الطاقه المبعثره

ولاء الشمري

هي هدر وقتك في مراقبة امور ليست لك
او ليست من شأنك
وسرحانك في ذكريات انتهت
ونظرك في ما لا يعنيك
وملاحقتك لسراب
ومتابعة التافهين وتتبع اخبارهم وتخمين قصصهم
والالتهاء في القشور، في الترف،
في الوهم
في التفنن بتبديل الاقنعه..
لذلك لا تنجز بالكامل ولا تنجح بالكامل وهذه معادله عادله، لانك لم تستثمر تلك الطاقه في نفسك وفي اتجاه واحد..
اتقان العمل لا يعني صرف مال اكثر، او وقت اكثر
بل تركيز اكثر واخلاص اكثر..
#بقلمي
Insta: wals_books

اعرف مسارك

ولاء الشمري

احياناً يكون المستقبل خلفك! وانت تتجه الى الماضي! بكل جهل تدير ظهرك عن المستقبل!
وبكل غباء تقبل على الماضي! وتتسائل لماذا لا اتقدم رغم اني في الاتجاه اسير..!؟
انت فعلاً (اسير)..!
اسير عند زمنٍ ولى!
اسير عند لحظةٍ تبخرت من شدة غليانها في ذاكرتك! ولازلت تجددها باستحضارها!
اسير عند موقفٍ أبيت الا ان تعشعش فيه وتدور حوله! وتتسائل لماذا التاريخ يعيد نفسه معي!؟
ببساطه لانك تدور! وان اخترت ان تخرج من الدائره، فتختار المسار الخاطئ..!
زوبعه من الذكريات، اما آن لك ان تصنع غيرها ذكريات جديده حاضره حيه!
اما آن لك ان ترجع باتجاه مستقبلك وتعيش في الحاضر وتستمتع بالرحله..!
اذا رأيت ان احداث حياتك متشابهه منذ سنوات ولم يطرأ عليك تغيير جذري، فاعلم انك تعيش في التوقيت الزمني الخاطئ!
فقط قف وتمعن في مسارك وستعرف اين انت بالضبط! كن واعي لعمرك واستثمر حياتك
وكفاك ماضاع من وقتك..!
#بقلمي

الآمل حصاد الفلاح

نوره بابعير

الآمل حصاد الفلاح
.
.
كان فلاحًا،
يضع البذور على أملاً يجني ثمارها في الغد .
كان فلاحًا ،
يفهم الأشياء من جذورها و الأوراق مَن استقامتها.
كان صاقلاً فيما يحرث لا يعرف العجلة فيما يريد .
كان يضع البذور في الأرض وهو على يقين الحصاد منها .
لا يكثر الكلام يميل للفعل شغوفًا بما يقدمه اتجاه تلك الأشجار الغائبة .
كان منضبطًا ، يدرك القيمة الناتج من أثر الانضباط ، لا شيء يكبر إلا بالتوازن ولا توازن يحدث إذا لم يجد هناك مبادىء للانضباط .
الاجتهاد أنواع هناك من يسعى بلا فائدة وهناك من يسعى بلا قيمة وهناك من يسعى بفائدة و قيمة .
تخلق الاجتهادات من عكاز الانضباط .
كان جاهلًا في بعض الأشياء لكنه يملك الحكمة في مأزق الحياة .
كان مقتصرًا بالزراعة و المزارع وكان بينه وبين ذاته أعمق من ذلك . لا أحد يدرك الآثار التي تبقى عليه .
كان فلاحًا،
ولكن كان يزرع البذرة وفي البذور آمالًا .
كان الآمل يخلق الحياة له .
عملًا دائم يخلق الغنائم .
صبرًا جميلًا عوضًا دائم
هدوءً في النفس بصيرةً في القلب
كان فلاحًا،
يتقن انتظارهُ لا شيء يثير فضولهُ يجيد السكون فيما يملك و التخلي عن مالا يحق له .
كان يعلم أن المهن تصنع السلوكيات ، و السلوكيات تصنع الهويات المجهولة ، لأنها تسلك طريقها حتى تبني مَن مهنها ما يليق باختيار أشخاصها .

