرية، وحياتها عبر ما يقرب من نصف قرن إلى الآن مرورًا بتجربة اللجوء في لبنان، الرواية تمزج في سطورها بين الوقائع التاريخية من ناحية، والإبداع الأدبي من ناحية أخرى، في صورة فريدة.

وكتب إبراهيم نصر الله روايته “زمن الخيول البيضاء” صور فيها النكبة والمأساة الفلسطينية بداية من الدولة العثمانية وحتى تسلم اليهود فلسطين من الإنجليز، دعّم فيها بالأدلة التاريخية كل ما يخص القضية، ليس فقط عبر المجلدات والمراجع التاريخية، وإنما ذكر المسكوت عنه في القضية وما رواه كبار السن ولم يذكره التاريخ، منها ما يقول: “إذا خسر اليهود فإنهم سيعودون إلى البلاد التي أتوا منها، أما إذا خسرنا نحن، فسنخسر كل شيء”.
لا أعرف كيف وهنت عزائمنا، وارتعشت أيدينا، لنكون لهؤلاء تبعًا؟ يبقى السؤال دائمًا قيد التفكير “متى ستُسعفنا الحقيقة لتحرير فلسطين كلٍ منا”؟

 

هذه الروايات بعض مما كُتب نُصرة لقضيتنا الأولى -قضية فلسطين- وتحريرها بعيدًا عن التزييف والتهميش المُتعمد، فالأعمال باقية لن تزول مهما تقدم الزمن، وستظل حاملة في طياتها الحقيقة التي جسدها أبناء فلسطين أنفسهم، ووقع هذه الأعمال في حلتها الأدبية العالية على العقل، تجعلك شريكًا رئيسًا في معاناة الفلسطيني اليومية، وتُريك الأحداث من نافذة واسعة، وتضعك على الطريق الصواب، طريق المُقاومة حتى آخر نفس.
المقاومة الثقافية

جميع ما سبق يندرج تحت مُسمى “المُقاومة الثقافية” التي نحن في حاجة شديدة إليها؛ إذ هي دعامة رئيسة في الحرب التي يديرها الاحتلال ومؤيدوه علينا كل يومٍ؛ ليهدموا مبدأ يجمعنا، أو يُشتتوا فكرة نحاول تنفيذها. يؤلمهم أن نعرف، أو أن نقرأ، وقعُ هذا الأمر عليهم كبير؛ فهم يعلمون أننا متى قرأنا وفهمنا قضيتنا حقًا وعرفنا قدر تاريخ أمتنا، لن نتفرق، بل سيجمعنا الهدف، وتوحدنا القضية، ولذلك ليس أسعد منهم عندما يروننا غرقى في بحار الجهل والتخلف، يقتل بعضنا بعضا، وضرورة المُقاومة المُسلحة لا تقل عن ضرورة المُقاومة الثقافية لهذا الاحتلال الغاصب؛ فهم يحشدون الدبابات والبنادق ليأخذوا ما ليس بحقهم، فما الداعي من أن يدافع صاحب الحق عن أرضه بشتى الوسائل!

عن فلسطين كلٍ مِنّا

بعيدًا عن سياج المُحتل الإسرائيلي الغاصب، بعيدًا عن بنادقه التي سيلقى حتفه بها يومًا ما، هناك.. في وطن كلٍ مِنا -نحن المُسلمون- ثمة مُحتلٌّ، خائن يحكمنا، يتواطأ مع انتهاكات المُحتل، ويُطأطئ له الرأس باسمًا، لا أعرف كيف آلت بنا الحال، ليحكمنا بعض الرعاع والجبناء والخونة! لا أعرف كيف وهنت عزائمنا، وارتعشت أيدينا، لنكون لهؤلاء تبعًا! يبقى السؤال دائمًا قيد التفكير: “متى ستُسعفنا الحقيقة لتحرير فلسطين كلٍ منا”؟

الكاتب: محمد الخشاب

المصدر: الجزيرة

كتاب ذو وجه خفي فيسبوك السلاح السري للشاعر الأمريكي: جاك هيرشمان

عباس محسن

كتاب ذو وجه خفي فيسبوك السلاح السري ــ
الشاعر الاميركي :جاك هيرشمان

ترجمة: عباس محسن

الفيس بوك
الذي بدد الغيمة
التي كانت جاثمة على مِصر
وحركت الجبل النحاسي الجاثم
فوق رقاب الناس
كل شخص يملأه الابتهاج
كم جميل الآن ان تجلس
وتفرقع الفقاقيع المتطايرة
الشخص يمشي حراً،
المسير في الشوارع
جيئة وذهاباً
القلوب فرحة، الصدور مبتهجة
العين قرص خبزنا
العين خَمرَتُنا
القلم ،أُوه ، الكاتب ،هو طفلنا
افضل القبر المحفور
أفضل الفيس بوك الذي جعل خالد سيد في الذاكرة
من أجل كل ضربة على جسده
من أجل كل خدشه و لكمة
وكدمة ، ربما يعصبوا حدقة العين المجللة
لتصبح مثل لمبات منيرة على شجرة اللوتس
المنحدرة على ضفاف النيل.

منذ أسبوعين ، باكراً، من شهر ديسمبر
وتحديداً في العيد السنوي رقم 737 لذكرى وفاة جلال الدين الرومي
في كونيا، تركيا، في سيدي بوزيد، تونس،
بائع متجول عمره 26 عاماً
اسمه محمد بوعزيزي،
أشعل في جسده النار
بعد ان سقط في الإذلال،أُجبر ان
يترك مكانه لأنه لا يملك رخصة .
صفعه رجل الشرطة عندما أحتج على ذلك
من دون اي سقطة للمستقبل ومن لاشيء
وبلا اي شيء،صار جسده البشري
محمد الانسان .صار مشعلاً . يدار في أرجاء تونس
و قبضته المشتعلة
التي أحكمت حول السارق المستبد
حاكم تلك الأرض صار
متصدراً كل الأخبار والفيس بوك.

