“قتل الصمت بثرثرته الفارغة “

نوره بابعير

قصة قصيرة
.
“قتل الصمت بثرثرته الفارغة ”
كان يظن أنه يتحدث بطلاقة ، ظل يصرخ دائماً مقتنعًا بذلك الصراخ هو من يقوى على إيصال ما يريد أخباره ، أوهم نفسه كل ما يفعله متشبثًا في التصديق بما ينطق ، بل في الصوت الذي يخرج من حنجرته ، كلما يرغب بقول شيء يزداد في حدة نبرته متيقنًا فيَ استجابة إيصال غايته من كل رغبة ، مضى عليه من الوقت وهو مستغرقًا فيما يظن وهو بنفس الهاجس يتعامل مع رغباته في الحديث بشدة الصوت لا الفكر فيما ينطق ، لم يعد منتبهًا في ذلك الغرق والبلل الذي ابتلعه ، كان في عجبة الإرتياح الناتجة من فعلته هذه ، كان عالقًا في مفهوم أن الأشياء التي تعلو فيها الأصوات فهي مسموعة بحذافيرها ، ومرئيةً بتفاصيلها وحدة وضحوها أن حتم الأمر .

كان عدوة للذوذ للصمت ، يعتقد أن الصمت عن الكلام هو أنقطاع عن العالم بل عن ما يريد إيصاله من خلف ذلك الصوت ، فكل ما يختلج بداخله كان يحتم عليه بالزن نحو الصوت العالي لا الصمت الهادئ ، أصبح هاربًا منه ، فلم يعد يعطي لنفسك مساحة للصمت يعيد توازنه المفقود من ذلك القول ، ظل تائهاً في ضجة صوته لأقوال لم تصل بعد لكنه أصيبت الحقيقة بالعمى ، كان متعلقًا بالصوت لا بالفهم مما يتحدث به ، متعلقًا بالأنا الأنانية لا بالحكمة العقلانية لدى قول الآخرين له ، متعلقًا في فراغ الكلمات لا بما يملئها من المعاني ، لم يتبين معهُ الخديعة و الحقيقة التي كانت مخبأة خلف معتقداته المرتبطة بقوة الصوت لا بقوة الأسلوب بقوة النبرة لا بقوة العقل وفكرهُ ، كان يبحث عن فعل يحقق له ما يريد التحدث به دون أن يرى قابلية الآخرين نحو فعلهُ هذا .

كان يقتل العقل بصوتهُ العالي ، ويحجب الآخرين عن مسمعه كان يفسد على نفسه كل غاياته من تلك الأفعال المفعمة بإصرار الصوت لا بالمنطق فيما يفعله ، ظلّ غارقاً في عتمته ولم يتنبأ بذلك القصور منه ، حتى تأتيه لحظة الصمت الذي تخمد فيه شعلته الفاسدة ، حينها يستطيع أن يستعيد فيها ذاته الغائبة عنه منذ أن تخلى عنها ، ليدرك أن الصوت غير كافيًا في ترجمة المعاني نحو الأشياء هناك الكثير من الأشياء تحتاج إلى صمتك فيها ، حتى تستطيع تنجح في إيصال فكرها الناتجة من نضجها .

الرغبة في القوة نجاة

نوره بابعير

الرغبة في القوة نجاة

القوة أنك تضع من كل شيء دافع يحرك ساكنك إلى الإمام تظل في عجلة منك تليق بفكرك وقدرتك في الحياة ، حتى وأن كانت تلك اللحظات قد تغبر عليك بعواصف رياحها ، لكن أختار وجهتك فيها حتى تندفع بالوجه التي أردتها انت .

مشكلة الناس ، أنها لا تريد أن تفهم ذواتها بكثر ما تريد أن تفهم ذوات غيرها ، وهذا ما يجعل الوقت يمر على الكثير من البشر وهم لا يجدون شيء يفعلوا في حق حياتهم .

البعض يرى أن الفضول من علامة ذكاء تعطيه حق المعرفة رغم أن الفضول من الأشياء التي تتشكل على حسب سلوكيات الإنسان نفسه ، هناك من يجعلها فائدة في تنوير مسار حياته، وأخر يجعلها تنوره في حياة الآخرين .

أكبر فشل للإنسان أن إلى الآن لا يعرف القوة الحقيقية التي يعبر الحياة من جسورها بتوازن تام .

أعتقد أن الانشغالات في الأشياء التي لا تخصنا تأخذ من وقتنا عمق أفكارنا ، تصيب بالداخل العمى في فهمها ، ثم نظن أننا نعرف وتظل هناك فجوة قد تكون صغيرة بالفعل لكنها مهمة جداً في تحسين أداء ذواتنا إلى أفضل حال .

القوة من الأشياء التي تحتاج اهتمام الإنسان فيها حتى تكبر كما أعطاها من حقوق تفعيلها به سواءً كانت تخص داخله أو تعامله مع الحياة .

كل هذا يحدث مجرد فهم الإنسان للقوة ثم لنفسه ، كثير يخبرك بإنه يفكر ويتحدث ويعمل ويناقش لكن لم يتقن مواطن القوة في ذاته ، تجد هناك ظروف الحياة قد تطغي عليه وتفلت منه التوازن فيما يملك ثم يدعها تفعل به كما وقعت دون إي محاولة في تحويلها إلى صالحة .

غالبًا ما يغرق الإنسان هو غفلته المفرطة في التفاصيل الصغيرة يلتفت للأشياء الكبيرة دون أن يعيد النظر فيما جعلها تكبر بهذا الحد .

القوة تبني صفتها من الأشياء الصغيرة تضع تفاصيلها مثل البنيان ، حجرة فوق حجرة تبنّي لك جدار صامد التحمل .

القوة أختيار إنسان يرغب بالصمود في هذه الحياة لا يقبل بالهزيمة الفعلية ، بل يدرك أن الضعف هو الهزيمة الحقيقة في حياته كلها .

شراسة كائن

نوره بابعير

شراسة كائن

دائما يحدث الصراع بين الخير و الشر كما تنبت بذرته في الإنسان وتكبر ثمار العقل عليه . حتى تحدث تلك الشراسة بين استيعاب العقل فيما يفعل و عقل يرفض ذلك ، ثم يبقى الإنسان في متاهات عميقة لا يدري كيفية التخلّص منها وقد لا يشعر بها ، قد يكون رفيق الشر لا يدري إنه يفتعل الشر بين الآخرين يجد أنه عالقًا في قوة عظيمة تجعله دائمًا منتصرًا على غيره .

لذلك يقع في توسع دائم يقنع العقل أنه في معرفة واعية مطلقة في إختلاق الحلول لذاته .

أما الضحية التي تقع أمامه فهي تتآكل دون إي ذنب لها سوى أنها كانت مجردة من شراسة الشر في نفسها ، تراها دائما في جهد عميق لتثبت وقوفها في الخير هو الأحق من ذلك العراك مع غيرها في الشر .