“قتل الصمت بثرثرته الفارغة “

نوره بابعير

قصة قصيرة
.
“قتل الصمت بثرثرته الفارغة ”
كان يظن أنه يتحدث بطلاقة ، ظل يصرخ دائماً مقتنعًا بذلك الصراخ هو من يقوى على إيصال ما يريد أخباره ، أوهم نفسه كل ما يفعله متشبثًا في التصديق بما ينطق ، بل في الصوت الذي يخرج من حنجرته ، كلما يرغب بقول شيء يزداد في حدة نبرته متيقنًا فيَ استجابة إيصال غايته من كل رغبة ، مضى عليه من الوقت وهو مستغرقًا فيما يظن وهو بنفس الهاجس يتعامل مع رغباته في الحديث بشدة الصوت لا الفكر فيما ينطق ، لم يعد منتبهًا في ذلك الغرق والبلل الذي ابتلعه ، كان في عجبة الإرتياح الناتجة من فعلته هذه ، كان عالقًا في مفهوم أن الأشياء التي تعلو فيها الأصوات فهي مسموعة بحذافيرها ، ومرئيةً بتفاصيلها وحدة وضحوها أن حتم الأمر .

كان عدوة للذوذ للصمت ، يعتقد أن الصمت عن الكلام هو أنقطاع عن العالم بل عن ما يريد إيصاله من خلف ذلك الصوت ، فكل ما يختلج بداخله كان يحتم عليه بالزن نحو الصوت العالي لا الصمت الهادئ ، أصبح هاربًا منه ، فلم يعد يعطي لنفسك مساحة للصمت يعيد توازنه المفقود من ذلك القول ، ظل تائهاً في ضجة صوته لأقوال لم تصل بعد لكنه أصيبت الحقيقة بالعمى ، كان متعلقًا بالصوت لا بالفهم مما يتحدث به ، متعلقًا بالأنا الأنانية لا بالحكمة العقلانية لدى قول الآخرين له ، متعلقًا في فراغ الكلمات لا بما يملئها من المعاني ، لم يتبين معهُ الخديعة و الحقيقة التي كانت مخبأة خلف معتقداته المرتبطة بقوة الصوت لا بقوة الأسلوب بقوة النبرة لا بقوة العقل وفكرهُ ، كان يبحث عن فعل يحقق له ما يريد التحدث به دون أن يرى قابلية الآخرين نحو فعلهُ هذا .

كان يقتل العقل بصوتهُ العالي ، ويحجب الآخرين عن مسمعه كان يفسد على نفسه كل غاياته من تلك الأفعال المفعمة بإصرار الصوت لا بالمنطق فيما يفعله ، ظلّ غارقاً في عتمته ولم يتنبأ بذلك القصور منه ، حتى تأتيه لحظة الصمت الذي تخمد فيه شعلته الفاسدة ، حينها يستطيع أن يستعيد فيها ذاته الغائبة عنه منذ أن تخلى عنها ، ليدرك أن الصوت غير كافيًا في ترجمة المعاني نحو الأشياء هناك الكثير من الأشياء تحتاج إلى صمتك فيها ، حتى تستطيع تنجح في إيصال فكرها الناتجة من نضجها .

الرغبة في القوة نجاة

نوره بابعير

الرغبة في القوة نجاة

القوة أنك تضع من كل شيء دافع يحرك ساكنك إلى الإمام تظل في عجلة منك تليق بفكرك وقدرتك في الحياة ، حتى وأن كانت تلك اللحظات قد تغبر عليك بعواصف رياحها ، لكن أختار وجهتك فيها حتى تندفع بالوجه التي أردتها انت .

مشكلة الناس ، أنها لا تريد أن تفهم ذواتها بكثر ما تريد أن تفهم ذوات غيرها ، وهذا ما يجعل الوقت يمر على الكثير من البشر وهم لا يجدون شيء يفعلوا في حق حياتهم .

البعض يرى أن الفضول من علامة ذكاء تعطيه حق المعرفة رغم أن الفضول من الأشياء التي تتشكل على حسب سلوكيات الإنسان نفسه ، هناك من يجعلها فائدة في تنوير مسار حياته، وأخر يجعلها تنوره في حياة الآخرين .