أصابعي على الأزرار محدقة ،
تكبس ،الشوق في توحد الروح مع هؤلاء في تونس
ميدان التحرير، مع شباب ولدوا من جديد
في كل انحاء المعمورة بطرفة عين مع أولئك
المتمركزين بين الناس كقطب الارض
اين هو وتلك الكلمات و الهتافات الثورية
تصدح في ميدان التحرير،
لكن جون روس ، وناره في البرج المدبب
متسلقاً للأعلى بعيداً عن الموت ليكون مع أُخوته وأخواته
وسط الاحتجاجات ،هناك
من يموت في تيبزو ، ميتشغان، مكسيكو ، اسبوع واحد
فحسب من قبل ان تأخذ الشارع القاهرة، وليس لدي ادنى شك
حتى في الموت جون واضعاً قدمه على الارض
ومُصرٌ بشدة على اداء الواجب في افريقيا الشمالية .
من جعل سيندور ليمينزو يُحيي شعر زاباتيشتا
في ثورة شعب المايا في المكسيك،
كاتباً شعر مقاومة، شعرا يمنح قوة ما بعدها قوة،
من يضع نفسه على عبوة ناسفة في طريق بغداد
بعد ان وضعت الحرب أوزارها،
مثل أشلاء البشر، يحمي العراقيين بشكل حرفي ومجازي كلاهما،
والآن حتى الموت نفسه لا يقدر على الاحتفاظ به بين كلِا فكيه
فهو معنا في الصعود والهبوط مسيطراً على تأكيد العالم المتوهج،
مع أسماء محفوظ ورايتها، نوال السعداوي، المؤمنة بالمساواة
الحزن المتفجر قبالة مجاميع زهرة الشمس
نعم، مع وائل غنيم والشعراء
أحمد فؤاد نجم، عبد الرزاق طارق الطيب
يحيى لبابيدي، ..المصري في المدن
الكل في كل مكان ، من رُفع ،
ومع الانكماش والانبساط على سطح الفيس بوك
العظيم جداً والقوي .
على الرغم من مئات الشهداء
فهم سريعاً ما يبعثون من جديد وكل الجروح تملأ بالضوء
وتسد التجاوزات ، الدموع المبذورة طمعاً واللانسانية
لأن الثورة امتدت
والمجد يبحث في كل عين
ما لم يقدر القدر بطبيعته ان يكون ربيعاً.

ملاحظة لابد منها:
كتب الشاعر هذه القصيدة بعد أن شاهد الشاعر هيرشمان في التلفاز المواطن التونسي البوعزيزي، وهو يحرق نفسه والتي على أثرها اندلعت أحداث ثورة تونس في 17 ديسمبر 2010.
ارسلت القصيدة الى الصديق المترجم احمد الجاسم وهو بدوره أرسلها لي لغرض الترجمة لانشغالاته وهو من عرفني على الشاعر هيرشمان.

نقرأ / لا نقرأ (الصورة كتاب)

تحولت البشرية تحولاً كبيراً حينما اعتمدت الكتابة وسيلة للثقافة، وكانت الشفاهية هي الوسيلة المطلقة، وجاءت الكتابة لتحتل المركز الأول ثقافياً وتزيح الشفاهية إلى الهامش، وحدثت مرحلة وسط فيما بين الشفاهي والكتابي، وهي مرحلة التدوين حيث جرى رصد المنطوق وتحويله إلى مكتوب (مدون)، ثم انفتح الزمن للكتابة لتصبح الورقة والقلم محل اللسان والذاكرة، ومر زمن طويل تعودت فيه الثقافة على هذه الوضعية، حتى جاء زمن الفضائيات، وهو زمن ورث كل التحولات المرحلية في الإذاعة والسينما، ومرحلة التلفزيون الأولى، ومن هذه الوراثة جاءت ثقافة الصورة لتعلن تحولاً كبيراً آخر في حياة البشر، وهو التحول الثاني تاريخياً وحضارياً من بعد حدث الكتابة التي أزاحت الشفاهية، ولا شك أن ثقافة الصورة قد أعادت كثيراً من خصائص الشفاهية في المباشرة والسرعة والتفاعلية، وغيرت من أنظمة الاستقبال التي رسختها الكتابة، فالكتاب صامت ومطلق، والمؤلف في الكتاب سلطة متعالية، بينما القارئ للكتاب سلبي وهو مجرد مستقبل سالب، وليس بينه وبين المؤلف صلة من أي نوع فهو لا يراه ولا يسمعه ولا يستطيع محاورته، ومعظم المؤلفين هم أموات أو بحكم الأموات من حيث غيابهم المطلق، والكلمة في الكتاب هي صورة جامدة، وهذه مفارقة كبرى مع الشفاهية حيث إن الكلمة الشفاهية حية وقابلة للتبدل والتغير والتفاعل، ويكون المستقبل فيها إيجابياً وفعالاً، مع اشتراك لغة الجسد في صناعة الرسالة وصياغة التواصل، وفيما بين الشفاهية والكتابية تحولت الأنماط الثقافية ومالت لمصلحة الكتابة وقيم النص المكتوب، وتولد عن ذلك أعراف ونظم معرفية منها وجود الوسطاء بين المؤلف والقارئ وهم الناشرون والموزعون من جهة، ومن جهة أخرى جاء وسطاء آخرون من الشراح والمفسرين والنقاد وعارضي الكتب، وهم فئات شكلت مهناً ثقافية كبرى على مر التاريخ.
وسط هذا كله جاءت الصورة لتقدم ثقافة مختلفة تلغي فيها – أول ما تلغي – وظيفة الوسطاء، فالصورة تأتي مباشرة ولا تحتاج إلى شارح ولا مفسر ولا مترجم، ولكنها تكتفي بقيمها المباشرة، وهي قيم تفاعلية وحية وإيجابية، والمستقبل فيها يتفاعل عبر العين والأذن مباشرة وتلقائياً، وهي تعيد له موروثه الأنثروبولوجي القديم في المشافهة ولغة الجسد والتفاعلية.
هذا أمر، ومعه أمر مصاحب وهو ظهور رسائل الجوال ورسائل الفضائيات، وشاشات الإنترنت، وهي كلها صيغ ثقافية جديدة تتيح فرصاً خيالية للناس لكي يمارسوا أنواعاً متجددة من الوسائل المعرفية الرخيصة أو حتى المجانية، مع ما فيها من حرية مطلقة وسرعة في الاستقبال واختصار للوقت والجهد وتوفير للمال.
ومن المهم هنا أن نقول إن هذه صيغ ثقافية ومصادر للمعرفة تكشف أن القراءة التقليدية عبر الكتاب ليست هي المعيار على ثقافة مجتمع ما أو عدم ثقافته، وكما كانت الثقافة الشفاهية قادرة على خلق شاعر عبقري مثل امرئ القيس ولم يقصر به عجزه عن القراءة والكتابة، فإن ثقافة الصورة تستطيع أن تخلق أجيالاً مثقفة ثقافة عصرية، وهي ثقافة نوعية ومتطورة بكل تأكيد، وإن اختلفت بالضرورة عما هو متعارف عليه تقليدياً في تعريف المثقف. والصورة كتاب أيضاً مثلما هي مصدر ثقافي لا يقل ثراء عن الكتاب بمفهومه التقليدي، وهي لذلك من أهم مصادر التثقيف، ولن نشك بكونها مصدراً مهماً وفاعليته عالية جداً ولها من الأثر أضعاف ما للورقة المنقوشة بالكلمات الجامدة.
المقارنة الثقافية
أشير هنا إلى عدد من التصورات الواهمة التي تعري حواراً كهذا الحوار حول سؤال القراءة عربياً، وهي كالتالي:
أ – تجري المقارنة مع الغرب عادة وتجري الإشارة إلى ظاهرة الكتب الأكثر مبيعاً في الغرب، وهذا أمر يتم من باب التبكيت على العرب حينما تجري مقارنة الأرقام، والحق أن ظاهرة الكتب الأكثر مبيعاً في الغرب ليست علامة على القراءة الجادة، ولكنها علامة على المكاسب المادية وعلى الاستهلاك السطحي للكتاب، وتلك النوعية من الكتب هي كتب ساذجة وبسيطة وليست كتباً في المعرفة ولا في الثقافة العليا ولا في الثقافة الجادة، وهي إلى الاستهلاك وصناديق النفايات أسرع منها إلى العقول وكثيراً ما يترك الناس هذا النوع من الكتب على كراسي الانتظار في المطارات وعلى مقاعد الطائرات والقطارات للتخلص منها بعد التسلي بها لساعات، وهي كتب تباع عادة في أكشاك المطارات ومحطات السفر بعامة، وتصاحب الجرائد اليومية في مواقع بيعها، أي أنها كتب يومية كالجرائد اليومية، ولغتها ومستواها هي لغة الصحافة ومستوى الصحافة، وهذه مسألة لا بد من الأخذ بها وقت المقارنة، لكيلا نخلط بين الجاد والبسيط.