لكنها تفشل لإن طغيان الشر على شخصه يجعله في مسافات بعيدة عنه ، لن تبين له ما يخرج منه سيئًا للغاية البشرية .

هل يدرك الإنسان أن للشر ملامح تجسد على شخصها؟ أو إنه يغفل عن تلك الملامح البائسة عليه ؟

أعتقد أن الشر أعمى لذلك من يغرق به لا يرى أين مكانه وكيف تلطخ بكل تلك الإساءات المؤذية لغيره . يبقى طائراً في سماء ظلماته يُظن قد أرتفع باسباب أحقية جعلته يتميز بتلك القوة رغم أنها تمثل التمرد الأخلاقي في سلوكياته ، لا يعلم أن الشر قد يجمد ضميره في الحياة ، يصبح سعيدًا بقواه وأنه يملك القدرة في تحقيق كل ما يريد .

لكن أحيانا أتساءل لِماذا يفقد الإنسان خيره ويرحب بشرهُ ومع ذلك لن تجد معترفًا يُرى ما يصدر منه شراً كما يراه دفعًا عن ذاته .

ربّما الشر يخلق من أنانية النفس في الحياة ، تجد نفسها جبروته فيما تريد متهاونه في معطيات الآخرين ، مفرطة في حقوق ذاتها ، متمردة في حقوق غيرها ، لا يعجبها سوى فكرها وفعلها ، وكان الأشياء تحدث لهاَ أولاً ثم يحدث ما يحدث للآخرين فليس مهمًا بالنسبة لها .

فيظل الخير لينًا فيما يحيط بالنفس و بالفعل وَ بالضمائر ، قد يملك الإنسان نفسًا ولكن ليس النفوس كلها صافية نقية من شوائب الشر .

التساؤلات تنفض غبار جهلها

نوره بابعير

لِماذا تطرق الأسئلة أبواب عقلها فتحل على شخصها كرياح تحرك الساكن من مكانها ، لا يستطيع أن يجهل شيئًا منها ، وكأنها الأجراس التي لا يمكن أن يسمع شيئًا من علو صوتها ، تبقيه في غمرة سؤالها منشغلًا لا يدري كيف يهدى إلا بالحصول على إجوبتها .

هل يعقل بأن التساؤلات هي من تحرك العقول الهادئة ؟ وما يغفل العقل عنه هو شيئاً متناقضًا بين أفراغ العقل و فكرهُ وبين استيعاب الانسان لذاته ؟

دائما تجد في التميز اختلافه ، وحينما تبحث خلف ذلك الجدار تجد أن بنيان ذلك الشخص كان مبنيًا على فضول المعرفة و الاستطلاع فيما يفيض فكره منها.

أعتقد أن التساؤلات هي الضوء الذي لا يُرى لكنها تحجب عنه العتمة التي تُرى بوقوع خطايانا في الخارج .

هناك من يلطخ الأشياء بتساؤلاته الباهته وهناك من يرمم بهتانها فيصنع منها جوهرها ، الخطيئة لست في السؤال نفسه بل في مفهوم الإنسان اتجاه تفعيلها في حياته .

تعجبني تلك التساؤلات التي تحدث مع حديث النفس وكأنها اختبار لا يليق بأحد سوى ذاتها ، تجد النفس لحظتها منغمسة فيما تفكر و تبحث و تفتش عن ما يفسر فهمها لكنّها متوازنة فيما يفيد عقلها ، تدرك أن غايتها التطوير ، لتخوض حيوات جديدة تنتظر ثمار عقلها من جذور نضجها .

حينما يبقى الإنسان في معزل عن الخارج لابد من أن يطرأ عليه تساؤلات تبحث عن أجوبتها ، وكأن تلك اللحظة تحاول أن تخبره بأن إنتباهه للأشياء الصغيرة هي من تعلمه الحكمة فيَ كبرها .

يتغير العقل حينما يجدد فكرهُ ويتقن فهمه ، ويتأنى على رأيه ، ليس من المهم أن تكون الاكثر قولًا أو الأكثر معرفةً أو رأياً ، الحياة دائمًا تعلمنا على عجلة احتياج الإنسان في أولوية حياته لذلك نحن بحور من تلك التساؤلات وكلما وجدنا فهمنا فيها تأتينا على هيئات مختلفة لتنور عقولنا بما لا نمر به لكننا أنصتنا له .

أفكار ناعسة

نوره بابعير

كيف يسيطر الإنسان على مفهومة للأشياء.
1-أن يعترف بينه وبين ذاته إذا كان لا يعرف شيء عن أمراً ما وأن لا يرفض المعرفة من قبل الآخرين الذين قد لديهم المعرفة الكافية فيها .

2-أن يكون صريح في معرفته ويكون الغرض منها الفهم الحقيقي لا التزيف خلفها حتى يستطيع أن يوسع مدارك فكره بوعيها .

3-أن يكون وَاسِع ، واسع بمعنى أن يتقبل الأشياء على أنها قابلة للاختلاف سواءً كانت من ناحية الفكرة نفسها أو الاجتهاد العقلي فيها لينتج له مفهومها .

4-أن يحسن انضباطه الفكري لها ، لا يجعل الأشياء دائما حقيقة من منظورة هو حتى لا يقع في قناعة زائفة ترغمه بها رغم إنه وقع فيَ خطيئة مفهومه لها .

5-قبل أن يتحدث يفكّر و يفكر ليَجِد رؤيته بوضوح .

6-معرفة الإنسان أنه بحاجة دائمة إلى التعليم قد تساعده بأن يسيطر على ذاته اتجاه إي أمر يحدث له و يشعر بإنه ليس لديه المعرفة المطلقة فيه .

7- نضوج العقل ينتج عقل واعي حينها يفهم الإنسان بعض الأشياء تحتاج إلى تجربته في الأخطاء قليلًا حتى يستوعب مدى الإدراك في تغيير وجهة أفكاره فيها .

8-يحاول أن يعرف الأسباب التي تؤدي إلى انفعاله نحو مفاهيمه لها ، ثم يفهم لماذا فعلت به ذلك الانفعال هل كان لتصديقة بمدى معرفته فيها أو بسبب جهله له ؟

9- إذا وصل الإنسان مرحلة عدم السيطرة والإفراط في تشويش مفاهيمه ، ضروري يتأنى في فكرها ، أحيانًا يحتاج الإنسان يرجع لخطوة إلى الخلف ليس فشل منه هناك أشياء تسبب فوضى في الفهم تحتاج دقة العقل فيها لأنها قد تخلق فهم ناتج عن خديعة العقل فيظن الإنسان أنه امتلاء بها ، وهو في الحقيقة فارغًا ، وهذه المرحلة لابد من تنبه الإنسان لنفسه ولذاته جيدًا حتى يستطيع إن يصلح ما جعله في ذلك الوقوع .

10 – أن يسأل نفسه ما غايته من ذلك الفهم حتى يهدى من قلقه أو انفعالاته التى لا مبرر لها سوى معرفة الإنسان تجاهها .