أكبر فشل للإنسان أن إلى الآن لا يعرف القوة الحقيقية التي يعبر الحياة من جسورها بتوازن تام .

أعتقد أن الانشغالات في الأشياء التي لا تخصنا تأخذ من وقتنا عمق أفكارنا ، تصيب بالداخل العمى في فهمها ، ثم نظن أننا نعرف وتظل هناك فجوة قد تكون صغيرة بالفعل لكنها مهمة جداً في تحسين أداء ذواتنا إلى أفضل حال .

القوة من الأشياء التي تحتاج اهتمام الإنسان فيها حتى تكبر كما أعطاها من حقوق تفعيلها به سواءً كانت تخص داخله أو تعامله مع الحياة .

كل هذا يحدث مجرد فهم الإنسان للقوة ثم لنفسه ، كثير يخبرك بإنه يفكر ويتحدث ويعمل ويناقش لكن لم يتقن مواطن القوة في ذاته ، تجد هناك ظروف الحياة قد تطغي عليه وتفلت منه التوازن فيما يملك ثم يدعها تفعل به كما وقعت دون إي محاولة في تحويلها إلى صالحة .

غالبًا ما يغرق الإنسان هو غفلته المفرطة في التفاصيل الصغيرة يلتفت للأشياء الكبيرة دون أن يعيد النظر فيما جعلها تكبر بهذا الحد .

القوة تبني صفتها من الأشياء الصغيرة تضع تفاصيلها مثل البنيان ، حجرة فوق حجرة تبنّي لك جدار صامد التحمل .

القوة أختيار إنسان يرغب بالصمود في هذه الحياة لا يقبل بالهزيمة الفعلية ، بل يدرك أن الضعف هو الهزيمة الحقيقة في حياته كلها .

شراسة كائن

نوره بابعير

شراسة كائن

دائما يحدث الصراع بين الخير و الشر كما تنبت بذرته في الإنسان وتكبر ثمار العقل عليه . حتى تحدث تلك الشراسة بين استيعاب العقل فيما يفعل و عقل يرفض ذلك ، ثم يبقى الإنسان في متاهات عميقة لا يدري كيفية التخلّص منها وقد لا يشعر بها ، قد يكون رفيق الشر لا يدري إنه يفتعل الشر بين الآخرين يجد أنه عالقًا في قوة عظيمة تجعله دائمًا منتصرًا على غيره .

لذلك يقع في توسع دائم يقنع العقل أنه في معرفة واعية مطلقة في إختلاق الحلول لذاته .

أما الضحية التي تقع أمامه فهي تتآكل دون إي ذنب لها سوى أنها كانت مجردة من شراسة الشر في نفسها ، تراها دائما في جهد عميق لتثبت وقوفها في الخير هو الأحق من ذلك العراك مع غيرها في الشر .

لكنها تفشل لإن طغيان الشر على شخصه يجعله في مسافات بعيدة عنه ، لن تبين له ما يخرج منه سيئًا للغاية البشرية .

هل يدرك الإنسان أن للشر ملامح تجسد على شخصها؟ أو إنه يغفل عن تلك الملامح البائسة عليه ؟

أعتقد أن الشر أعمى لذلك من يغرق به لا يرى أين مكانه وكيف تلطخ بكل تلك الإساءات المؤذية لغيره . يبقى طائراً في سماء ظلماته يُظن قد أرتفع باسباب أحقية جعلته يتميز بتلك القوة رغم أنها تمثل التمرد الأخلاقي في سلوكياته ، لا يعلم أن الشر قد يجمد ضميره في الحياة ، يصبح سعيدًا بقواه وأنه يملك القدرة في تحقيق كل ما يريد .

لكن أحيانا أتساءل لِماذا يفقد الإنسان خيره ويرحب بشرهُ ومع ذلك لن تجد معترفًا يُرى ما يصدر منه شراً كما يراه دفعًا عن ذاته .

ربّما الشر يخلق من أنانية النفس في الحياة ، تجد نفسها جبروته فيما تريد متهاونه في معطيات الآخرين ، مفرطة في حقوق ذاتها ، متمردة في حقوق غيرها ، لا يعجبها سوى فكرها وفعلها ، وكان الأشياء تحدث لهاَ أولاً ثم يحدث ما يحدث للآخرين فليس مهمًا بالنسبة لها .