ب – حينما نقارن بين العرب والغربيين في مسألة الكتب، فلا بد أن نستذكر وضع وحالة الكتب المسماة بالأكثر مبيعاً وهي التي تكون عادة في رأس المقارنة، وكذا لا بد أن نستذكر الحال الاجتماعية الغربية، وهي حال انفرادية، والفرد هناك هو كون قائم بذاته، ويندر التفاعل الاجتماعي المباشر بين البشر، وإذا ركب المرء في طائرة أو في قطار وحافلة فإن الصمت يعم بين الركاب ويندر أن يدخل راكب وآخر في محادثة تقطع عليهما مشوار السفر، ولهذا يلجأ الناس للكتب البسيطة والمسلية لتزجية وقتهم كبديل عن المحادثة، وهذا ما صنع موضة الكتب الأكثر مبيعاً، بينما الطبع الشرقي هي تزجية الوقت في الأحاديث بين الناس المتعارفين وغير المتعارفين، وإذا جمع الناسَ عندنا مكان نشأت بينهم لغة في التخاطب والتواصل مباشرة، وهذه حالة تمييز بين مجتمع وآخر فرضت عند الغربيين شراء الكتب الميسرة لقيام أسبابها الاجتماعية والحياتية، بينما لم تنشأ عندنا نفس الأسباب، فاختلفت الحالة هنا عن هناك، وليست المسألة مربوطة بحب الكتب وحب الثقافة، وليس في نوعية الأكثر مبيعاً ثقافة ذات شأن، وهي – فحسب – ضرورة اجتماعية.
وفي المقابل فإن التخاطب بين البشر هو ضرب من ضروب التبادل الثقافي والمعلوماتي مثلما هو إمتاع وتسلية وتزجية وقت، وهو عندنا من نتائج التفاعل البشري بينما يطلبها الأوروبيون عبر الكتب إذ لم تتيسر لهم عبر البشر.
ج – لا شك أننا نضج بالشكوى من تراجع مقام الشعر بين الناس، والأمة الشاعرة لم تعد تعير الشعر مكانة عليا كما كانت في سابق أزمنتها كلها، وهذه ظاهرة لا تخصنا وحدنا، ولقد جرى قبل بضع سنوات أن قامت جامعة أوكسفورد بإلغاء كافة عقود النشر المتفق عليها سلفاً مع عدد من الشعراء الإنجليز وتحملت الجامعة غرامات الإلغاء، وذلك لأن دار النشر الجامعية الخاصة بالجامعة لاحظت عزوف القراء عن الشعر مما حول المنشورات الشعرية إلى مكدسات في مستودعات الجامعة، وكانت الخسائر هنا كبيرة مع فقدان الدور الطليعي للجامعة في نشرها لأعمال لا تسويق لها، وهذه قصة كبيرة ومشهورة تكشف عن التغيير الثقافي الهائل وعن مبلغ خطورته مما أدى بالجامعة إلى تصرف جريء كهذا. ونحن هنا نقول ذلك للتعرف على الوضع الكوني بعامة كيلا نظن بأنفسنا وثقافتنا ظنوناً غير واقعية ونكون مهولين أكثر منا باحثين وملاحظين.
التفاعل الثقافي
من الملاحظ ثقافياً أن الناس قد تجاوبوا مع ثقافة الصورة بصيغة عريضة وسريعة ومغرية، وهذا مؤشر على ما تضمره النفوس من مخزون أنثروبولوجي للحس الشفاهي لدى البشر، وكأن البشر كائنات شفاهية أكثر منها أي شيء آخر، وهذا ما يجعلنا نأخذ بعين النظر ما كان الناس يمارسونه وقت سيطرة الكتاب حينما كان الوسيلة الأهم في تداول المعرفة، وكانت الممارسات تجري دوماً لتحويل الكتاب إلى مادة صوتية، عبر تحويل الروايات إلى مسرحيات ممثلة، وإلى أفلام مصورة، وعبر الأمسيات الشعرية والمحاضرات والندوات والنقاشات حول الكتب، وكان الناس يكتشفون فروقاً جذرية في فهمهم للمكتوب حينما يتحول إلى منطوق أو مصور، ولقد كان هذا مؤشراً إلى العلاقة الذهنية بين البشر والصوت، وبين البشر والصورة الحية، وكون هذا أكثر مدعاة للفهم والتفاعل.
ولذا فإن الصورة المتلفزة حينما جاءت لتعم الكون الاستقبالي لاقت استجابة سريعة وتفاعلية معها حتى صار ذلك بمثابة العودة إلى الأصل الثقافي البشري، وتحول التواصل بين الناس ومصادر الثقافة ليأخذ هذه الصيغة الحديثة للشفاهية، وهذا تطور يجري ضد مصلحة الكتاب.
وإن كنا نقول بهذا فإننا نعززه بالقول إن ثقافة الكتابة لكي تحافظ على قدراتها التنافسية لا بد لها أن تتمثل خصائص ثقافة الصورة، وهي خصائص واضحة المعالم، ومنها المباشرة والسرعة والتلوين والدقة والإثارة، وهي سمات تفاعلية نجحت مع النصوص التي تنطوي على هذه الصفات أو بعضها، ولقد كنا نشهد كيف أن محمود درويش يستقطب حضوراً كاملاً في كل مرة كان يلقي فيها أمسية شعرية، وذلك لما في خطابه من خصائص تشبه سمات وخصائص الصورة، وسنقول شيئاً من هذا عن أمسيات الشعر الشعبي، والاحتفاليات الثقافية، والروايات، وهي صور ثقافية متحركة، عرفها ما يسمى بالوعاظ الجدد واستثمروها بمهارة جاذبة، وهذه كلها أمثلة واقعية تكشف أن ثقافة الصورة تحفز الاستقبال لأنها تحفر باتجاه رغبات قديمة مخبوءة داخل النفس البشرية في حنين الذات باتجاه إلى الجذر الإنساني العميق في المشافهة والمحادثة والتفاعل الحي ومباشرة الفعل، مما يفرض علينا التفكير بصدق عن مصادر المعرفة ونوعية المعرفة، وكيفية توصيلها، وليس للكتاب إلا أن يلعب لعبة التغشيش، فيسترق النظر للصورة ويحاول أن يحاكي بعض خصائصها لكي يبقي على موقعه بين الناس.