معرفة الإنسان لنفسه تساعده دائما في تطوير سلوكياته و انضباطه تجاه افعاله ، كلما تعلم زادت سعته وقلة سرعته في الوقوع بالأخطاء حتى وأن حتمت عليه الوقوع حينها يعرف كيف يحسن من ذلك الأمر فتجد لديه قابلية عميقة يتجدد فيها كلما شعر بحتاجه نحو معرفته .

تولستوي رائد الواقعية الملحمية

سلام التميمي

يُعتبر تولستوي أحد الأعمدة الذهبية السبعة التي يقوم عليها صرح الأدب الروسي في القرن التاسع عشر، وهؤلاء السبعة الكبار هم: بوشكين، وليرمنتوف، وغوغول، وتورغنيف، ودوستويفسكي، وتولستوي، وتشيخوف.
ولتولستوي أهمية عالمية، وتأثير عالمي واسع، يتجاوز حدود وطنه روسيا، فرومان رولان يؤكد أن أوروبا لم تسمع صوتاً كصوت تولستوي، كما يقول: إن طيبة وعقل هذا الإنسان العظيم وصدقه الفريد جعله مرشدي الأمين في فوضى عصرنا الأخلاقية. ويقول الأديب الفرنسي البارز، أناتول فرانس، إن تولستوي هو المعلم المشترك لأدباء أوروبا. أما الأديب الألماني توماس مان، فيؤكد أن قوة فن تولستوي تتخطى كل المقارنات. كما أن أدباء عالميين كباراً مثل جورج برنارد شو، وستيفان زفايغ، وثيودور درايزر، وغيرهم يعترفون بتأثير إبداع تولستوي في نتاجهم الفني.
وكذلك فإن تولستوي بدوره كان يسعى لأن يوطد على شتى الأصعدة ولمختلف الأغراض مكانة عالمية وصلات عالمية، فكانت له صلاته الأدبية مع عديد من أدباء العالم المشهورين، كما كانت له صلاته الفكرية والروحية مع مصلحين كبار أمثال المهاتما غاندي ومحمد عبدة، إضافة إلى صلاته على الصعيد التعليمي التربوي مع عديد من رجال التعليم والتربية الشعبية (على الطريقة التولستوية أو مايماثلها من المدارس التعليمية الشعبية).
إن واقعية تولتسوي الانتقادية تمتاز بشدة إيغالها في أعماق الواقع، والتصوير الفني الصادق للحياة، وتحري الحقيقة البسيطة دونما تزويق، كما تتميز إلى ذلك بتعمقها في العالم الداخلي للإنسان في حركته وتطوره وبقوة التحليل النفسي، وتصوير ديالكتيك الروح البشرية، وتطور الإنسان ضمن مجتمعه وعصره وبالانتصار الكلي للإنسان أينما كان.
ويوضح مؤلفا كتاب (( مدخل إلى الأدب الروسي في القرن التاسع عشر))، د. حياة شرارة و د. محمد يونس، أن أدب تولستوي يعتبر قمة تطور الواقعية الكلاسيكية (يقصدان الانتقادية) في الأدب العالمي، إذ لم يسبق للأدب العالمي قبله أن تعرف على التناقض الصارخ بين بذخ الطبقات العليا للمجتمع الاستغلالي، وبين الفقر والظلم الذي تعانيه الجماهير الفقيرة بتلك القوة المركزة، والدقة والصرامة التي يتميز بها أدب تولستوي، ويقولان أيضاً إن سر القوة العملاقة للواقعية الروسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يكمن في قدرتها الخارقة على كشف الطبيعة الاجتماعية – السياسية لروسيا القيصرية آنذاك، حيث تزايد الاستغلال الرأسمالي وأشتد مستنداً إلى بقايا الظلم العبودي وبشاعة النظام البوليسي القيصري الذي كان يؤجج في الجماهير شعور الحقد والغضب والاحتجاج، وتولستوي أحد أبرز أعمدة الواقعية الروسية قد عرَّى ذلك المجتمع بشكل لا نظير له في روايته ((البعث))، وينمو المبدأ الجمالي للواقعية عضوياً عند تولستوي إلى جانب واجبها الاساسي – الخلق الفني لحقيقة الحياة. الحقيقة هي البطل الرئيسي والمفضل لدى تولستوي، إذ بدونها ليس هناك جمال في الفن، وينسجم التصوير الفني الصادق للحياة كلياً عند تولستوي مع التوغل العميق في العالم النفسي للإنسان، وتمتاز واقعية تولستوي بشموليتها في كشف العالم الداخلي للإنسان في حركته الدائمة، وانسيابه في تغييراته وتناقضاته، إن تولستوي يرسم حياة بطله الروحية والأخلاقية والنفسية ضمن قانون التطور الديالكتيكي الذي تخضع له مراحل التطور الأجتماعي.
إن ما يقوله الباحثان اللذان كتبا أطروحتيهما في إبداع تولستوي، صحيح إلى حد بعيد، فإن واقعية تولستوي كانت قمة الواقعية الانتقادية، كما أن التغلغل في العالم الروحي والنفسي للإنسان كانت سمة من سمات واقعية تولستوي، إضافة إلى حلولها الأخلاقية (وذلك لعدم تفهم هذا الأديب للثورة واندفاعه نحو المفهوم التجريدي ((للحقيقة الاخلاقية الازلية))، وتعليقه الآمال الكبيرة على ((المملكة الإلهية)) داخل النفس البشرية). والحق، أن إبداع تولستوي الواقعي – الانتقادي كان محكوماً بقوانين اجتماعية موضوعية، لم تسمح له أن يلتحم بتيار الثورة الشعبية الاشتراكية، فإن اشتراكيته ظلت فلاحية، طوباوية، وظل تولستوي ((مرآة للثورة الفلاحية الروسية))، وتجسيداً للتعبير الأصدق عن ذهنية الفلاحين الروس ومطامحهم وتطلعاتهم.
إن الواقعية الملحمية، النفسية، التي امتاز بها إبداع تولستوي، قد وضعته مع دوستويفسكي في مصاف أبرز كتاب الواقعية الانتقادية في العالم أجمع، لقد شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر (وخصوصاً في إبداع تولستوي ودستويفسكي) أرحب انفتاح على دواخل النفس الإنسانية، وعالم الإنسان الروحي، الأمر الذي أسفر عن كشوف غاية في العمق في ظواهر وتطورات النمو النفسي للإنسان وثرواته الروحية وتكامله القيمي والأخلاقي، وترك تولستوي تأثيره في الأدب السوفيتي (في إبداع غوركي، شولوخوف، أيتماتوف) وفي إبداع عديد من الأدباء العالميين الكبار في أوروبا والولايات المتحدة، وتأثر بإبداعه وكشوفاته الواقعية العديد من الأدباء الواقعيين العرب المعاصرين .