فيظل الخير لينًا فيما يحيط بالنفس و بالفعل وَ بالضمائر ، قد يملك الإنسان نفسًا ولكن ليس النفوس كلها صافية نقية من شوائب الشر .

التساؤلات تنفض غبار جهلها

نوره بابعير

لِماذا تطرق الأسئلة أبواب عقلها فتحل على شخصها كرياح تحرك الساكن من مكانها ، لا يستطيع أن يجهل شيئًا منها ، وكأنها الأجراس التي لا يمكن أن يسمع شيئًا من علو صوتها ، تبقيه في غمرة سؤالها منشغلًا لا يدري كيف يهدى إلا بالحصول على إجوبتها .

هل يعقل بأن التساؤلات هي من تحرك العقول الهادئة ؟ وما يغفل العقل عنه هو شيئاً متناقضًا بين أفراغ العقل و فكرهُ وبين استيعاب الانسان لذاته ؟

دائما تجد في التميز اختلافه ، وحينما تبحث خلف ذلك الجدار تجد أن بنيان ذلك الشخص كان مبنيًا على فضول المعرفة و الاستطلاع فيما يفيض فكره منها.

أعتقد أن التساؤلات هي الضوء الذي لا يُرى لكنها تحجب عنه العتمة التي تُرى بوقوع خطايانا في الخارج .

هناك من يلطخ الأشياء بتساؤلاته الباهته وهناك من يرمم بهتانها فيصنع منها جوهرها ، الخطيئة لست في السؤال نفسه بل في مفهوم الإنسان اتجاه تفعيلها في حياته .

تعجبني تلك التساؤلات التي تحدث مع حديث النفس وكأنها اختبار لا يليق بأحد سوى ذاتها ، تجد النفس لحظتها منغمسة فيما تفكر و تبحث و تفتش عن ما يفسر فهمها لكنّها متوازنة فيما يفيد عقلها ، تدرك أن غايتها التطوير ، لتخوض حيوات جديدة تنتظر ثمار عقلها من جذور نضجها .

حينما يبقى الإنسان في معزل عن الخارج لابد من أن يطرأ عليه تساؤلات تبحث عن أجوبتها ، وكأن تلك اللحظة تحاول أن تخبره بأن إنتباهه للأشياء الصغيرة هي من تعلمه الحكمة فيَ كبرها .

يتغير العقل حينما يجدد فكرهُ ويتقن فهمه ، ويتأنى على رأيه ، ليس من المهم أن تكون الاكثر قولًا أو الأكثر معرفةً أو رأياً ، الحياة دائمًا تعلمنا على عجلة احتياج الإنسان في أولوية حياته لذلك نحن بحور من تلك التساؤلات وكلما وجدنا فهمنا فيها تأتينا على هيئات مختلفة لتنور عقولنا بما لا نمر به لكننا أنصتنا له .

أفكار ناعسة

نوره بابعير

كيف يسيطر الإنسان على مفهومة للأشياء.
1-أن يعترف بينه وبين ذاته إذا كان لا يعرف شيء عن أمراً ما وأن لا يرفض المعرفة من قبل الآخرين الذين قد لديهم المعرفة الكافية فيها .

2-أن يكون صريح في معرفته ويكون الغرض منها الفهم الحقيقي لا التزيف خلفها حتى يستطيع أن يوسع مدارك فكره بوعيها .

3-أن يكون وَاسِع ، واسع بمعنى أن يتقبل الأشياء على أنها قابلة للاختلاف سواءً كانت من ناحية الفكرة نفسها أو الاجتهاد العقلي فيها لينتج له مفهومها .

4-أن يحسن انضباطه الفكري لها ، لا يجعل الأشياء دائما حقيقة من منظورة هو حتى لا يقع في قناعة زائفة ترغمه بها رغم إنه وقع فيَ خطيئة مفهومه لها .

5-قبل أن يتحدث يفكّر و يفكر ليَجِد رؤيته بوضوح .