وليس بالصعب أن نتذكر أن أمسيات محمود درويش تحظى بحضور جماهيري كبير معظمه ليس من أهل التخصص الشعري الحداثي، ولو كانوا كذلك لرأيناهم مثلاً عند أدونيس، والذي يمكن أن نقوله هنا هو أن نصوص درويش ترتبط ارتباطاً عضوياً بالصورة الحية للحال الإنسانية الفلسطينية، وهي صورة تحضر فيه ومن حوله حتى صار يجسدها حتى في نصه الذاتي والغزلي، ويحيط به وبشعره هذا الحس الحيوي المتفاعل عقلياً وعاطفياً حتى ليكون صورة متحركة وفعّالة في النص وفي الناس.
وسنرى أيضاً مثالاً آخر مع الشعرالشعبي الذي يستقطب جماهير عريضة ليس لنا أن نحصرها بالثقافة الفصيحة، وهذا الشعر ينهل من اليومي ومن الصورة المغناة والأرشيف الأسطوري للذاكرة الشعبية، وهو ذو تركيبة شفاهية وصوتية تقوم على التفاعل والحركات التمثيلية ولغة الجسد وتستحضر الشارع اليومي والمباشر بصورة تلقائية.
وهذا يفضي بنا إلى وضع تصوراتنا مرة أخرى نحو الثلاثية الإصطلاحية: (يسمع) (يقرأ) (يبصر)، وما تحمله كل واحدة منها من بعد ثقافي وحضاري وتحولات مرحلية كبيرة وعميقة الدلالة، حيث تتولى البشرية تبديل علاقاتها مع ذاتها ومع محيطها حسب الوسيلة الثقافية المستخدمة، مما يشكل تنويعاً في المصادر الثقافية. ولسوف أقف وقفات على عدد من الكتب التي حققت مبيعات عالية بمثال عربي ومثالين أمريكيين للتعرف على خصائص ظاهرة الأكثر مبيعاً وأبعادها، وذلك في مقالات تأتي بعد إجازة الحج – إن شاء الله -، وفيما بين ذلك سأقدم مقالتين تخص أمور الكتاب والاستقبال الثقافي.

 

-المؤلف: د. عبدالله الغذامي
-المصدر: جريدة الرياض: الخميس 29 اكتوبر 2009م – العدد 15102

أول قصة للكاتب العالمي : ارنست همينغوي ،لم تنشر

عباس محسن

لا يأس في عالم النشر
أول قصة للكاتب العالمي : ارنست همينغوي ،لم تنشر !!

نشرت الغارديان في يوم 27- سبتمبر/ ايلول /2013 خبرا للكاتبة ساندرا سبنسر مفاده ” ان الغارديان نشرت خبرا عن صدور كتاب عن الكاتب همينغوي وهو الجزء الثاني لمجموعة من رسائله والتي نشرت جزءها الاول في فترة سابقة ، وهذا الكتاب الجديد – حسبما افادت الغارديان – عبارة عن رسائل الكاتب المرسلة لأصدقائه ومعارفه في الفترة ما بين 1923-1925 ، “.ومن الجدير بالذكر ان هذا الجزء من الكتاب قد احتوى على رسالة ارسلها الكاتب إلى صديقه الكاتب والناشر دونالد ستيوارت،وقد ارسلت هذه القصة برسالة حملت تاريخ 15- ديسمبر- كانون الاول/ 1924 ، لغرض النشر إلى مجلة ( فانيتي فير) والتي رفضت برسالة من المحرر (فرانك كروين انشيلد) حملت تاريخ 22-يناير /كانون الثاني/ 1925 جاء فيها ما مفاده :” كنا نفكر منذ وقت طويل نشر مثل هكذا عمل قصصي ولكن الان نعتبره وقت غير مناسب ، ارجعها لك معتذرين عن نشرها ” وقد يكون السبب الاساس لعدم نشرها هو بإعتبارها قصة لـ ( كاتب مبتدئ) وغير معروف .وعلى الرغم من مرور ما يقارب على القرن من الزمان على كتابة هذه القصة ، الا انها تعد الاساس الاول وبداية المعرفة لأسلوب همنغوي الادبي.