الزّن في فن الكتابة ، فن لا يقاوم “

نوره بابعير

” الزّن في فن الكتابة ، فن لا يقاوم ”
الزّن في فن الكتابة ، تحدث الكاتب راي برادبيري بالطريقة المحتمة عليك بالذهول من قراءة نص
مشبع بجماليات الكتابة وماثوراتها عليك كقارئ.
هكذا قال ..
أنت تسأل ، مالذي تعلمنا إياه الكتابة ، كان سؤال كافياً ليحرك في داخلي العديد من المحاولات في تكوين الأجوبة المقنعة في قرارت نفسي .
ثم أكمل الإجابة للمرة الأولى ..
قال قبل أي شيء إنها تذكرنا بأننا أحياء ، وأن الحياة هدية ، وامتياز ، وليست حقاً. يجب علينا أن نستحق الحياة بمجرد أن نحصل عليها. الحياة تطلب أن نرد لها الجميل لأنها منحتنا الحركة .
كانت كفيلة بأن تعطيك الأحقية في تكوين معناها وتألقها بداخلك مجرّد قرائتك لها .
ثم قال ..
وحيث أن الفن الذي نضعه لا يستطيع ، كما نتمنى ، أن ينقذنا من الحروب ، والحرمان ، والحسد ،
والجشع ، والشيخوخة ، والموت ، إلا أنه يستطيع أن يبعثنا في خضم ذلك كله .
حديثه هذا يجعلك مفكراً فيما يكتب ليفهمك بأن الكتابة تستطيع أن تخلق من وحي فكرك وتأثيرك عليها ثم تهذب فيك خيارها لتصبح ذُو فنً رفيع بما تملك من الاستشعار إليها ، لم يكتفي بذلك
كان مفرطًا في وصف واختلاق مسارات للإجابة .
فكانت الثانية تقول ..
الكتابة منجاة ، أي فن ، أي عمل جيد ، هو بالتأكيد منجاة عدم الكتابة ، بالنسبة لكثيرين منا ، يعني
الموت .
تطرق لزاوية أخرى ليوصف لك الإحتياج الممكن من سيرك في الكتابة أو الزّن في صناعة الإبداع من خلالها .
سواءً تشكلت بك أو تشكلت منك فهي ذَات تأثيرعالي بما يخص ميولك لها أو تكوين الصورة المتلائمة
معك .

ثم كانت الأخيرة فيما يقول ..
يجب علينا أن نتسلح كل يوم ، مع إننا نعرّف – على الأرجح – بأن هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها
تماماً ، ولكن علينا أن نحارب حتّى لوكان ذلك لجولة صغيرة . إن أقل جهد تبدله للفوز يعني في نهاية
اليوم ، شكلاً من أشكال الانتصار.

كانت وصية ثمينة لمن يريد الخوض في عوالم الكتابة أو في تحمّل مشقات الزّن في فن الكتابة .
يبقى هذا الكتاب مفخم بالجماليات المفروضة على كل قارىء ، لابد من تحريضها في إتقانه
كما أنها تجعله غارقًا في انصاف نصوصها بين وقفة فكر ووقفة شعور وبينهما تكوين يبني بداخله القدرة الكافية في ممارسة الكتابة رغم عنه .

النهاية..
يظل هذا الكتاب مهم جداً لكل من يهتم بالكتابة أو محاولة الكتابة أو المتعة في سلك الكتابة ،
تجملك بالقراءات المحاطة بها؛ لأن كل المعاني المقصودة به هو الزّن ، الزن في الكتابة حينها تفهم الإصرار الذي يلازمك من بعدها ،هو نتيجة الرغبة في تحقيقها أي تجبرك على غزارة الإنتاج الأدبي دون إستثناءات ، تجد أنك تفعل وتنفعل وتفرط وتنفرط بك كل الوسائل نحوها ، حينها تفهم النهاية من تلك الفوضى هو إعلان صحوتك تجاه الكتابة .

منابت العقول فوق حقولها

نوره بابعير

منابت العقول فوق حقولها

1-الإنسان لابد من أن يفهم المعنى الحقيقية لمفهومة عن التطور حتى يقدر يفعل الفهم ويوظفة في تطوير حياته التغيرات من أهم الاحتياجات الذاتية للإنسان حتى يتنبأ بذاته . أي تغير يحدث معك هو تطوير كثير من الناس تقدر تطور من نفسها لكن قلة منهم تحافظ على وزنية تطويرها أو اتساعها بالشكل الصحيح .

2-في أشياء مهمة يحتاج الإنسان فهمها ” أن ما يطورك قد لا يطور غيرك ” فهي مسألة ترابط بين مدى الإنسان واحتياجه لها ” ما تجهله أنت قد يعلمه غيرك وما تعلمه انت قد يجهله غيرك ” النتيجة هي الاختلاف في النهاية ، إذا وصلت الاختلاف معناته تفعيلك في التطوير ما زال حي بينك وبين الآخرين .

3-التطور هو منابت العقول فوق حقولها ، أحيانًا انت ما تتعمد في بحثك عن التطور لكن تمتلىء به من خلال تجاربك اليومية اختلاطك مع الآخرين من قراءاتك في الكتب من بيئة عملك من وقوعك في فشلك من قوة نجاحاتك تكون انت ما أجتهدت فيه لكن فجاء تشعر بنفسك أنك انغمست في تغيرات جديدة إضافة لك خبرة مختلفة عنك تماما و هذا الإختلاف قد لا يشعر به الآخرين إلا إذا إختلفت مع فكرهم هنا يكون صار في لفت أنتباه التغيّر بين الطرفين . لكن طبيعة الإنسان يشعر بتغيراته منذ وقوعها به ويدرك إذا كان هو في طريقة الصحيح أو في متاهات فكره لتطور حياته .

4-أحيانًا أشوف تغير مفهوم الناس في التطوير الذاتي تجاه الحياة إختلفت يرون الأشياء من زاوية نظرتهم وفكرهم وقناعاتهم و خطواتهم و يرفضون التوسع العميق المبني على فهم الإنسان له ” التطور حاجة عميقة تحرض الإنسان على مجارات تحقيق ذاته في نتيجة حقائقها به ” أكثر المشاكل التي تصيب الآخرين هي المفارقات الفكرية و الأولوية ، هذه من الأشياء التي تعيق العقل على استيعابه للعدد الهائل من الناس ، وقتها تصير هناك تصادمات بين مفارق العقل وفكرهُ ومفارق الفهم و احتياجهُ . الفوارق إذا لم تفهم بالشكل الصحيح تقتل الوعي الكافي و نضوجهُا فيه .

5- الناس تحتاج أنها تهون المفاهيم في حياتها ولا تهولها حتى تتعايش مع ظروف الحياة و إختلاف ناسها ، البعض يرى تطويره الذاتي يغلب تطورات الآخرين إليه ، يصبح رافض لإي فكرة جديدة أو مختلفة عنه . كذلك المتعلم يرى أن علمهُ كافياً بإن يكون واصل الإكتفاء المعرفي هذا خطأ كبير ، التطور ما يرسم لك الحدود ، كثير من الناس تعلمت من الحياة ما علمتنا إياه قراءة الكتب الموضوع يحتاج توازن في وعينا للأشياء وللحياة بصفة عامة ، أغلب انعدامنا في تطوير حياتنا هي عجلة أفكارنا و فرضها على الآخرين .