6-معرفة الإنسان أنه بحاجة دائمة إلى التعليم قد تساعده بأن يسيطر على ذاته اتجاه إي أمر يحدث له و يشعر بإنه ليس لديه المعرفة المطلقة فيه .

7- نضوج العقل ينتج عقل واعي حينها يفهم الإنسان بعض الأشياء تحتاج إلى تجربته في الأخطاء قليلًا حتى يستوعب مدى الإدراك في تغيير وجهة أفكاره فيها .

8-يحاول أن يعرف الأسباب التي تؤدي إلى انفعاله نحو مفاهيمه لها ، ثم يفهم لماذا فعلت به ذلك الانفعال هل كان لتصديقة بمدى معرفته فيها أو بسبب جهله له ؟

9- إذا وصل الإنسان مرحلة عدم السيطرة والإفراط في تشويش مفاهيمه ، ضروري يتأنى في فكرها ، أحيانًا يحتاج الإنسان يرجع لخطوة إلى الخلف ليس فشل منه هناك أشياء تسبب فوضى في الفهم تحتاج دقة العقل فيها لأنها قد تخلق فهم ناتج عن خديعة العقل فيظن الإنسان أنه امتلاء بها ، وهو في الحقيقة فارغًا ، وهذه المرحلة لابد من تنبه الإنسان لنفسه ولذاته جيدًا حتى يستطيع إن يصلح ما جعله في ذلك الوقوع .

10 – أن يسأل نفسه ما غايته من ذلك الفهم حتى يهدى من قلقه أو انفعالاته التى لا مبرر لها سوى معرفة الإنسان تجاهها .

معرفة الإنسان لنفسه تساعده دائما في تطوير سلوكياته و انضباطه تجاه افعاله ، كلما تعلم زادت سعته وقلة سرعته في الوقوع بالأخطاء حتى وأن حتمت عليه الوقوع حينها يعرف كيف يحسن من ذلك الأمر فتجد لديه قابلية عميقة يتجدد فيها كلما شعر بحتاجه نحو معرفته .