ادناه النص الكامل لهذه القصة وهو من ترجمتي
ارجو ان تنال اعجابكم

حياتي في حلبة مصارعة الثيران مع دونالد أوغدن ستيوارت
قصة قصيرة لـ ( إرنست همينغوي )

لقد التقيت بـستيوارت عن طريق الصدفة ، في حلبة لمصارعة الثيران ، الوقت مبكر جداً لكن لقاء الصدفة هذا لم اعره أي انتباه ولم اهتم برؤيته . كان يبدو شكل اللقاء كأحد سكان لقاءات القارة الاميريكية ، حيث في اللقاء الاول يروي الفرد ومن يلتقي به عن أماكن بين الحين والحين تواجدهما وعن الساكنين في تلك الاماكن .
التعليق الأول الذي وجهه لي والذي بدأ فيه الحديث ، كان منه ، عندما كان اللقاء في الـ ( بلازا دو توروس ) في بامبلونا .
” أحترس ،” قال ستيوارت .” ذلك الثور مجنون ” .
كنت ، نوعا ما على معرفة جيدة وعلاقة طيبة بزوجة السفير الأمريكي في اسبانيا عندما كانت في جولتها الأوربية آنذاك ، لذا كنت على معرفة قليلة بما كان له من القاصدين من لكنته الأمريكية ، ان المقصود بصفة الثور هي الغضب الشديد .
” لا شي غير معتاد في الوضع الراهن “، قلت ، بينما كنت اختار الرمح المزركش البانديرلوني .
” هي الإثارة ، أليس كذلك” قالها ستيوارت.
كانت الجملة قليلاً متقاربة من اللهجة الاميريكية لذا لم أعط أي جواب ،اكتفيت فحسب بتوجيه إيماءة للعمال لفسح المجال لي فحسب وبدأت استعداداتي لأحرض الثور لمواجهته بالرمح البانديرلوني ، ولكن بينما كنت على تلك الحال من التحريض وصيحات الابتهاج والتهليل والتي تتعالى ، لاحظت امراً غير اعتيادي . عينا الثور اللامعتين كانتا محدقتين صوب ستيوارت . التفت نحو ستيوارت وقلت له بلهجة يملأها الرقة واللطف : ” أقول لك أيها الرجل العجوز .كن رجلاً عاقلاً وارجع لما وراء السور الحامي .”
” أقول لك ان ذلك الثور مجنون .” صاح ستيوارت.
في تلك الإثناء ، الجمهور رفعوا قبضات الأيدي متحمسين ، هاتفة بالتشجيع والصراخ على ستيوارت وهو يندفع مهاجماً قبالتي .
“نريد دون ستيوارت !” كانت النبرة الرئيسية والغالبة في نبرات الصراخ المتعالية والصادرة من الجمهور ، وحالما رأيت ارتباكهم في لفظ نغمة اسمه الأول وبنبرة اسبانية وهم يأخذون ستيوارت من اجل جعل احد أبناء البلد بطلا قوميا لهم .
” سلم لنا (دون) !” رجل ذو بشرة حمراء ، عظيم الجثة ، قالها صارخاً هذه الجملة بالقرب من أذني .
” ارجع لنا أموالنا !” . صرخ آخرون .
” ارجع لنا أموالنا ! وسلمنا دون !” انضم الرجل ذو البشرة الحمراء والضخم الجثة من بين اثنين من هولاء الصارخين .
” نريد دون ستيوارت ” . جزء من المضمار ملأ بصرخات بدأت تتعالى .
” أقول !” . عملاق اسباني ، يضع قرطين تتراقصان في أذنيه ويحرك مسدساً أوتوماتيكيا ، علا صوته ملعلعاً من بين الحشود .
” أقول لك سلمنا ستيوارت.”
في تلك اللحظة ، احدهم ألقى بثمرة طماطم ضربتني مباشرة في وجهي ، كنت مستندا بصعوبة والتفتت بعدها نحو الحشد .
رفعت يدي لأسكت الحشد ، وهو يبدو هادئ . أبدو إني لا زلت محافظاً على شعبيتي وبينما قمت بمسح بقايا ثمرة الطماطم الملقاة على عينيّ بوساطة منديل ذو نوع فاخر قد أعطي لي ، قررت ان أعطي الجمع درساً بليغا .
” رجال “، قلت ” حمقى ، أطفال” موظفا الكلام بلهجة قشتالية . ” أنا مجبر” .
أخذت هذه الجلبة أكثر من ربع ساعة لقول هذا الكلمة بلهجة قشتالية ولكني بإجادة تامة أرد على عجاجة الحديث والتي قوبلت بتصفيق علا أكثر ، حالما انتهيت من الكلام .
” دون ستيوارت، دون ستيوارت ، دون ستيوارت ” الشباب ذوي الصوت الخشن يصيحون .
الاسباني الكبير والذي يجلس بمقعد ورائي وتبدو على وجهه الحماسة الزائدة .
“دون، ” تكلم بصوت غير واضح . ” دون” بعدها امسك بحافة السياج في الحلبة ووجهه الأرجواني يقترب حتى صار قريباً جداً من المشهد . ” سيقتلهم ! سيأكلهم احياءً !”.
التفت ، انحنيت محيياً الجمهور بتحية يملأها الفخر والكياسة وأنا أضم بيدي السيف أما القماش الأحمر فمن اجل ستيوارت . أما ستيوارت فرد عليهم بكلمات من الشكر والثناء ولكن بصوت غير مسموع أو مفهوم – ربما بسبب الصراخ – . التفت نحوي ملوحاً لي ووجهه قبالة الجمهور .
” رجال !، مخنثون ! ،صغار ! ” بدا وكأنه يستخدم لهجتي الأندلسية . ” هل هناك طبيب في المنزل ؟”
متعب وبحالة مزرية ، وكأنه محاط بمجموعة من طلبة كلية الطب والزهور تغطي قدميه .
” أقول طبيب” قالها ستيوارت بصوت أجش .
جلس رجل .
” اعتقدتك تقول طبيب أسنان” أجابه بصوت ذو نبرة تذمر .
” ألا يوجد طبيب في هذا المنزل ؟” نادى ستيوارت .
” ندى، ندى” صاح احد الحضور . ” يوجد طبيب لكنه سكران “.
” الحمد للرب القدير” كلمني ستيوارت بصوت مفهوم ، ملتفتاً نحوي بسرعة .
” وأنا متدين عليم “
قلتها كي يعجب الرجل بحديثي .
نزع قبعته الديربية السوداء محيياً ، كلا ، تذكرت الآن لم تكن سوى قبعة اعتيادية ، ستيوارت لم يرتد قبعته الديربية مطلقاً في حلبة مصارعة الثيران. تبدو نازلة على عينيه . عندها بدأ ستيوارت يحي الجمهور .
” اقسم لك إني سأقتل هذا الثور أو هو الذي سيقتلني ،” تلفظ هذا القسم أو اليمين بلهجته القشتالية القديمة .كانت هناك موجة عارمة من التصفيق والترحيب لاختياره هذه اللهجة . التفت ستيوارت واظهر سيفه والرداء الأحمر قبالة الجمهور . لحظة موت صامتة عمت الإرجاء ، ” سوف يقاتله بيديه المجردتين ” صرخ احدهم .
بالخلف مني ، الاسباني ذو السحنة الغاضبة ، تراجع للخلف مذعوراً.
” سيقتلهم بالتأكيد” صاح بصوت كالعويل، ” سيأكلهم وهم أحياء”.
امسكني ستيوارت بأحكام من يدي .
” هلا بقيت بالقرب مني همنغواي ؟ ” .سألني .
نظرت داخل عينيه الرماديتين الصافيتين .
” للموت ، ” قلتها .
قفز ستيوارت بشكل مفاجئ إلى احد الجوانب .
” لا تفكر بتلك الكلمة ” قالها .
مشى ستيوارت بخطوات متسارعة نحو الثور الهائج والذي بدوره اندفع صوبه مهاجماً من الجهة المعاكسة له .لم ارّ مثل هذا المنظر منذ لحظة موت مصارع الثيران (غاليتو ) . كانت لحظة يملأها الارتباك والحيرة وقد وجدت صعوبة في إعادة تركيب هذه الصورة وأنا لا أتذكر سوى ستيوارت والثور الهائج ، يصارع بعضهما بعضاً ويرمي بعضهما البعض في أطراف الحلبة .وبعدها انتهى هذا المشهد وستيوارت يقف بالقرب من الثور الساقط على الأرض . قتله ستيوارت بيديه المجردتين، ومن دون أي سلاح .
صديق مسكين ، كان عبارة عن علامة من علامات الرعب ، أضلاعه مندفعة للخارج مثل هيكل عظمي يرتدي معطفاً . كان يحمل عضو البنكرياس في يده اليسرى. بينما وصلت إليه ، صبي صغير يعبر السور راكضا في الحلبة ، ثم التقط شيئاً من بين رمال الحلبة . حمله إلى ستيوارت والذي سريعا ما وضعه في مكان ما جانباً . لقد كانت أمعاءه ألاثني عشرة.
” من الأفضل ان تغتسل” قلت له بصوت واهن .
” لم يعد يجدي الأمر ، ليس ذا بال .” قال ستيوارت، ,بصوت خفيف .
عندما أفاق واسترد وعيه ،كنا مجتمعين حوله ، كان الجمهور يحاول ان يقتطع ملابسه التي يرتديها كقطع تذكارية ،جموع كثيرة تتقافز من سياج الحلبة متوجهة إليه .
” قل لهم ماذا فعلت لـ ( فيلاديفيا جاك اوبراين) ” همس بصوت خشن . لم أكن اعلم صاحب الاسم المذكور في سؤاله السابق .لكني رأيت ستيوارت بمشهد لن يخبو من ذاكرتي ، وهو يتقاتل مع الثور المجنون. ربما ادع ذاكرتي تستريح قليلاً ، لكن حمل ستيوارت بين ذراعي . وبأفضل الكلمات من لهجتي القشتالية القديمة والتي احتفظ بها لمناسبة عيد ميلاد ولدي الأول، البكر ، – وأنا أحتفل بعيده مولده العشرون – قلت له الكلمات .
ستيوارت فتح عينيه مرة أخرى بينما كنت أتكلم.
” اخبرهم ، يا فتى !” قال ” اخبرهم”.
بسعادة، الصديق القديم يردد الكلمات .