6- أعتقد في مسألة التطوير أن الإنسان مطور بفطرته فقط يحتاج إلى تركيز نحو ذاته حتى يستشعر بما يملكه من قدرات ، لا يمكن لإي إنسان أن يبقى على ماهو عليه منذ الصغر حتى الكبر .

التطوّر يحتاج إلى رحابة في الفهم والتأني بالمقصود إذا عملت على إشباع عقلك بالمعرفة التامة تلقائيًا تنتج من وعيك ثمارك .

ماذا قالوا عن الكتابةَ والقراءة ؟

نوره بابعير

ماذا قالوا عن الكتابة و القراءة ؟

تختلف مفاهيم الكتابة و القراءة حسب نظرية
أصحابها . كما إن الكتابة تعتبر من احدى الفنون
التي يقام عليها صنع ابتكارها من قبل الكتّاب والمواقف
و المشاعر و الخيال و الفكر اتجاهها .

لنرى ماذا قالوا الكتّاب عن الكتابة و القراءة بآرائهم
المختلفة عن بعضهم البعض .
أختلاف الكتّاب كان يَضَع لنا أتساع المجال في الكتابة و
لا ينحصر عليهم بل ما زالت الكتابة و القراءة تختلف مع عصور كتابها وقرائها .

لنرى ماذا قال ” جانيت وينترسون
عن الكتابة الإبداعية :
1. لا يهمني ما يدور في رأسك، لأنه إذا لم يُكتب على الصفحة فلن أوليه أي اعتبار. إن الاتصال بين عقلك وعقل القارئ هو اللغة، والقراءة ليست عملية تخاطر .
2. لا يعنيني ما إذا كانت النصوص التي ندرسها تروقك أو العكس، ففكرة الإعجاب أو عدمه هي أمر شخصي بحت وقد يخبرني هذا شيئًا عنك إلا أنه لا يخبرني أي شيء عن النص. وإن كنت تعتقد أن شيئًا أما الكتب التي لم تكتب بصورة جيدة فاطرح علي أفكارك وأقنعني، وإن  كنت تعتقد العكس، فأقنعني أيضًا! تعلّم من كل ما تقرأه، ثم أفهم كيف تتعلم من كل ما تقرأه، فضلًا عن كل هذا اقرأ، إنني أستخدم في حصصي النصوص وأنا على يقين من أن طلابي لم يدركوا ذلك جديًا، فأنا أريد لهم أن ينظروا إلى سعة العالم عبر الكتب والأفكار والخيال. وأنا أبذل جهدي كي أعيد تشكيل علاقتهم باللغة وطرق استجابتهم لها .
3. الكتابة هي علاقة حب وليست متعة فردية. باستطاعتك أن تكتب عن أي شيء تريده، بشرط توفر الإتصال بينك وبين المادة .
4. لا تستمع لأي نصيحة ممن لم يكتب وينشر مقطوعة أدبية بالغة الروعة. “لقد كان عزرا باوند محقًا”
5. كما قال الكاتب ” هاروكي مورالحامي ”
عندما لا أكتب أصبح لاشئ ، بل أشعر أن وجودي الإنساني يتلاشى . أختصر الكتابة بأنها هي كل شيء بالنسبة له ولا يستطيع العيش بدونها .

أما الكاتب “وليم زنسر “يقول على الكتّاب أن يكتبوا
شيئاً طازجاً شيئاً لن يعرف المحررون و القرّاء أنهم يريدونه حتى يقرأوه ، كان يميل للاختلاف وأن التكرر ليس مهم بل الشعور بحتياجهم لهذا النصّ هو الأهم من مضمون الكتابة .

أما الكاتب “فرناند وبيسو ” قال أن الأدب هو الدليل على أن الحياة لا تكفي . وهذا يعني أن الكتابة بالنسبة له هي حياة أخرى لابد من وجودها بحياته .

أما الكاتب ” عزرا باوند ” أعتقد أن على الفنان أن يبقى في حركة مستمرة انت تحاول إن تترجم الحياة بطريقة لإيملها الناس ، وتحاول ايضاً تدوين ماترى . رؤيته للكتابة كان فن لابد من الكتّاب الإبداع فيها أن لم تستطيع إتقانها فلا تجعل الآخرين يشعرون بملل قرائتها.

أما الكاتبة “اليس مونرو ” قالت أحب الكتابة بطريقة تخيف الناس قليلاً .

أما الكاتب ” كريستوفر مورلي ” قال أن الصعوبة هي أن نتعلم كيف نفكر ، أما الكتابة فستتكفل بنفسها . حاول أن يظهر لنا أن أصل الكتابة يعتمد على تفكيرنا اتجاهها .

أما الكاتب “رولان بارت “قال الكتابة تحول المعرفة إلى احتفالٍ دائم . فهذا يعني أن الكتابة تستطيع أن تحفظ لنا المعرفة في كل زمان و مكان .

فهي كصندوق الأمانات لا تتلاشى إلا بإذن كُتابها أكتفي بهذا القدر من آراء الكتّاب عن الكتابة رغم أن هناك العديد من الاّراء تكمن في جوف الكتّاب وما أودّ قولهُ بالمختصر عن الكتابة ، هي تشكل على حسب أفكارنا و مواقفنا و مشاعرنا

الإتقان يأتي من الشغف و الشعور في ممارستها ، كما أنها
تستطيع أن تسيطر على حياتنا فتصبح جزءً مهم لدينا ،نحن الكتّاب لا نمل من صنع الكتابة بل كل ما ننتهي من نصاً ، نجد أنفسنا تفكر في كتابة النص الأخر.

التساؤلات التي دائماً يتعرض إليها الكاتب من خلال الآخرين عن الكتابة ، دائماً نشعر بالعجز في ترتيب الإجابة وربما السبب الأساسي في هذا الشتات لأننا نحب هذه المهنة نراها تجزء من حياتنا اليومية فكيف لإحدى ما يسألك عن عادة تفعلها يومياً ؟

لذلك إلى الآن تتنوع الاّراء اتجاه هذا السؤال و إلى الآن لا أعتقد أن الذين يتسألون عن الكتابة لم يشعرو بما نمر به من ملامحنا و نبراة أصواتنا .

لهذا الكتّاب مدركين جيداً بما يفعلوا وبما لا يشعرون به الآخرين عن حب الكتابة والاهتمام بها والهوس فيها .

أما الآن سوف أقتبس من الاّراء للكتّاب بما يختص عن
القراءة .. وماذا قالوا عنها ؟

قال الكاتب “عباس محمود العقاد ” ليس هناك كتاب اقرأه ولا أستفيد منه شيئاً جديدًا، فحتى الكتب التافة أستفيد من قراءتها ، أني تعلمت شيئاً جديدًا هو ماهي التفاهة ؟ وكيف كتب التافهون وفيما يفكرون .