تولستوي رائد الواقعية الملحمية

سلام التميمي

يُعتبر تولستوي أحد الأعمدة الذهبية السبعة التي يقوم عليها صرح الأدب الروسي في القرن التاسع عشر، وهؤلاء السبعة الكبار هم: بوشكين، وليرمنتوف، وغوغول، وتورغنيف، ودوستويفسكي، وتولستوي، وتشيخوف.
ولتولستوي أهمية عالمية، وتأثير عالمي واسع، يتجاوز حدود وطنه روسيا، فرومان رولان يؤكد أن أوروبا لم تسمع صوتاً كصوت تولستوي، كما يقول: إن طيبة وعقل هذا الإنسان العظيم وصدقه الفريد جعله مرشدي الأمين في فوضى عصرنا الأخلاقية. ويقول الأديب الفرنسي البارز، أناتول فرانس، إن تولستوي هو المعلم المشترك لأدباء أوروبا. أما الأديب الألماني توماس مان، فيؤكد أن قوة فن تولستوي تتخطى كل المقارنات. كما أن أدباء عالميين كباراً مثل جورج برنارد شو، وستيفان زفايغ، وثيودور درايزر، وغيرهم يعترفون بتأثير إبداع تولستوي في نتاجهم الفني.
وكذلك فإن تولستوي بدوره كان يسعى لأن يوطد على شتى الأصعدة ولمختلف الأغراض مكانة عالمية وصلات عالمية، فكانت له صلاته الأدبية مع عديد من أدباء العالم المشهورين، كما كانت له صلاته الفكرية والروحية مع مصلحين كبار أمثال المهاتما غاندي ومحمد عبدة، إضافة إلى صلاته على الصعيد التعليمي التربوي مع عديد من رجال التعليم والتربية الشعبية (على الطريقة التولستوية أو مايماثلها من المدارس التعليمية الشعبية).
إن واقعية تولتسوي الانتقادية تمتاز بشدة إيغالها في أعماق الواقع، والتصوير الفني الصادق للحياة، وتحري الحقيقة البسيطة دونما تزويق، كما تتميز إلى ذلك بتعمقها في العالم الداخلي للإنسان في حركته وتطوره وبقوة التحليل النفسي، وتصوير ديالكتيك الروح البشرية، وتطور الإنسان ضمن مجتمعه وعصره وبالانتصار الكلي للإنسان أينما كان.
ويوضح مؤلفا كتاب (( مدخل إلى الأدب الروسي في القرن التاسع عشر))، د. حياة شرارة و د. محمد يونس، أن أدب تولستوي يعتبر قمة تطور الواقعية الكلاسيكية (يقصدان الانتقادية) في الأدب العالمي، إذ لم يسبق للأدب العالمي قبله أن تعرف على التناقض الصارخ بين بذخ الطبقات العليا للمجتمع الاستغلالي، وبين الفقر والظلم الذي تعانيه الجماهير الفقيرة بتلك القوة المركزة، والدقة والصرامة التي يتميز بها أدب تولستوي، ويقولان أيضاً إن سر القوة العملاقة للواقعية الروسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يكمن في قدرتها الخارقة على كشف الطبيعة الاجتماعية – السياسية لروسيا القيصرية آنذاك، حيث تزايد الاستغلال الرأسمالي وأشتد مستنداً إلى بقايا الظلم العبودي وبشاعة النظام البوليسي القيصري الذي كان يؤجج في الجماهير شعور الحقد والغضب والاحتجاج، وتولستوي أحد أبرز أعمدة الواقعية الروسية قد عرَّى ذلك المجتمع بشكل لا نظير له في روايته ((البعث))، وينمو المبدأ الجمالي للواقعية عضوياً عند تولستوي إلى جانب واجبها الاساسي – الخلق الفني لحقيقة الحياة. الحقيقة هي البطل الرئيسي والمفضل لدى تولستوي، إذ بدونها ليس هناك جمال في الفن، وينسجم التصوير الفني الصادق للحياة كلياً عند تولستوي مع التوغل العميق في العالم النفسي للإنسان، وتمتاز واقعية تولستوي بشموليتها في كشف العالم الداخلي للإنسان في حركته الدائمة، وانسيابه في تغييراته وتناقضاته، إن تولستوي يرسم حياة بطله الروحية والأخلاقية والنفسية ضمن قانون التطور الديالكتيكي الذي تخضع له مراحل التطور الأجتماعي.
إن ما يقوله الباحثان اللذان كتبا أطروحتيهما في إبداع تولستوي، صحيح إلى حد بعيد، فإن واقعية تولستوي كانت قمة الواقعية الانتقادية، كما أن التغلغل في العالم الروحي والنفسي للإنسان كانت سمة من سمات واقعية تولستوي، إضافة إلى حلولها الأخلاقية (وذلك لعدم تفهم هذا الأديب للثورة واندفاعه نحو المفهوم التجريدي ((للحقيقة الاخلاقية الازلية))، وتعليقه الآمال الكبيرة على ((المملكة الإلهية)) داخل النفس البشرية). والحق، أن إبداع تولستوي الواقعي – الانتقادي كان محكوماً بقوانين اجتماعية موضوعية، لم تسمح له أن يلتحم بتيار الثورة الشعبية الاشتراكية، فإن اشتراكيته ظلت فلاحية، طوباوية، وظل تولستوي ((مرآة للثورة الفلاحية الروسية))، وتجسيداً للتعبير الأصدق عن ذهنية الفلاحين الروس ومطامحهم وتطلعاتهم.
إن الواقعية الملحمية، النفسية، التي امتاز بها إبداع تولستوي، قد وضعته مع دوستويفسكي في مصاف أبرز كتاب الواقعية الانتقادية في العالم أجمع، لقد شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر (وخصوصاً في إبداع تولستوي ودستويفسكي) أرحب انفتاح على دواخل النفس الإنسانية، وعالم الإنسان الروحي، الأمر الذي أسفر عن كشوف غاية في العمق في ظواهر وتطورات النمو النفسي للإنسان وثرواته الروحية وتكامله القيمي والأخلاقي، وترك تولستوي تأثيره في الأدب السوفيتي (في إبداع غوركي، شولوخوف، أيتماتوف) وفي إبداع عديد من الأدباء العالميين الكبار في أوروبا والولايات المتحدة، وتأثر بإبداعه وكشوفاته الواقعية العديد من الأدباء الواقعيين العرب المعاصرين .