محاولة لايجادنا

ريمة العيسى

عند عمر العشرين غالبا ما نبحث عن ذواتنا أكثر نكون أوعى بما يكفي لنبدأ باكتشاف أنفسنا وبهذا الوعي غالبا ما نضيع. نفقد أصدقائنا ،لحظاتنا وأحلام الطفولة في هذه اللحظات أكثر ما نحتاجه هو تلك الاشياء التي أضعنها نظن أن التمرد على الواقع هو المنجي من المستنقع الذي ادخلنا نفسنا فيه في المراهقة في للحظات معينة نفهم أن المراهقة ما كانت إلا نحن كما نريد بل أكثر مما نريد ولكن بطرق ألطف وأكثر وعي أن تكون شخص واعي يفهم ما يريد دون أن يعي ما يريد.أفضل من شاب لا يفهم مايريد وهو يعي ذلك التفكير بلاوعي هو أجمل خصائص المراهقة .مجتمعاتنا التي تعمل جاهدا لتخرجنا من الحالة المراهقة إلى حالة الشباب والتي لاتفكر بشئ بقدر ما تفكر بكيف تخرج مراهق مازال يعيش الوعي بالاعي إلى شاب يعيش الاوعي بوعي أليس أخطر؟ لماذا تستعجلون الأناس بعبور مراحل نموهم؟؟ وكأن مجتماعتنا ينقصها لاوعي أكثر لاأعلم أتعلمون أم لا بأن الشاب العشربن يعيش في أغلب الأوقات حالة من الضياع النفسي عدم القدرة على مواجهة الحياة والتي لم يأخذ حقه في فهمها كما يشاء في سن المراهق بعادة مجتمعيا بحتة تقوم عوائلنا باغتيال هوايتنا بفكرت أنه أهم ما يجب فعله هو أننا سوف نندم ولأن الوقت يمشي ويسرقنا ويجب أن ندرس أما انا فقدم ندمت فعلا لكن ليس لأني لم أدرس بل لأني لم أكتب في كل اللحظات التي كنت أود أن أكتب بها هذا العام أعيش أصعب حالات ضياع وهو الضياع الواعي الذي يعرف الكثير ولا يعرف شئ لنعتني بمراهقينا كي يصلوا إلى وجود أنفسهم لا العكس.