كان يحاول يثبت لنا أن لا شي يمر من عقلك دون أن يضع في داخلك معرفة تبقى في ذهنك حتى وأن كانت تافة سوف تستفيد منها بكل الأحوال .

أما الجاحظ ” كان يصف الكتاب بكلماته الراقية دليل على أهمية القراءة بالنسبة له فقال الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك والصديق الذي لا يقليك والرفيق الذي لا يملك و المستميح الذي لايوذيك والجار الذي لايستبطك والصاحب الذي لا يريد أستخراج ماعندك بالملق ولا يعاملك بمكر ولا يخدعك بالنفاق .

أما الكاتب “جون لوك ” قال التفكير هو الذي يجعل ما تقرأه ملكا لنا . ولو نلاحظ أن التفكير هو الرابط المشترك بين الكتابة و القراءة ، كلاهما يعتمدان على مفهومنا اتجاهم .

أما الكاتب “مالكوم أكس ” قال لقد غيرت القراءة مجرى حياتي تغييراً جذرياً ولَم أكن أهدف من ورائها إلى كسب اَي شهادات لتحسين مركزي وإنما كنت أريد أن احيا فكرياً.
سُلط الكاتب الضوء على أهمية القراءة في حياته وهي نقطة مهمه لتحولها للأفضل.

أما الكاتب ” هاروكي موراكامي” قال لا أندفع في القراءة كأنني في سباق بل أعيد قرأه الأجزاء التي أعتقد أنها الأهم حتى أفهم مغزاها .

أما الكاتب ” أحمد توفيق ” قال القراءة كتاب رسم ممتع في الفراش على ضوء الاباجوره الدافئ ، كوب من الشيكولاتة الساخنة كذلك ، كأنها نخاع مذاب يتسرب إلى عظامي ، أن الحياة جميلة ، متعة بسيطة كهذه تجعلها جميلة . كأن الجميع يرسم لنا القراءة بأيطار مختلف وكأنهم كانوا يتسابقون لتُزين القراءة في اذهاننا حتى ننجذب إليها رغم أنهم إتفقوا في أهميتها و تغييرها لحياتهم و لحياتنا .

نعم للكتابة و القراءة طقوس تختلف على حسب
شخصياتنا و افكارنا ، كما إن للخيال نصيب من الكتابة ، والإبداع يخلق من التجارب وهذا المجال الكل يستطيع فعلهُ ، ولكن يعتمد على الإتقان في إختيار الكلمات و طريقة سردها ، لإن القارئ الجيد يحب الأشياء التي تلامس داخله ، ولا يحب بهتان الكتابة التي تشعرهُ بالملل .

فلذلك على الكاتب إن يشعر بما يكتبه ويعلم جيداً الطرق المناسبة لإيصال ما يكتبه للقارئ ، لإن الكتابة والقراءة لهم علاقة في طريقة الكاتب وتقبل القارئ ، نصيحة للمبتدئين ، انت ككاتب لا تكتب الكلام الذي يعجز القارئ فهمهُ ، لأنك انت لا تحارب القارئ بقدر ما تحاول إيصال المعلومة لديه ، وقد تساهم بالفائدة له مستقبلاً ، وأما نصيحة القارئ ، لا تقرا لتنتهي من قراءة الكتاب فقط دون إن تفهم المعنى حاول قراءة الشيء حتى تستطيع أن تفهمه ، لإن القراءة تعني المتعة و الفهم و الفائدة وليس العدد في الكتاب التي قمت بقرائتها .

النصيحة الاخيرة :
لا خير في كاتب لم يفهم ، ولا خير في قارئ لايعرف يقرأ ، تذكرها دائماً .

“عالم الكتابة والكتٌاب ”

للكتابة طقوس مختلفة تحمل الكتّاب على أكتافها ,هُم
يعيشوا ، في مراحل تساهم في نمو الكتابة
الإبداعية .

المرحلة الأولى :
هي أول تجربة في الكتابة لم تكن راضيًا  عنها كل  الرضى ، و هذه التجربة لم توصف بالفشل بقدر ما تسمى
بالقوة ، لأنها تضع في نفس الكاتب المقاوِمة و إختلاق
المحاولات في التجربة بشكل أوسع ، ولكن هذه المرحلة
جداً رائعة لأنك انتقلت إلى مرحلة مختلفة تحملك إلى
عالم مختلف اتجاه الحياة ، و ايضاً اتجاه شعورك و فكرك .

أما المرحلة الثانية :
فهي تصبح الكتابة أكثر اتزانً في اللغة و إختيار مواضيعها ، هنا يظهر فن الكتابة لدى الكاتب لأن فنون الكتابة تدل على ارتياح الكاتب كما أن الكلمة الأولى تحمل في طياتها نهاية
النص.

أما المرحلة الثالثة :
متعة الكتابة ، هنا قد يخلو الكاتب من عوائق الكتابة و
ضعف نصها ، بل يتمتع بشعور الشغف و الانغماس في لذة الكتابة كلما أنتهى  من النص يشعر بأن لدية مهمه أخرى في كتابة أمراً آخر .

دائماً يشعر أن هناك أناس يحتاجوا لقراءة ذلك النص
المجهول الذي لم يكتب بعد .

النهاية :

الكتابة كالماء حينما تجري في النهر ، فالكاتب المفكر دائماً كلماتهُ تجري بين قلمهُ و اوراقهُ . أن للكتابة متعة و للقراءة ايضاً متعة ، لا يدرك هذا العالم المختلف و الممتلئ من
الفنون و الفائدة العظيمة سوى المحب بشغف في هذا
المجال .

لا يمكن لكاتب يكتب بلا شعور ولا يمكن لقارئ يتلذذ بمتعةما يفعل إذا لم يشعر بقيمة ما يفعل .

إذا كنت تمتلك القدرة الكتابية و الفكر العميق والشعور  بأدق التفاصيل ، هنا تستطيع أن تدخل هذا العالم من
أوسع أبوابه  دون أن تمل منه ، بل سوف تغرق به كلما أعطيت و كلما شعرت بحجم ما تقدمه من زاوية الكتابة و القراءة .

كيف تعرف نفسك وتصل إلى إمكاناتك الكاملة

نوره بابعير

– أعرف نفسك
كيف تعرف نفسك وتصل إلى إمكاناتك الكاملة
-جوردان بيترسون -Jordan Peterson

قال : جوردان بيترسون
كان لدى الإغريق قول مأثور ” أعرف نفسك ”
كيف نتعرف على أنفسنا من حيث شخصياتنا والأهم من ذلك إمكاناتنا؟ إحدى أهم الطرق للتعرف على نفسك هو بأن تدرك أنك لا تعرفها .

يمكنك أن تتعلم مراقبة نفسك نوعًا ما كما لو كنت تراقب شخصًا غريبًا . لكن عليك أن تتبنى موقفًا ، أود أن أقول أنه موقف ناتج عن التواضع الشديد . التواضع من ناحيتين ، أحد الناحيتين هو التواضع الناتج عن اعترافك بجهلك .