الزّن في فن الكتابة ، فن لا يقاوم “

نوره بابعير

” الزّن في فن الكتابة ، فن لا يقاوم ”
الزّن في فن الكتابة ، تحدث الكاتب راي برادبيري بالطريقة المحتمة عليك بالذهول من قراءة نص
مشبع بجماليات الكتابة وماثوراتها عليك كقارئ.
هكذا قال ..
أنت تسأل ، مالذي تعلمنا إياه الكتابة ، كان سؤال كافياً ليحرك في داخلي العديد من المحاولات في تكوين الأجوبة المقنعة في قرارت نفسي .
ثم أكمل الإجابة للمرة الأولى ..
قال قبل أي شيء إنها تذكرنا بأننا أحياء ، وأن الحياة هدية ، وامتياز ، وليست حقاً. يجب علينا أن نستحق الحياة بمجرد أن نحصل عليها. الحياة تطلب أن نرد لها الجميل لأنها منحتنا الحركة .
كانت كفيلة بأن تعطيك الأحقية في تكوين معناها وتألقها بداخلك مجرّد قرائتك لها .
ثم قال ..
وحيث أن الفن الذي نضعه لا يستطيع ، كما نتمنى ، أن ينقذنا من الحروب ، والحرمان ، والحسد ،
والجشع ، والشيخوخة ، والموت ، إلا أنه يستطيع أن يبعثنا في خضم ذلك كله .
حديثه هذا يجعلك مفكراً فيما يكتب ليفهمك بأن الكتابة تستطيع أن تخلق من وحي فكرك وتأثيرك عليها ثم تهذب فيك خيارها لتصبح ذُو فنً رفيع بما تملك من الاستشعار إليها ، لم يكتفي بذلك
كان مفرطًا في وصف واختلاق مسارات للإجابة .
فكانت الثانية تقول ..
الكتابة منجاة ، أي فن ، أي عمل جيد ، هو بالتأكيد منجاة عدم الكتابة ، بالنسبة لكثيرين منا ، يعني
الموت .
تطرق لزاوية أخرى ليوصف لك الإحتياج الممكن من سيرك في الكتابة أو الزّن في صناعة الإبداع من خلالها .
سواءً تشكلت بك أو تشكلت منك فهي ذَات تأثيرعالي بما يخص ميولك لها أو تكوين الصورة المتلائمة
معك .

ثم كانت الأخيرة فيما يقول ..
يجب علينا أن نتسلح كل يوم ، مع إننا نعرّف – على الأرجح – بأن هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها
تماماً ، ولكن علينا أن نحارب حتّى لوكان ذلك لجولة صغيرة . إن أقل جهد تبدله للفوز يعني في نهاية
اليوم ، شكلاً من أشكال الانتصار.

كانت وصية ثمينة لمن يريد الخوض في عوالم الكتابة أو في تحمّل مشقات الزّن في فن الكتابة .
يبقى هذا الكتاب مفخم بالجماليات المفروضة على كل قارىء ، لابد من تحريضها في إتقانه
كما أنها تجعله غارقًا في انصاف نصوصها بين وقفة فكر ووقفة شعور وبينهما تكوين يبني بداخله القدرة الكافية في ممارسة الكتابة رغم عنه .

النهاية..
يظل هذا الكتاب مهم جداً لكل من يهتم بالكتابة أو محاولة الكتابة أو المتعة في سلك الكتابة ،
تجملك بالقراءات المحاطة بها؛ لأن كل المعاني المقصودة به هو الزّن ، الزن في الكتابة حينها تفهم الإصرار الذي يلازمك من بعدها ،هو نتيجة الرغبة في تحقيقها أي تجبرك على غزارة الإنتاج الأدبي دون إستثناءات ، تجد أنك تفعل وتنفعل وتفرط وتنفرط بك كل الوسائل نحوها ، حينها تفهم النهاية من تلك الفوضى هو إعلان صحوتك تجاه الكتابة .