الإنسان معجون بالمشاعر

خُلُودْ / قِديسّة

ستُتهم بالتمرد لمجرد أنك رفضت فعل أو قول ما أملوه عليك، وسيجعلون منك كائنًا مُضادًا للعاطفة المُبتذلة كونك لا تتعاطف معهم..!
ولأن الإنسان معجون بالمشاعر عليك أن تُدرك ذلك سلفًا بأنهم تُجار أحاسيس، يتداولونها كشيء ذي قيمة، وإن نقصتْ فالجحيم يُشرع لك أبوابه..!
عليك أن تكون أليفًا ككلبهم المُدلل.
لا تنبس بكلمة الآن..
بحق الله لا تفعل؛ لا تكن ما يريدونك.!

.

هايكوات سرية

عباس محسن

هايكوات سرية

صوتك حين تضحكين
عزف ناي لملاك
نسي طريق الرجوع للجنة

لازلت تائها
ابحث في كؤوس حانة عمري
الذي ضاع
وانا ابحث عن امرأة…
(امرأة تدعى معصومة)

صاحبة السعادة….
مرت عام اخرى
ولازلت اشعل شموع الميلاد (وحدي)

ولازلت سرا اقبل اسمك
حين اراه كمدمن نبيذ معتق في قبو مظلم
لا يفصل بيننا سوى الزجاج!!

– عفوا..
لاني اعلم انك في قلبك قلت لي
( شكرا)

الى:…
ولا تحسبن نسيانهم سهل….
بل احياء في القلب ينبضون!!!

زواج القاصرات

الهام صباح

زواج القاصرات.

من سلبيات الحياة المجتمعية في الشرق الأوسط ، هو زواج القاصرات.

فنلاحظ كثرة هذه الظاهرة في القرى والأرياف، والمدن النائية المبعدة عن تطور الحياة والنضج الفكري والحضاري الذي يواكب الحياة الميدانية في هذه الأجيال،إذا كان فقط يقتصر على فئات محددة لم تحصل على الوعي والتفكير الكافيين، ولم تعد شائعة في وقتنا الحاضر، لكن الاحصائيات للأسف تخبرنا عكس ذلك فاستناداً لآخر إحصائية نشرتها اليونسيف يتم زواج ما يقارب 39ّ000 الف قاصر يومياً وبأن أكثر من 140 مليون فتاة قاصر سيتم تزويجهن بين عامي 2011و 2020 وأن 50% منهن سيكنْ تحت سن الخامسة عشر، فبتغيير السنن القانونية وتشريع سنن أخرى ، فلا يتم تشريع ذلك بحق الفتاة ، لماذا ؟فنجزم بذلك أن الحروب والحرائق والمنظمات الإرهابية ،جمعيها أقل اجراماً، بالنسبة لهذه الجريمة التي تقتل وتعسف حقوق الطفلة وانتهاكها من ممارسة حقها الشرعي بالطفولة، وأيضا المراهقة فعالم المراهقة سيء جداً تكون بذلك الفتاة متقلبة المزاج ، أحيانا ً تمارس حياة الطفولة وفي حين آخر تكون امرأه ، لابد إعطائها حقها للعيش ،عند دحر وتطميس صوت المرأه ورئيها وتجريدها من حياتها بالتالي ، عند انجابها لايكن لها دور ايضا بالتربية والخ ، يؤدي ذلك لتعنيفها ، وستبقى إمرأه ثكلى تنظر إلى ابنتها دون حيلة ، وذلك اولاً بتجريدها من الدراسة والتعلم ، ومنحها الوعي الكافي لتكون إمرأه مسؤؤله عن نفسها أولا لاتكن عبدة وجارية لإنسان يسير بحياتها كيفما تشاء ، وبذلك نلاحظ الكثير الكثير من النساء تتعرض للضرب والإهانة لكنها لاتترك زوجها والسبب لاتقدر على المعيشة، والبعض يقوم بهذه الجريمة  تحت شعار مسمى ( الدفاع عن الشرف )  الذين لا يملكون شرفاً من الأساس ، أو تزويجهن تحت مسمى ومطابقة تزويج عائشة (رضي الله عنها ) من الرسول (صلى عليه وسلم ) لكن استنادا لحديث رواه البخاري ان عائشة تزوجت مابين 14و17، لكن هذا ليس مدلولا يسير عليه الجميع ،لاختلاف الحياة والبيئة والطبيعة، أما وجهه اخرى تتاخذ من العادات والتقاليد، ملجأ اخر لتفعيل هذه الجرائم، العادات والتقاليد ليس من خلق الطبيعة فهي تتغير أيضا بتغيير الحياة ولازلنا نعاني من هذه الجرائم المرتكبة بحق الفتاة.

نطالب بتشريع قوانين تحفظ حقوق المرأه وتطبق على هذا الواقع اللئيم فالحروب تنتهي بأتفاقية سلام بين هذه الدول وستنتهي، أما هذه الجرائم المرتكبة بحق الفتاة لاتنتهي إلا اذ توفر الوعي والإدراك الكافيين.

 

قصائد وسيرة الشاعر كارل ساندبرغ

عباس محسن

قصائد وسيرة
الشاعر
(كارل ساندبرغ)

1. قطعة نقدية

وجوهكم الغربية السحنة تقبع هنا على وجه المال
أنتما الاثنان اللذان تذويان هنا
شركاء في نفس الدرب
كتف ثور ناطح
وجه رجلٍ هندي مطأطأ
نحن الذين جئنا بعدما أنتم رحلتموا
مرحباً بأشكالكم على النيكل

أنتم :
لنا
الماضي.
الراكضون
على الارض العشية :
وداعاً.