لذلك عليك أن تدرك أنك لا تعرف من تكون ، وهذا ليس شيئًا يسهل إدراكه ، لأنك تعتقد أنك تعرف ، لكن بعد ذلك ، تتذكر أنك لا تستطيع التحكم في نفسك جيدًا ، أنت لست منضبطًا جدًا ،

ربّما لا تعرف نفسك كما تعتقد . لكن من الصعب أن تخفض نفسك بما يكفي لفهم مدى عمق جهلك بنفسك . الآن هناك جانب إيجابي لذلك أيضًا ، وهو أنك تجهل أيضا من قد تكون . وبالتالي ، فأن اكتشاف ذلك يعد بمثابة مكافأة على رعب تحديد هويتك بالفعل .

ثم سأقول ، حسنًا ، راقب نفسك .

راقب نفسك وكأنك تراقب شخصًا غريبًا . راقب ما تقوله وتستمع إليه .فكر ، إي نوع من الأشخاص سيقول ذلك . وكيف أستجيب عاطفيًا عندما أتواصل بهذه الطريقة ؟

هل هذا يجعلني أشعر بأنني أقوى ، أضعف ؟ هل يملأني هذا بالخجل والعار ؟ هل هذا يساعد ثقتي بنفسي ؟ هل أكذب كذبة ؟ هل أخذع نفسي و الآخرين ؟ هل أتبنى هذه الشخصية في حفلات مصممة لإثارة الإعجاب و التسلية ، ويبدو الأمر على أنه لا شيء سوى نرجسية متمحورة حول الذات ؟ ما هي خيالاتي المظلمة ؟ ماهي خيالاتي العدوانية ؟ ما الذي أرغب في فعله ؟ ما الذي أنا مهتم به ، حتى أتابعه بشكل تلقائي ؟ ما الذي أؤجله ولماذا؟ ما الذي لا أرغب في فعله ؟ ما الذي أعتقد أنه جيد ؟ ما الذي أهنئ نفسي على إنجازه ، وما الذي أوبخ نفسي لفشلي في مواجهته وتنفيذه ؟ هذه كلها أسئلة معقدة بشكل لا يصدق . وانت لا تعرف الإجابات عليها . إذن ،

هذه بداية . ثم فيما يتعلق بالإمكانيات ، ستكتشف المزيد عن إمكاناتك عندما تكتشف ماهيتك ، خاصة الأجزاء المظلمة من نفسك ، لأنك تكتشف بعد ذلك إمكانياتك للقيام بالفوضى و التخريب . توجد بعض الفائدة الحقيقية في ذلك .

اكتشاف أنك خطير ، إنه اكتشاف مفيد . إنه في الواقع شيء يقويك ، لأن أول شيء يمكن أن ينتج عن إدراك كهذا في الواقع ، هو الطموح لدمج هذا الخطر في شخصية أعلى مستوى ، تلك الخطورة في الشخصية عالية المستوى ، ويمكن أن يجعلك ذلك عنيدًا ، يمكن أن يجعلك ذلك شخصًا يستطيع أن يقول ” لا ” عندما يجب أن تقول ” لا” يمكن أن يجعلك ذلك شخصًا لن يتجنب الصراع الضروري ، وهذا مفيد بشكل لا يصدق . وهذه واحدة من الإمكانات التي قد تكتشفها .

الشيء الآخر الذي تفعله لا كتشاف إمكاناتك هو ، هو أن تتحدى نفسك .القاعدة الرابعة في كتابي 12 قاعدة للحياة ” هي قارن نفسك بما كنت عليه بالأمس وليس بما هو عليه شخص آخر اليوم ، وهذه طريقة جيدة لبدء ذلك . ألقِ نظرة على نفسك وفكر في الأشياء غير الجيدة التي يمكنك تحسينها ، التي يجب عليك تحسينها وفقًا لمعاييرك الخاصة ، والأشياء الأخرى التي عليك تحسينها . وحدد لنفسك هدفا صغيرا.

كما تعلم ، ربما لا تدرس على الإطلاق في جامعتك . أو ربما كنت في العمل ، ولديك هذه الرزمة من الأوراق على المكتب ، ولم تنظر إلى هذه الرزم المكدسة اللعينة منذ شهر ، وأنت تعلم أنه ينبغى عليك أن تقوم بذلك . وأنت تزعج نفسك في الليل لأنك تتجنب ذلك . ربّما تعتقد ، حسنًا ، لقد تجنبت هذه الكومة من الورق تمامًا لمدة شهر واحد .

أنا جبان تماماً عندما يتعلق الأمر بأي ثعابين قد تكون مخبأة في تلك الكومة من الورق . ما رأيك أن أضع مجموعة الأوراق هذه أمامي على مكتبي غدًا ، وألقي نظرة سريعة عليها لمدة 15 ثانية ؟

سأنظر إذا كان بإمكاني فعل ذلك . يبدو الأمر كما لو أنك وضعت لنفسك هدفًا للتحسين ، لكن هذا هدف متواضع لآنك هل أنت حقًا شخص جبان ، لدرجة أن أفضل ما يمكنك القيام به بعد شهر من التجنب ، هو النظر لمدة 15ثانية إلى رزمة الورق ؟

أتعلم ، هذا شيء كان يمكن القيام به بسهولة . ولذا قد يكون هذا الوضع كئيبًا ورهيبًا ، وقد تفكر قائلًا ، حسنًا ، هذا لا يقوى ثقتي بنفسي ، هذا لا يعزز من قوة أناي وذاتي ، أن يتم تعريفي على أنني شخص لا يمكنه تحمل النظر لمدة 15 ثانية إلى الشيء الذي أخاف منه . وبالتالى هذا أيضا شكل من أشكال التواضع .

يبدو الأمر كما لو أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتحسين نفسك ، وأنت تعرف ما هي . وهناك خطوات صغيرة يمكنك اتخاذها ، التي قد تتخذها، ومن شأنها أن تضعك في هذا الاتجاه . وهكذا السؤال هو ، هل انت ناضج بما يكفي لاتخاذ تلك الخطوات الصغيرة ، كما تعلم ؟ هل أنت قادر على التعامل مع حقيقة أنك ملىء بالعيوب من الأساس ؟

لدرجة أنه يتعين عليك تقسيم الأشياء إلى خطوات صغيرة للغاية من أجل التعامل معها ؟ الجواب على ذلك هو ، نعم أنت كذلك . معظم الناس لديهم أشياء يتجنبونها ، ويخافون منها . لذلك أود أن أقول إلى حد ما ، يشترك الجميع في هذا .

يختلف الناس في الدرجة التي يقهروا بها مخاوفهم ، وتقابل من وقت لآخر أشخاصًا منضبطين بشكل غير عادي . لكن في معظم الأوقات يصبحون منضبطين بهذه الطريقة بالضبط ، من خلال التحسين التدريجي البطيء . وبعدها تتحدى نفسك .