2. في نافذة

إمنحيني جوعاً
آه يا أيتها الارباب التي تمنع وتمنح
العالم تحت قبضتها.
إمنحيني جوعاً ، ألماً والرغبة اليك ،
أبعدني خجلاً وإخفاقاً
من أبوابك الذهبية والمشهورة
امنحيني رثاثة الحال ،
تعبٌ موهن !

لكن أتركي لي القليل من الحب
صوتاً ليكلمني في أخر النهار
يداً ليلمسني في غرفة مظلمة
تشتت الوحدة الطويلة
في غسق أول النهار
يلطخ غروب الشمس
يتساءل الفرد ، نجمة المغرب
أندفع بقوة لأغير سواحل الظلمة
دعيني أذهب صوب أشكال النهار
وانتظر واعلم عن مجيء
القليل من الحب .

3 . ويفعلون ما يؤمرون

دمروا المدن
حطموا الجدران لقطع صغيرة
كسروا المصانع والكاتدرائيات ، المخازن
والمنازل
حولوها لركام من الحجر والأخشاب وسواد الاشجار المحترقة
أنتم الجنود ونحن نأمركم.
إبنوا المدن
أقيموا الجدران مرة اخرى
رمموا اكثر من قبل المصانع والكاتدرائيات ،
المخازن و المنازل
إلى أبنية من اجل الحياة والعمل
أنتم عمال ومواطنون متساوون
نحن نأمركم .

4.قمر وليد

طفلة متعجبة
قبالة القمر الشاحب
المشرق متأخراً في الليل
أشارت بإصبعها
صوب الشكل الأصفر الصامت البعيد
المشرق ما بين الاغصان
يخرج الضوء صامتاً من بين الاوراق الذهبية
تصرخ الطفلة بلهجة لسانها الطفولي : ” أنظر للقمر !”
وفي فراشها تخبوا للنوم
مع تمتمات عن القمر لازالت عالقة في فمها .

سيرة حياة الشاعر كارل ساندبرغ

• ولد الشاعر في غاليسبيرغ في 6-يناير /1878 وتوفي في 22 –يوليو/ 1967 ،من ابوين مهاجرين من السويد .
• يعد من أبرز الشعراء والكتاب والنقاد الامريكيين فقد حقق في حياته الادبية بثلاث جوائز ( بولتيزار) ، إثنان منهما في الشعر والاخرى لكتابة السيرة الذاتية للرئيس الامريكي ابراهام لينكولن ،فقد اهتم بكتابة سيرة الذاتية بشكل تفصيلي .إضافة إلى جائزة غرامي عام 1959 لأحد اعماله الوثائقية .
• بدأ العمل الأدبي كصحفي في الـ ( شيكاغو ديلي نيوز) وكانت منها انطلاقته الادبية ليكتب في أصناف الادب كافة ، وتيز في الوقت نفسه بجمع الكثير من الاغاني والتراثيات الشعبية .
• التقى بـ ( ليليان ستيشن) في مكتب الحزب الديمقراطي عام 1907 وتزوجا بعد عام، ومن الجدير بالذكر شقيق زوجته المصور الفوتغرافي المعروف ( إدوارد ستيشن) ، وقد كتب عنه كتاب حمل عنوان ( ستيشن المصور الفوتغرافي) – 1929
• من عام 1919 -1930 كتب ثلاث كُتب عن الاطفال إضافة إلى الكثير من الاعمال الادبية التي لاقت صداها آنذاك.
• عاش أيامه الاخيرة شمال ولاية كاليفورنيا إذ انتقل للعيش في شقة صغيرة هناك في عام 1945.
• أبرز اعماله الادبية هي ( قصائد شيكاغو) والتي ركزت على الحياة في هذه الولاية والتي قضى فيها أحلى ايام حياته محرراً في صحيفة ( شيكاغو ديلي نيوز) ، وقد وصف في قصائده المدينة بأوصاف تفصيلية حداثوية .
• معظم مجاميعه القصصية ذات جذور طفولية ، فهي بالاصل من الموروث الشعبي والتي كان يرويها لبناته ما قبل النوم .
• تجاوزت اعماله الادبية إلى 48 عملاً مختلفاً في صنوف الادب ،منها ( 41) صدرت في حياته ،أما البقية صدرت بعد وفاته ، ابرز هذه الاعمال :
قصائد شيكاغو -1916
دخان وفولاذ -1920
قصائد مختارة 1926
اغاني أمريكا 1927
قمر مبكر 1930
الطريق إلى النصر 1942
اغنية الريح 1960
العسل والملح 1963
أما ابرز ما صدر بعد وفاته فهو :
رسائل كارل ساندبرغ 1968
عبر رياح الفرحة –قصائد ساندبرغ قامت بإعداده مارغريت ساندبرغ -1978
كارل ساندبرغ في الافلام : شاعر في دور صامت من ( 1920 -1927) -1985
أما اخر ما صدر له – حسب بعض المصادر الادبية – فهو في عام 2007 وهو كتاب عن ابراهام لينكوان حمل عنوان :ابراهام لينكولن : مرج السنوات وسنوات الحرب .

ملف البراءة

شهد

ملف البراءة :
صدقتِ يا طعون أنا من حلقت بعيدًا
ولم أستقرْ يومًا في مكان ..
فأنا الظل في الضياء .
والعتمة بينَ النجومِ .
أنا من حلقت بِها أحلامها ،
فأخذتها إلى البعيد .
من أنا ؟
أنا ابنة العشرين عمرًا
والثلاثين نضجًا
والخمسينِ عطفًا .
أنا من قادتها مشاعرها إلى الهلاكِ !
أحبت بقلبها الغضي فقُتلت شابه.
سافرت طويلا ،
ارتحلت أكثر
وقطفت من كل قصةٍ ذكرى .
لكن لم أُقطفْ !
شاب العمر وأنا ظل لا يراه أحد
ونقطة أخر السطر .
كحرف الضاد جمّلَ اللغة كلها .
وتذمر منه الأعجمي بلسانه الغريب .
هذه أنا يا من سألتَ عني .
البخيل ماهو من اقصرت يدينه !
ولا هو بمن قصر لسانه بـ ( كلام الحبّ )
البخيل ياناشدين ترا حنا خابرينه
من اذكروا له الأمين واذنونه عليها صب

#شهد ♥️
@al_zwgh