تسأل نفسك : هل يمكنني القيام بهذا ؟ هذا سيكون أفضل . وتكتشف الإجابة ، ثم تفكر، حسنًا ، هل هناك شيء أكبر قليلًا وأكثر تحديًا ، يمكنني القيام به ويجعلني أصبح أفضل ؟

وتجري هذا الشيء وتكتشف الإجابة . وأثناء تجربته واكتشافه ، تتحسن بشكل عام في ذلك ، وبعد ذلك يمكنك مواجهة تحديات أكبر و أكبر . لهذا السبب أقترح عليك أن تتحمل المسؤولية عن نفسك ، هذا جزء من الوقوف بشكل مستقيم مع كتفيك للوراء ، الأمر يشبه مواجهة العالم يا رجل فقط على المستوى الذي تستطيع التعامل معه .

أتعلم ، عندما تكون جاهلًا ومنحازًا ، ولديك عيوب شديدة وغير ناضج ، هكذا يبدأ الجميع . أنت لا تريد أن تقضم أكثر مما تستطيع مضغه ، لكن هذا لا يعني أنك لا تستطيع أن تصارع جزء من الواقع ، جزء صغير بما يكفي بحيث يكون لديك فرصة جيدة للنصر .

وبعد ذلك تحقق النصر على جزء صغير من الفوضى ، ثم تصبح الشخص المنتصر على الفوضى . أنت مجرد مبتدئ ، لكن هذا ما أنت عليه . وبعد ذلك ربما يمكنك أن تصبح بارعًا بشكل لا يصدق ، وربما يمكنك الانسجام مع ذلك ، القدرة على إعادة صياغة النظام الاستبدادي إلى حالة من الفوضى ، وإعادة هيكلته إلى شيء أعمق ، أكثر عمقًا وأكثر ملاءمة لسكن الإنسان . هذا هو النصف الآخر من أسطورة البطل ، أليس كذلك ؟

نصفها هو التغلب على الفوضى نفسها ، والنصف الآخر هو مواجهة الاستبداد حيث يجب مواجهته . أنت تفعل ذلك بتحدي نفسك بتواضع ، على المستوى الذي تكون قادرًا على التعامل معه . من الأسهل أن تفهم الأمر إذا فكرت في طفل تحاول تربيته بشكل صحيح وتريد أن تساعد هذا الطفل في الكشف عن أقصى إمكاناته ، أيًا كان ذلك ، أيا كان ما يعنيه . و ما تفعله هو .

أنت لا تضع لهم سلسلة من المهام المستحيلة على أمل تفويض ثقتهم بأنفسهم . أنت تكوّن علاقة معهم مبنية على اهتمامك بأعلى أنماط كينونتهم . وبعد ذلك تقدم لهم التحديات التي تم تحسينها بدقة وفقًا لقدراتهم ، أليس كذلك ؟ حتى يتمكنوا من القيام بها ، لكن عليهم أن يوسعوا نطاقهم . العنصران اللذان تتكون قدرتهم منهما هما . ما يمكنهم القيام به .

وإلى أي مدى هم قادرين على تغيير ما بإمكانهم تغييره . ويقوم التحدى الأمثل بتوسعة نطاقك إلى أقصى ما يمكنك القيام به . ثم لنطاق إلى أي مدى يمكنك التحول .

وهكذا ، إذا كنت تحب طفلًا ، فإنك تحدد له مهامًا من هذا النوع ، وربما يكون لديهم فرصة معقولة للنجاح ،
٪ 70 فرصة للنجاح .

أو فرصة نجاح بنسبة 80٪ .

قد يعتمد الأمر على مدى حساسية طفلك ،أنت تفعل نفس الشيء لنفسك ، لكن عليك أن تكون متواضعا وحكيما بما فيه الكفاية ، لفهم أنه قد يتعين عليك تحجيم المستوى الذي تهدف للوصول إليه . خاصة في تلك الأماكن التي لا تقوم فيها بعملك بشكل جيد . وقد يكون الأمر محرجًا للغاية . لدرجة أنه لا يمكنك إرغام نفسك على استيعاب أن هذا هو ما أنت عليه بالفعل .

عليك أن تعرف بذلك ، وسيكون هناك فقدان للأنا أو تدمير للأنا . الأنا المتغطرسة التي تصاحب ذلك بالضرورة ، لكنك تحتاج إلى فقدان تلك الأنا المتغطرسة . لأنها بالضبط التي تتداخل مع حركتك نحو الأمام ، إنها جزء من عملية الخصومة .

من الناحية الميثيولوجية ، التي توقف التقدم الأخلاقي ، انت فخور للغاية بمن تعتقد أنك تكون لدرجة أنك لا تلاحظ ما أنت عليه بالفعل ، حتى تتمكن من التغيير بشكل صحيح . انت لا تريد التضحية بهذا الجزء من نفسك . من المحتمل أن يكون الأمر مرتبطًا ببعض الوهم الذي يساعدك على البقاء إيجابيًا ، على الرغم من هشاشة الصورة الذاتية ، في غياب جهد حقيقي .

أنت تعرف نفسك من خلال المراقبة والانتباه، يقوم الثعبان بالمراقبة بدم بارد دون أي رد فعل عاطفي . فقط لرؤية ما يحدث بالفعل . لا يسمح ، من الناحية الرمزية ، لا يسمح لما هو منشود أو مرغوب بالتدخل فيما يتم ملاحظته .

لذا راقب نفسك بهذه الطريقة ، حسنًا ، هذه بداية . ثم تحدى نفسك باستمرار ، لمعرفة إلى أي مدى يمكنك أن تحرز تقدمًا اليوم وغدًا متجاوزًا الأمس .

وللتجربة باستمرار بتوسيع المجالات وليس فقط كفاءتك ، ولكن بقدراتك على زيادة تلك الكفاءة ، وهذا ليس واضحًا بالنسبة لي . الحد الأعلى لذلك يتناسب مع الجهد الأخلاقي الذي تبدله . كلما استرشدنا بأعلى الرؤى الممكنة ، صحيح . التحالف مع أعلى ما يمكن تصوره من الخير . وكلما كان مدفوعاً بذلك .

كلما كان مصحوبًا بالحقيقة في القول والعمل ، كلما طورت إمكانياتك ، وأعتقد أن هذه الإمكانية غير محدودة في الاتجاه التصاعدي ، أكثر مما هي غير محدودة في الاتجاه الذي يجذب الناس إلى الجحيم السياسي والاجتماعي الذي كثيرًا ما يميز العالم الذي نعيش فيه . وهكذا ، أفترض أنك ايضاً ، يجب أن تكون على استعداد للقيام بذلك كمغامرة .

لأنه شيء فظيع أن تتحمل هذا النوع من المسؤولية ، كما تعلم ، فأن هذا يأخذ الشخص خارج المألوف ، ينزعهم عن أنفسهم . هناك اغتراب وعزلة مصاحبة لذلك ، وحزن عظيم ، كل ذلك معًا ، لكن هناك معنى عميق في ذلك . وليس هناك ما هو أفضل يمكنك القيام به ،

ترجمة : winners Team